رام الله في العيد.. اسواق مليئة بالمواطنين وفارغة من مضمونها الاقتصادي
نشر بتاريخ: 08/11/2011 ( آخر تحديث: 08/11/2011 الساعة: 14:33 )
رام الله- معا- جاء العيد هذا العام واكتست أسواق رام الله والبيرة سلعاً، واكتظت الشوارع بالمواطنين، فرغم الأجواء الباردة والماطرة، إلا أن الشوارع كانت مليئة بالمواطنين، وبدا وسط رام الله مليئاً بالبسطات المنتشرة على جانبي الطريق، بعد ان أغلقت الشرطة في المدينة الشوارع الداخلية لوسط المدينة لضمان حركة تجارية أيسر للمواطنين.
ولكن، من يدخل إلى أسواق مدينة رام الله ويرى الأعداد الكبيرة من المواطنين التي يعج بها السوق، لا يخطر على باله ان هذه الحركة فارغة من مضمونها الاقتصادي، فالطرقات مليئة بالمواطنين، ويحتاج الفرد إلى وقت كبير لقطع أمتار قليلة، ولكن غالبية المواطنين يكتفون بالنظر فقط، وقلة منهم فقط هي التي تسير وهي تحمل أكياساً.
وتزدحم المقاهي خصوصا بالمساء بالرواد رغم ارتفاع أسعار الطلبات فيها، ولعل ما يميز رام الله هو كثرة رواد تلك المقاهي رغم تعددها وانتشارها في مدينة رام الله والبيرة، ولعلها المتنفس الوحيد في ظل عدم توفر حدائق عامة كبيرة أو مناطق للترفيه كما في مختلف مدن العالم.
وقامت بلدية رام الله بتحويل عدد كبير من المواقف التي تستخدم للسيارات في مختلف أرجاء المدينة إلى أسواق تجارية من أجل جمع أصحاب البسطات الذين يسهمون في إرباك الحركة والتنقل في المدينة بشكل كبير.
وتحيط بمدينة رام الله أكثر من 100 قرية يقطنها عشرات آلاف المواطنين يتوجهون إلى المدينة في عطلة العيد من اجل الترفيه والترويح عن أنفسهم، ما يعني زيادة الحركة التجارية في المدينة.
وتبدو البسطات هي الأكثر اقبالاً لدى المواطنين، لتنوع البضائع فيها، ولقلة أسعارها مقارنة مع المحال التجارية، فتتنوع المعروضات على البسطات ما بين الألعاب والملابس بأسعار تلائم الغالبية العظمى من المواطنين.
"معا" تجوب شوارع رام الله وتستطلع اراء المواطنين
وفي هذا السياق، يرى سعد منصور صاحب بسطة بيع الملابس، أن أسواق رام الله تعد من أقوى الأسواق الفلسطينية، ومع ذلك فإن الإقبال هذا العيد منخفض كثيراً عما كان في الأعياد السابقة، وهو يقول أنه لم يبع في أول ست ساعات من النهار سوى بمائتين شيكل فقط.
وأكد منصور أن موسم البيع في هذا العيد قليل نوعاً ما مقارنة مع المواسم السابقة، وبين أن نوعية البضائع والأسعار المعروضة في اسواق رام الله تتفاوت في الأسعار وجودة البضائع المتنوعة، وأوضح أنها تتناسب مع كافة طبقات المجتمع وكافة الاعمار لذلك يزورها سنوياً في مثل هذه المناسبات.
أما المواطن عبد الله يحيى، وهو أب لأربعة أبناء، فيرى أن عيد الأضحى هذا العام جاء في وقت صعب للغاية، وأجواء العيد جميلة، لكنها مقترنة هذا العام مع وضع اقتصادي صعب، لا سيما بسبب خشية الموظفين من عدم وجود رواتب للأشهر القادمة، وهو ما الجعل الموظف يقدم على شراء كميات قليلة جداً من اموال، خشية ما يخبئه القدر.
وأضاف أن كل هذه الالتزامات من أين سيتم إيجاد الأموال، لها سواء من ملابس العيد للأطفال، أو دفع العيدية للأقارب وغيرها الكثير من مصاريف العيد، لا سيما أن البنوك هي التي صرفت الرواتب، وليس السلطة الفلسطينية، وهو ما ينذر بمستقبل غامض حول رواتب الأشهر المقبلة.
أما المواطنة حورية أحمد فتقول إن الوضع الاقتصادي صعب جداً، بالرغم من أن أجواء العيد جميلة، إلا أن الوضع الاقتصادي صعب جداً، وهو ما يصاحبه غلاء في الأسعار بشكل كبير، إضافة إلى عدم توفر السيولة المادية لدى المواطنين، وهذا ما جعل ان أجواء العيد لهذا العام تختلف عن باقي الأعوام.
من جانبه، قال رائد سلوادي، صاحب محل تجاري لبيع الملابس في المدينة "الحركة سيئة هذا العام ليست كالمعتاد، فهذه الأعداد من المواطنين لا تمثل حركة في الأسواق، وإنما المواطنين يخرجون من منازلهم فقط للترويح عن أنفسهم أو يخرجوا من الصلاة وليس من أجل الشراء.
وهذا الوضع السيء ناتج عن التخوف لدى المواطنين من الفترة القادمة والحفاظ على القليل من المال لدى البعض، وكذلك عدم صرف الرواتب للمواطنين ما أدى إلى تخوف من الشراء في هذه الفترة.
وبالرغم من ان الأسواق تعج بالمواطنين وتعلو أصوات الباعة في كل مكان، فهنا مهرج يلاعب الأطفال وهنا على حافة الطريق في شارع ركب رجل يحمل أفعى كبيرة ويضعها على رقبته ويلتف حوله المواطنون لمشاهدتها، وهذه الأجواء كلها تدل على أجواء العيد بينما اقتصاديا لم تصل البهجة إلى ذلك الحد.
ورغم الأزمات والحركة الكبيرة من المواطنين، إلا أن الحركة التجارية خفيفة، ولكن ما يزيد الحركة التجارية يتمثل في المواطنين، الذين يأتون من خارج رام الله، لا سيما من فلسطينيي الداخل، الذين يعوضون على التجار قليلاً.
ويقول أحد التجار الذي فضل عدم ذكر اسمه: لولا وجود المواطنين من القدس والداخل لأغلقنا محالنا التجارية، فهم الذين يعوضون علينا في الشراء، فسكان محافظة رام الله والبيرة يفضلون البسطات في غالبهم لأن أسعارها أقل، رغم أن جودة معروضاتهم أقل مما لدينا، ولكن الوضع الاقتصادي انجلى علينا نحن أصحاب المحال التجارية.