الخميس: 14/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأسير المريض موقدة يوجه رسالة الى وزير الاسرى

نشر بتاريخ: 03/11/2011 ( آخر تحديث: 03/11/2011 الساعة: 13:12 )
رام الله- معا- الأسير الفلسطيني منصور محمد عبد العزيز موقدة سكان الزاوية قضاء سلفيت 41 عاما ومحكوم بالسجن المؤبد، يقبع منذ عشر سنوات في مستشفى سجن الرملة الاسرائيلي والمعتقل منذ 2/7/2001 وهو معاق مصاب بشلل نصفي وعدة أمراض خطيرة بسبب إصابته قبل اعتقاله بثلاثة رصاصات في العمود الفقري والحوض والبطن مما أدى الى شلل نصفي في الجزء السفلي من جسمه وهو مقعد على كرسي.

الأسير موقدة وجه رسالة الى وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع عبر فيها عن سخطه وخيبة أمله بعدم شموله في صفقة تبادل الاسرى الأخيرة حيث كانت توقعات كبيرة في الإفراج عن كافة الحالات المرضية الصعبة في السجون.

جاء في رسالة موقدة بأنه أصيب بالصدمة والذهول عندما استثنت الصفقة المعاقين والمشلولين الذين يعانون الآلام ليل نهار ويتعرضون للموت البطيء يوما بعد يوم، وقال لم نعد سوى جثثا هامدة نعيش في أوجاعنا وحياتنا لا تطاق، فلماذا لم يخرجوا جثتي التي لم يبق فيها سوى قليل جدا من الروح لعلي أرى أولادي الأربعة قبل أن أفارق الحياة.

وقال في رسالته: إنني أعيش مع 24 أسيرا مريضا في هذا السجن الذي يسمى مستشفى، وهو أسوأ من السجن، أنفاسنا مخنوقة وأجسادنا تتألم، ولم تعد المسكنات التي تقدم لنا تفيد شيئا ، نعيش هنا في انتظار الموت فقط، نعد الساعات تلو الساعات ولا نجد معينا ولا غوثا، ولا أدري لماذا تركونا ونحن عدد قليل وحالات صعبة يعرفها القاصي والداني.

وتساءل في رسالته هل تعرفون كيف يعيش منصور موقدة، إنني أنام على الكرسي المتحرك، ولا استطيع قضاء الحاجة إلا عبر بربيج في فتحة البطن يصل الى المثانة،معدتي نصفها من البلاستيك، وبحاجة الى عملية لزراعة شبكة وصلات بلاستيكية في البطن من اجل البراز، ولكن إدارة السجون لم تجر لي هذه العملية، رفضوا ذلك بسبب عدم وجود أعصاب بالبطن.

لقد أغلقوا ملفي الطبي وأعلنوا أن وضعي سيبقى هكذا، أعيش بين الالتهابات المستمرة وأعاني يوميا بسبب عدم قدرتي على قضاء حاجتي إلا في أكياس خارجية فكل جسدي مدمر بعد أن أصابوني برصاصاتهم واعتقلوني، ومنذ عشر سنوات أتحمل أوجاعي محاولا أن ابني أملا وان أرسم لحياتي مستقبلا ولكن هذا الأمل قد تحطم بعد أن استثنت الصفقة حالتي وحالات كثيرة مثلي تقبع في المستشفى.

أخي وزير الأسرى: اكتب لك هذه الرسالة من مقبرة الأحياء ولا أعرف أنني سأبقى حيا لأكتب لك الرسالة القادمة، فانا الشهيد الحيّ، أموت وأموت وأموت، وليس لي رجاء سوى أن تهتموا بأولادي وعائلتي وان تدفنوني في جوار البيت تحت أي زيتونة وتكتبوا على فبري : كان يحاول أن يعود حيا ليرى فلسطين ولكنه سقط في الطريق.