السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

العيد....فرحة بطعم الالم لذوى الشهداء

نشر بتاريخ: 07/11/2011 ( آخر تحديث: 08/11/2011 الساعة: 12:18 )
غزة- معا - "العيد فرحة ".. ولكنها فرحة تاهت خطاها عن بعض الاسر ... فمع حلول عيد الأضحى المبارك لتتجدد خلاله أحزان ذوى الشهداء الذين فقدوا فلذات أكبادهم وأحبائهم ذلك ما عبرت عنه والدة الشهيد سالم حميد أبو موسى عند زيارة "معا" لها بالعيد وسؤالها عن كيفية قضائها العيد فأجابت:" وهل يوجد عيد بدون سالم".

وأضافت والدموع تملأ عينيها : " لا أحب أن يأتي العيد ولا حتى أن أصحو من نومي لأرى يومي بدون سالم فكيف وكل ما فيه يذكرني به " .

ومضت تقول "هو من كان يذبح لنا بعيد الاضحى وعند حضروه المنزل يعيد أخواته البنات ويحرص ان يوزع اللحمة بيده لينالوه الأجر والثواب كنا نعتمد عليه بكل صغيرة وكبيرة بالبيت .

وتابعت :" فلا اذكر يوما انه رفض لي طلبا كان كريما معطاء بالبيت محبوبا بين أصدقائه حنونا صبورا " وعبرت عن اشتياقها الشديد لقبلاته بالعيد وان يقول لها
كل عام وأنتي بخير.

وأضافت والحرن يملأ عينيها:" لم اغفل عن ذكره لحظه ولا استطيع أن اصدق اننى لن أره كان اقرب أولادي وأحبهم إلى و أحرصهم على إرضائي دوما كان يشعرني انه حاضرا معي سواء كان متواجدا بالمنزل أو خارجه لم يغب عنى لحظة واحدة طوال حياته .

ومضت تقول وقد تألق الحزن على وجهها واغرورقت عيناها بالدموع:" أحس أن الحياة فارغة لا يوجد بها احد وبلا معنى بدون سالم ، ولم يعد هناك طعم لحزن أو فرح ،"
.
وطوال تواجد "معا" معها لم تتوقف عن الحديث عن ابنها سالم وسرد مواقفه الطريفة معها ومع إخوته وهيا تتأمله بين الصور التي ملئت المكان وكل صورة كان لها عندها قصة، وكان كما وصفته والدته حنونا مع إخوته بالأخص البنات يخرج معهم ويغرقهم بالهدايا يسال عنهم أكثر ما يسال عنهم والدهم.

وكان قد استشهد سالم حميد أبو موسى(22 عاما) بتاريخ 7/1/2009 بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة ، نتيجة استهدافه بصاروخ أطلق من طائرة استطلاع اسرائيلى خلال الحرب الأخيرة على غزة .

لا يختلف حال المواطنة أم ياسين عن سابقتها ، زوجة الشهيد رأفت ياسين حمد الذي استشهد بتاريخ 1/3/2008 نتيجة قصف اسرائيلى لمركز للشرطة بخان يونس جنوب قطاع غزة.

عبرت عن حزنها بقولها :" أي عيد ممكن أن نشعر به بدونه ؟"، وأردفت "كان رب البيت وعائلها ونعتمد عليه بكل شئ وحنونا على أولاده " .

أما عن ابنها ياسين11عاما اكبر أبنائها الأولاد و بدا اكبر من سنه ورجل البيت ومتحملا للمسئولية بعد استشهاد والده.

اخبر "معا" وبدت علامات الأسى على وجهه انه يستفقد والده كثيرا بالأخص بمناسبة العيد فالجميع يجتمعون مع أبائهم ويعيدون عليهم .

وأضاف :"اشتقت لان اسلم عليه واقبله بصباح العيد وأقول له كل عام وأنت بخير وان اخرج معه وارقبوه وهو يذبح ، ونوزع اللحمة سوية ونزور أقاربنا "
ومضى يقول :" بدون أبي العيد ليس له معنى مثلوه مثل اى يوم آخر " .

أما عن ابنته الصغيرة فاطمة 4 سنوات، اغلي أولاده عليه، أبدت اشتياقها الكبير لرؤية والدها ومداعبته لها وتقبيلها .

ومن الجدير ذكره ان الشهيد رأفت ياسين هو أب لأسرة مكونة من سبعة أطفال ولديه طفلة معاقة.

أما عن ذوى الشهيد "محمد منير حبيب" عبروا هم أيضا عن بالغ حزنهم لفقدهم صاحب "الوجه البشوش" كان محمد مطيعاً لوالديه كل أهل البيت يحبونه ويرقبون عودته دائما بفارغ الصبر كما وصفه ذويه .

وأخبرت والدته "معا " أنها ما تزال تفتقده مع مرور كل لحظة ولا يكون حاضرا بها، خاصة خلال العيد، إذ إنها تفتقد قُبلته الحانية ليدها ووجنتيها مع طلوع صباح أول أيام العيد.

وكان الشهيد محمد منير حبيب استشهد بتاريخ 14/5/2008نتيجة استهدافه بصاروخ أطلق من طائرة استطلاع اسرائيلى على منطقة عبسان الكبيرة بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة .

ومع اقبال كل عيد والذي من المفترض ان يحمل معه بصيص من الأمل والسعادة الا ان هناك الكثير من غيبت عنهم تلك الفرحة فيستقبل ذوى الشهداء العيد بمزيد من الحزن والبؤس ، و لسان حالهم يقول:" بأي عيد جئت يا عيد ؟ .