المطر في العيد .... هل هو فرج ام حرب ؟
نشر بتاريخ: 05/11/2011 ( آخر تحديث: 06/11/2011 الساعة: 09:31 )
بيت لحم - معا - وقد امطرت علينا في العيد ، وقد رزقنا الله الغيث ، نقول كل عام وقراء معا بالف خير ، والجميع بخير ، ونأمل ان يبدأ كل واحد عيده بابتسامه ، فالابتسامة لا تكلّف النفس شيئا لكنها تزرع الخير والمودة . بل انها صدقة جارية .
وعن الشيخ بن سيرين الإمام القدير في التفسير، والحديث، والفقه، وتعبير الرؤيا،وهو الذي اشتهر بالورع وكان عالما بارعا بتأويل الرؤى . عنه انه قال في تفسير المطر والريح ان الرياح تدل على السلطان في ذاته لقوتها وسلطانها على ما دونها من المخلوقات مع نفعها وضرها، وربما دل على ملك السلطان وجنده وأوامره وحوادثه وخدمه وأعوانه وقد كانت خادماً لسليمان عليه السلام، وربما دلت على العذاب والآفات لحدوثها عند هيجانها وربما دلت الرياح على الخصب والرزق والنصر والظفر والبشارات لأن الله عز وجل يرسلها نشراً بين يدي رحمته وينجي بها السفن الجاريات بأمره
اما المطر فيدل حسب بن سيرين على رحمة الله تعالى لأن الماء حياة الخلق وصلاح الأرض ومع فقده هلاك الأنام والأنعام وفساد الأمر في البر والبحر فكيف إن كان ماؤه لبناً أو عسلاً أو سمناً، وربما دل على الفتن والدماء تسفك سيما إن كان ماؤه دماً، وقال ابن سيرين: ليس في كتاب الله تعالى فرج في المطر إذا جاء اسم المطر فهو غم مثل قوله تعالى " وأمطرنا عليهم مطراً " وقوله " وأمطرنا عليهم حجارة ". وإذا لم يسم مطراً فهو فرج الناس عامة لقوله تعالى " ونزلنا من السماء ماء مباركاً ". وقيل المطر يدل على قافلة الإبل كما أن قافلة الإبل تدل على المطر، والمطر العام غياث.
اما الرعد: يدل على وعيد السلطان وتهدده وإرعاده ومنه يقال هو يرعد ويبرق، وربما دل على المواعيد الحسنة والأوامر الجزلة لأنه أوامر ملك السحاب بالنهوض والجود إلى من أرسلت إليه، وتدل الرعود أيضاً على طبول الزحف والبعث والسحاب على العساكر والبرق على النصال والبنود المنشورة الملونة والأعلام والمطر على الدماء المراقة والصواعق على الموت.
وإن رأى مع البرق رعوداً تأكدت دلالة الوعد فيما يدل عليه، وإذا كانت الشمس بارزة عند ذلك ولم يكن هناك مطر فطبول وبنود تخرج من عند السلطان لفتح أتى إليه وبشارة قدمت عليه أو لإمارة عقدها لبعض ولاته أو لبعث يخرجه أو يتلقاه من بعض قواده، وإن كان مع ذلك مطر وظلمة وصواعق فإما جوائح من السماء كالبرد والرياح والجراد، وإما وباء وموت، وإما فتنة أو حرب إن كان البلد بلد حرب أو كان الناس يتوقعون ذلك من عدو، وقيل الرعد بلا مطر خوف.
وإن رأى الرعد، فإنه يقضي ديناً، وإن كان مريضاً برئ، وإن كان محبوساً أطلق، وأما الرعد والبرق والمطر فخرف للمسافر وطمع للمقيم، وقيل الرعد صاحب شرطة ملك عظيم، وقيل الرعد بغير برق يدل على اغتيال ومكر وباطل وكذب وذلك لأنه إنما يتوقع الرعد بعد البرق، وقيل صوت الرعد يدل على الخصومة والجدال.
اسرائيل تهدد قطاع غزة بالحرب ، وتهدد السلطة بالتقويض ، وتهدد ايران بالهجوم والقصف ، ونحن هنا باقون ، الجدار من حولنا والسماء من فوقنا والبحر من خلفنا والعدو من امامنا .
"قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المومنون " ... وكل عام وانتم بخير .