السبت: 21/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

اتجاهات القادة حول العمليات الاستشهادية - هل تنفذ حماس عمليات استشهادية ؟

نشر بتاريخ: 10/11/2006 ( آخر تحديث: 10/11/2006 الساعة: 18:53 )
بيت لحم- معا - اعرب مسؤولون سياسيون تأييدهم لتصعيد المقاومة وعودة العمليات الاستشهادية ضد اسرائيل ، باعتبارها الرادع القوي للمجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني, في حين استبعد محللون اقدام حماس والفصائل على تنفيذ مثل تلك العمليات معتبرين تهديداتهم بمثابة امتصاص لغضب المواطنين.

واعلن المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم ان حركته ماضية الى استخدام جميع وسائل المقاومة حتى توازن الرعب الاسرائيلي وتردعه عن ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين, مشيرا الى ان الحركة اتخذت خطوة تاييد استئناف العمليات الاستشهادية عن دراسة وتعمق وليس كردة فعل على مجزرة بيت حانون الاخيرة.

واضاف برهوم في حديث خاص لوكالة معا" ان تنويع اساليب المقاومة سبق وان جربناه في الماضي ضد اسرائيل وحقق نتائج ايجابية بان ردع اسرائيل عن المضي في ارتكاب المجازر , والمقاومة هي التي اخرجتها من قطاع غزة, فنحن مع استئناف العمليات الاستشهادية ولن نقف جانبا لان الشعب انتخبنا على اساس الدفاع عنه وتايدنا للمقاومة بعد تجربة سابقة وناجحة ".

وقال برهوم:"حماس تقول ان الرد سيكون مفتوحا وهذا يشمل كل شيء». واضاف: «عندما يغرق اطفالنا في دمائهم واشلائهم فان من غير المعقول ان يظل اطفالهم في مأمن".

وحول اقدام حماس على تنفيذ عمليات استشهادية وانعكاساتها على الحركة وهي في الحكم, قال بوهوم " نحن لا نخشى على الحكم ولا نخشى اسرائيل ونحن دخلنا السلطة لكي ندعم المقاومة ونعطيها شرعية وقلنا اننا سنوازن بين المشروع السياسي والمقاومة ونحن الان في محل الدفاع عن الشعب ".

وفي رده على سؤال لماذا العودة للعمليات الاستشهادية في ظل عرض حماس لهدنة ؟ اوضح برهوم لمعا " ان حركته لم تعرض تهدئة طويلة الامد بل عرضت هدنة مقابل الانسحاب من اراضي 67 وايجاد تسوية مرحلية للصراع, ولكن اسرائيل هي التي تخرق كل الاتفاقيات بارتكبائها المجازر اليومية بحق الفلسطينيين".

اما القيادي في حركة الجهاد الاسلامي خالد البطش فقد ايّد هو الاخر استخدام كافة اساليب المقاومة للرد على الاعتداءات الاسرائيلية المتصاعدة منذ اختطاف الجندي الى الان حيث خلف العدوان اكثر من 450 شهيدا ومئات الجرحى في ظل صمت دولي وعربي .

واضاف في حديث خاص لوكالة" معا" في ظل هذه المجازر فان العمل الاستشهادي مطلوب وسيكون بمثابة رد طبيعي عليها ولم تبقي اسرائيل اي شيء يتم بموجبه رفض تلك العمليات".

وقال البطش : ان استئناف العمليات الاستشهادية سيكون لها انعكاسات ايجابية على الوضع الفلسطيني الداخلي ولن يشوش على اتفاق الحكومة الاخير لانها ستكون ردا على العدوان الاسرائيلي المتواصل وعقابا لاسرائيل التي تتلقى ضوءا اخضرا من امريكا وصمتا عربيا".

وحول امكانية وقف اطلاق الصواريخ, ابدى البطش ليونة في مناقشة فكرة ايقافها بشرط ان توقف اسرائيل عدوانها وتفك حصارها وان تضمن الدول ذلك سيكون هناك امكانية لوقفها حاصة وانها صواريخ بدائية لا تحتاج لمثل هذا التهويل ".

