شفافية دائرة الحكام

بقلم الدكتور : محمود الاطرش - جامعة النجاح

من الامور التي يجب ان يتم التطرق اليها ، في عمل دائرة الحكام ، هي الشفافية في عمل الدائرة ، وهي من الامور الهامة التي شهدت تغييرا في عمل دائرة الحكام ، حيث تتجلى الشفافية في عدة مظاهر لاحظناها مؤخرا ، فمن ناحية اعلان اسماء الحكام ونشرها رسميا ، اكدت على الشفافية التي تتعاطى بها دائرة الحكام مع كافة الاندية ، فلا يوجد حرج للدائرة باخفاء اسماء الحكام على احد ، فهي تزيد ثقة الحكم بنفسه ، وعلى رفع روحه المعنوية .
ومن ناحية اخرى ، تقوم دائرة الحكام بعمل مميز يؤكد على مدى شفافيتها في التعامل مع اخطاء الحكام ، فهي تقوم باعداد تقييم لجميع الحكام ، وذلك من خلال رصد الجوانب الايجابية والسلبية للحكم ، وتقوم بمناقشة كافة الحكام بالايجابيات والسلبيات ، حتى يتمكن الحكم من تحسين ايجابياته ، وتلافي السلبيات قدر الامكان ، ويتم رصد تلك الجوانب من خلال مقيمين حكام ، يقومون بارسال تقاريرهم الى دائرة الحكام ، التي تقوم بدورها بتحليل هذه التقارير باسلوب علمي ومهني ، وتشكل منه تغذية راجعة للحكم .

وما يجب ان تتم الاشارة اليه ، للوقوف على مدى التطور في عمل دائرة الحكام ، هو قيام مسؤول دائرة الحكام عبد الناصر الشريف ، برصد بعض السلبيات في اداء الحكام ، ومن هذه السلبيات ، اضاعة الوقت من قبل اللاعبين ، ولمعالجة هذه السلبية ، ركز الاستاد عبد الناصر الشريف في محاضرته في ورشتي العمل للحكام في الشمال والجنوب ، على هذه النقطة ، ووضع الحلول لكيفية قيام الحكم بالتعاطي مع هذه الظاهرة والحد منها ، وذلك من خلال توضيحه للحالات التي يقوم بها اللاعبون باضاعة الوقت ، وكيف يقوم الحكم بالتصرف ازاء كل حالة . والمهم في هذا الجانب ، ان معظم الحكام قد تعاملوا مع هذه الظاهرة في الاسابيع الثلاثة الاخيرة لدوري جوال للمحترفين ، وفق ما تم توجيه اليهم من تعليمات ، مما ادى الى الحد من هذه الظاهرة بشكل تدريجي ، وليس نهائي حتى نكون منطقيين في طرحنا .

وعلى هذا الاساس تحرص دائرة الحكام على متابعة كل الحكام ، ولا يوجد أي حكم بعيد ان اعين دائرة الحكام ، لان عملية التاهيل والتطوير تفترض حالة المتابعة الدورية المنتظمة للحكم ، وهذه العملية تحتاج الى فترة زمنية معينة يتم من خلالها ، وضع الخطط القصيرة الاجل ، والخطط طويلة الاجل لتطوير مستوى التحكيم الفلسطيني ، وبالفعل قامت دائرة الحكام بتحديد اهدافها قصيرة الاجل ، وذلك من خلال صقل جميع الحكام من خلال ورشات العمل والاجتماعات والاتصالات مع جميع الحكام لتطويرهم ، اذ تفترض هذه الخطة قصيرة الاجل بان يكون الحكم مؤهل ، ولكن بحاجة الى عملية صقل فقط ، اما الخطة طويلة الاجل ، فهي تتم من خلال مسارين بدات بهم دائرة الحكام ، المسار الاول تاهيل الحكام الواعدين ، وذلك من خلال اشراكهم في دوريات الاقل من المحترفين ، وصولا بهم بعد فترة معينة الى دوري المحترفين ، والمسار الثاني ، هو مدرسة الحكام ، حيث ستنطلق قريبا ، دورات تحكيمية للحكام المستجدين ، في مختلف انحاء الضفة ، وذلك من اجل ان تتسع القاعدة التحكيمية في فلسطين ، لانه من المعروف علميا ، انه كلما اتسعت القاعدة التحكيمية ، كان هناك احتمال اكبر لبروز مواهب تحكيمية ، هذان المساران يشكلان الخطة طويلة الاجل لدائرة الحكام ، التي بدات بالفعل بوضع خططها ، للبدء في التنفيذ .

وفي النهاية ، اعتقد انه من الضروري الثقة بدائرة الحكام ، فهي تقوم بعمل كبير من اجل تطوير التحكيم الفلسطيني ، ولقد لاحظنا التغيير في بعض الجوانب ، التي تاكد على شفافية عمل دائرة الحكام .