مركز التعاون والسلام يختتم لقاء توعويا مفتوحا لاهالي القدس
نشر بتاريخ: 04/11/2011 ( آخر تحديث: 04/11/2011 الساعة: 18:58 )
القدس- معا- اختتم مركز التعاون والسلام الدولي وبدعم من القنصلية الفرنسية العامة بالقدس لقاء توعويا مفتوحا لأهالي مدينة القدس، تحت عنوان "القدس كمدينة اجتماعية: تحديات ومواجهات تخطيطية".
جاء ذلك في قاعة جمعية الشبان المسيحيين (Y.M.C.A) فرع القدس ضمن سلسلة من اللقاءات المجتمعية المفتوحة والتي يعقدها المركز بهدف دعم المجتمع الفلسطيني المقدسي وتأمين حقه في المدينة وزيادة الوعي الجماهيري حول السياسات المتبعة من قبل السلطات الإسرائيلية وكيفية مواجهتها من خلال مبادرات التخطيط الجماعية باستخدام أدوات العمل الجماهيري والتواصلي، بحضور المطران عطا الله حنا والدكتور النائب برنارد سابيلا ورؤساء مؤسسات وممثلين من المجتمع المدني وذوي الاختصاص والمهتمين من أحياء مختلفة في القدس.
|152925|وافتتح اللقاء الدكتور رامي نصر الله رئيس مركز التعاون والسلام الدولي، مؤكدا على أهمية الموضوع محل النقاش ووجود بوادر حراك مجتمعي يسعى إلى اخذ زمام المبادرة في عملية الحق في صياغة الحيز الفلسطيني والمبادرة التخطيطية على مستوى الاحياء بهدف تجميد أوامر الهدم وإتاحة التطوير لقطاع الاسكان والخدمات المرتبطة به.
وتناول د. نصر الله بالشرح تطور وظائف مدينة القدس وواقعها عبر التاريخ المعاصر من جوانب متعددة وربطها بالتغيرات الحاصلة في المفاصل الرئيسة التي مرت بها المدينة وأهمها الواقع الجغرافي والديموغرافي والموروث الثقافي والتاريخي حيث يوجد بالقدس الشرقية حاليا 315,000 فلسطيني، وفي محيط المدينة ما يزيد على 160,000 ولما له من دلالات.
|152926|بالإضافة الى الممارسات الاسرائيلية الناتجة عن هدم المنازل وبناء الجدار الفاصل بين القرى والبلدات الذي يفصل بينها وبين امتدادها الطبيعي ويقسم نسيج المجتمع ويزيد من الضغوطات على كاهل المواطن الفلسطيني من خلال الرسوم والغرامات المالية على المخالفات الإنشائية، بالاضافة الى حالة صراع البقاء الفردي الذي أنتجته السياسات التخطيطية وحق الاقامة من حيث إشغال المواطن المقدسي بالتزاماته اللامتناهية أمام الجهاز الحكومي لعدم فقدانه الحق في الإقامة من خلال صور عدة كالارنونا والتأمين الوطني والصحي والفواتير الثبوتية على إقامته في مدينة القدس.
وشدد د. نصر الله على أهمية المشاركة المجتمعية في عملية التخطيط وعدم الاعتماد على المبادرات الفردية وحدها فلا يمكن تخطيط منطقة ضمن حيز غير مخطط، مستعرضا تجربة مركز التعاون والسلام الدولي منذ العام 2007 باعتباره صاحب المبادرة الأولى لعمل تخطيطي نوعي في مدينة القدس يتمثل في تعزيز حق المواطن الفلسطيني بالمدينة وعلى رأسها حقه في التخطيط والسكن وتطوير الحيز بما يلائم متطلباته وطموحاته المستقبلية.
