الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

"مدى": تصاعد اعتداءات المستوطنين على الصحفيين خلال الشهر الماضي

نشر بتاريخ: 03/11/2011 ( آخر تحديث: 03/11/2011 الساعة: 13:22 )
رام الله-معا- واجه الصحفيون الفلسطينيون شهراً مليئاً بالانتهاكات بحقهم خلال تشرين الاول2011، خاصةً من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين الذين ارتكبوا انتهاكات متنوعة بحق الصحفيين أثناء تغطيتهم للأحداث المختلفة في الضفة الغربية، وفقا لرصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى".

واستنكر "مدى" جميع الانتهاكات بحق الصحفيين الفلسطينيين، ويعرب عن قلقه البالغ من استمرار تصاعد اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين عليهم، وفرض القيود على حركتهم وعملهم الصحفي من خلال سلطات الاحتلال والمتمثلة بالمحاكمة وسحب تصاريح الدخول إلى مدينة القدس.

وجدد المركز مطالبته للمجتمع الدولي باتخاذ خطوات جادة وواضحة لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية التي ما زالت تشكل كابوساً للعمل الصحفي في فلسطين.

كما أعرب "مدى" عن إدانته وقلقه لاقتحام مقر النقابة في مدينة غزة، ويدعو جميع الكتل الصحفية وأعضاء الأمانة العامة للنقابة البدء بحوار جدي من أجل الخروج باتفاق يضمن إجراء انتخابات جديدة ونزيهة بإسرع وقت ممكن. ويدعو جميع الجهات المعنية باحترام حرية الرأي والتعبير في فلسطين.

وكانت بعض الاعتداءات خطيرة خاصة الاعتداء على مصور الوكالة الفرنسية حازم بدر بحجر كبير في رأسه من قبل أحد المستوطنين في مدينة الخليل، واختناق مجموعة من الصحفيين أثناء تغطيتهم لاعتصام تضامني مع الأسرى أمام سجن عوفر قرب مدينة رام الله.

وفيما يتعلق بالانتهاكات الفلسطينية فقد انخفض عدد الانتهاكات بحق الصحفيين عن الشهر الماضي، إلا أن مركز مدى يعتبر بعضها خطيراً، كحادثة اقتحام مقر نقابة الصحفيين في قطاع غزة، والاستيلاء عليه بالقوة من قبل عدد كبير من الصحفيين، الأمر الذي زاد من حدة ألازمة داخل الجسم الصحفي، وشرع الباب واسعا أمام تكريس الانقسام على صعيد العمل النقابي الصحفي. كما أن استمرار تقديم الصحفيين للمحاكمة على خلفية تعبيرهم عن آرائهم يثير العديد من المخاوف لدى المركز، حيث يعتبره عاملاً رئيسياً في تعزيز الرقابة الذاتية لدى الصحفيين الفلسطينيين.

انتهاكات إسرائيلية متنوعة بحق الصحفيين:
تنوعت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين خلال الشهر الماضي، حيث مارس الاحتلال والمستوطنون العديد من الاعتداءات بشكل متعمد على الصحفيين. فقد ألقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز المسيلة للدموع على مجموعة من الصحفيين أثناء تغطيتهم لاعتصام سلمي لأهالي الأسرى الفلسطينيين من أمام سجن عوفر الإسرائيلي قرب مدينة رام الله، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 11/10/2011، حيث أصيب مراسل وكالة معاً في رام الله فراس طنينة، مصور وكالة معاً أشرف كتكت ومراسلة تلفزيون فلسطين سارة باختناق شديد.

واعتدت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين يوم الأربعاء الموافق 26/10/2011، على طاقم قناة الجزيرة الإخبارية بالحجارة أثناء عودتهم من مهمة تصوير في قرية بيت اللو غربي مدينة رام الله، مما أدى إلى إصابة المصور مجيد الصفدي بجراح طفيفة بشظايا زجاج السيارة الذي تحطم. واعتدى المستوطنون أيضاً على أربعة صحفيين فلسطينيين بالحجارة، أثناء تغطيتهم لإحداث مسيرة بيت أمر الأسبوعية في مدينة الخليل، وذلك يوم السبت الموافق 29/10/2011. وهم: مصور الوكالة الفرنسية حازم بدر، مصور الوكالة الأوروبية عبد الحفيظ الهشلمون، مصور تلفزيون فلسطين حسام أبو علان، ومراسلة تلفزيون فلسطين فداء نصر

كما مددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم الأربعاء الموافق 26/10/2011، الاعتقال الإداري لمنسق برامج فضائية القدس في الضفة الغربية نواف العامر لمدة أربعة أشهر دون توجيه أي تهم له، والمعتقل منذ تاريخ 28/6/2011. فيما وجّهت محكمة الصلح في مدينة القدس يوم الاثنين الموافق 10/11/2011، تهمتين لمراسل موقع "فلسطينيو 48" في القدس محمود أبو عطا، الأولى بالإخلال بالنظام العام والثانية بعرقلة عمل الشرطة. وذلك على خلفية تصويره لمجموعة من المستوطنين داخل المسجد الأقصى بتاريخ 3/4/2009. كما منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي محرر الأخبار في صحيفة القدس عبد الكريم أبو عرقوب من وصوله إلى عمله، وقامت بإلغاء تصريحه الذي يخوله بالوصول إلى مقر الصحيفة في القدس دون إبداء أي أسباب، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 18/10/2011.

الانتهاكات الفلسطينية:
قررت محكمة الصلح في مدينة بيت لحم في جلستها المنعقدة بتاريخ 3/10/2011 إسقاط إحدى التهم الموجهة إلى مدير راديو بيت لحم 2000 جورج قنواتي وهي ( الذم والقدح والتحقير ومواصلة محاكمته على تهمة أخرى وهي (نشر مقالة من شانها الإساءة للأفراد والإضرار بسمعتهم)، حيث سيتم النظر في هذه التهمة يوم الأربعاء الموافق 30/11/2011، وذلك بعد قيامه بنشر تعليق ينتقد عمل مديرية الصحة في بيت لحم على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك". فيما قرر قاضي محكمة الصلح في مدينة قلقيلية بجلسة 29/10/2011، النطق بالحكم في قضية الكاتب الصحفي عصام شاور يوم الأحد الموافق 4/12/2011، وذلك في التهم الموجّه إليه وهي "النيل من الوحدة الوطنية وتعكير صفاء الأمة" على خلفية أربع مقالات نشرها على موقع وكالة معاً، دنيا الوطن، فلسطين الآن، وصحيفة الأهرام. واستدعى جهاز المخابرات في مدينة الخليل بالضفة الغربية مصور الوكالة الفرنسية حازم بدر للتحقيق، وذلك يوم الأحد الموافق 16/10/2011.

فيما اقتحم عدد كبير من الصحفيين مقر نقابة الصحفيين في قطاع غزة يوم الثلاثاء الموافق 11/10/2011، وسيطروا على المقر وطردوا المتواجدين فيها بالقوة، معلنين أنهم شكلوا مجلساً انتقالياً جديد لمدة ستة أشهر تمهيداً لإجراء انتخابات جديدة.