المتحدث باسم حركة فتح ماهر مقداد قال لوكالة معا " من حق الشعب الفلسطيني ان يقاوم وان لا يتالم وحده ونحن مع المقاومة بكل اشكالها لخلق نوع من التوازن امام المجازر الاسرائيلية ".

واضاف مقداد " ان حركة فتح مارست كل اشكال المقاومة بما فيها العمليات الاستشهادية , وفتح مع مقاومة تقوم على قاعدة المصلحة الوطنية وليس من باب المقاومة المرفوضة وما دام الاحتلال موجودا فان من حق الشعب الفلسطيني ان يقاوم بكل الاساليب ".

واشار الناطق باسم فتح ان مجازر الاحتلال تدفع باتجاه ان يحفز كل فلسطيني للرد بالطرق التي يراها مناسبة بشرط ان تختار الزمان والمكان المناسبين واذا ما وقعت عملية استشهادية فانها ستكون من باب الدفاع عن النفس ".

اما استاذ علم الاجتماع السياسي جهاد حمد فاستبعد ان تقدم فصائل العمل المقاوم على ارتكاب عمليات استشهادية خاصة وان هناك توجهات لديها بالتهدئة وان تقيم المرحلة السابقة تحت شعار "يجب ان يكون هناك هناك ثمن سياسي لهذه الصواريخ وللعمليات الفدائية" .

ويرى حمد بانه من حق الشعب الفلسطيني وقواه السياسية وفصائل العمل الوطني الدفاع عن شعبها بكل وسائل النضال ولكن ضمن برنامج كيفية النضال , ووسيلة النضال ووقت النضال.

واضاف لوكالة "معا" ان كل التهديدات عبارة عن شعارات تهدف الى استثمار سياسي والضغط على اسرائيل, وهناك تقييم واضح وتوجه نحو التهدئة , وحماس لن تنفذ عمليات وتوعدها يأتي في اطار امتصاص الاحتقان لدى المواطنين وتصريحات مسؤوليها بالوعيد لانها تخاف على جمهورها وتريد امتصاص غضبه".

وتابع حمد قائلا" في الاجتماع الاخير للفصائل بالامس ابدت جميعها تفهما وتوجها نحو التهدئة وهي تدرس الان وقف العمليات من اجل تحقيق مكاسب سياسية".

الجبهة الشعبية وعلى لسان القيادي كايد الغول قال لوكالة معا ان الجبهة موقفها واضح وهو تركيز المقاومة في اراضي عام 67 ضد جنود الاحتلال والمستوطنين .

واضاف" العمليات الاستشهادية قد تكون مناسبة في لحظة ما , ولكن الجبهة تفضل ان تكثف الاجنحة العسكرية عملياتها في اراضي 67 , لان اسرائيل سوف تستغل تلك العمليات ضد الفلسطينيين للتغطية على جرائمها ".

ودعا الغول الى تشكيل قيادة عسكرية موحدة يجري في اطارها توحيد جهود الجميع لتدارس نوعية الرد المناسب لنتجنب السلوك المنفرد تجاه اي شكل من اشكال المقاومة ".

قيس ابو ليلى القيادي في الجبهة الديمقراطية قال "ان الجبهة ضد تنفيذ مثل تلك العمليات وضد استهداف المدنيين اينما كانوا وبشكل خاص خارج نطاق اراضي 67 .

وشدد ابو ليلى في حديث لوكالة معا على ان موقف الجبهة قديما وحديثا لا زال واضحا بانها مع المقاومة وتركيزها ضد جنود الاحتلال والمستوطنين في اراضي 67 وان تبتعد عن اي تكتيكات مضرة يمكن ان تشوه الصورة المشرقة للنضال الفلسطيني وتستخدم من قبل اسرائيل لوصمها بالارهاب.