ودعا البروفيسور راسم خمايسي مدير فريق التخطيط الحضري في مركز التعاون والسلام الدولي في حديثه إلى تغيير منهجية التفكير والتعامل وصقلها بالهدف الرئيس من وراء هذه البرامج واللقاءات التوعوية المفتوحة لتغيير المعتقدات الخاطئة، ونشر ثقافة المشاركة المجتمعية والتأكيد على مفهوم الحق في المدينة كترجمة لبناء الحيز بشقيه الحق في الامتلاك والحق في الإنتاج للحيز وليس فقط في استهلاكه والتعامل معه، بالإضافة إلى ذلك كله ضرورة الوعي المجتمعي من السياسات الإسرائيلية لإقصاء الإنسان والحياة وتقسيم المجتمع من خلال معرفة وفهم المجتمع لحقوقه بشكل تكاملي مشترك وليس بشكل فردي فالحيز العام والحيز الخاص يشكلان الجسم المجتمعي.
كما تطرق البروفيسور خمايسي إلى طرق تحليل الواقع ليس فقط من خلال إيجاد حلول وبدائل واقعية بل لتغيير الواقع عن طريق تحقيق الأهداف واستخدام وسائل وأدوات تخطيطية دفاعية واقعية ومتطورة، وتناول كمثال على ذلك نموذج التخطيط في منطقة العداسة بمدينة القدس والتي يقوم بها طاقم خاص من مركز التعاون والسلام الدولي والذي يتبنى فيها مبدأ تنمية القدس كمدينة مجتمعية من خلال الحفاظ على الملكية الفردية والجماعية على حد سواء وسبل التخطيط والتطوير رغم معيقات الاحتلال وبشكل يعزز ويحافظ على الهوية الوطنية.
في حين تناول الدكتور عمر يوسف رئيس ستوديو التصميم المعماري التابع لمركز التعاون والسلام الدولي والمحاضر في جامعة القدس، عناصر تخطيط المدن وتحديات هذه العملية والوصول بعملية التخطيط إلى الجودة المرجوة من خلال الانتقال من التخطيط الفردي إلى التخطيط الجماعي والابتعاد عن الانتهازية وعقلية الملكية الخاصة في التخطيط الحضري ومن ثم انتقل إلى شرح أهمية تصميم المدن من خلال خلق توازن بين واقع الحال وتحديات المستقبل وجعل العملية التخطيطية بمثابة رافعة اقتصادية واجتماعية وثقافية للحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي والحضاري للمدينة المقدسة.
وقدم د.يوسف شرحا شموليا لعناصر التخطيط الحضري والتي تشمل إبراز المشاهد والمعالم المميزة للمدينة وعدم إغفال المتطلبات الحديثة ودمجها بشكل امتزاجي شمولي.
أما المحامي مهند جبارة فتحدث عن الوضع القانوني والاحتياجات التخطيطية من خلال قوانين الملكية وإسقاطاتها التخطيطية والتنظيمية في مدينة القدس حيث تستخدم الملكية كذريعة لتعطيل عملية البناء في القدس، وشرح الوضع القانوني لأنواع الملكيات وتسجيل الأراضي والسياسة الإسرائيلية في تجميد جميع عمليات التسوية والإجراءات الممنهجة في عملية تعطيل تسجيل الأراضي في الطابو والترخيص للبناء. بالإضافة إلى كون الوضع القانوني لمدينة القدس منذ العام 1967 وضع استثنائي حيث أن جميع القوانين هي بمثابة تعليمات يجب أن نعمل على تجاوزها ومعرفة الطرق القانونية في ضحدها وإفراغها من محتواها لتتم عملية التخطيط الحضري لمدينة القدس ضمن القوانين الشرعية وليست المشرعنة من قبل الاحتلال وهذا يأتي بالمشاركة المجتمعية الواعية.
وتحدث د. هاني عبد ربه عن فن العمل الجماعي وأدوات النجاح " فن الاتصال والتواصل" ولما لذلك من أهمية في عملية التخطيط الحضري والمجتمعي حيث الانتقال من الفردية الى الجماعية ومن سماع صوت الفرد إلى سماع آراء المجتمع بأكمله وتغيير أسلوب المخاطبة وتحميل الآخر المسؤولية والتنصل منها وعدم قبول الآخر وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وهذا كله من خلال الموارد المتاحة ضمن المجتمع وبحدود جدول زمني محدد لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من عملية التخطيط.