الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

في الذكرى الثانية لرحيل ياسر عرفات - اكثر العبارات تكرارا بين الفلسطينيين " لو كان عرفات موجودا "

نشر بتاريخ: 10/11/2006 ( آخر تحديث: 10/11/2006 الساعة: 22:23 )
بيت لحم - معا - من اشد المشاهد التي أحزنت الفلسطينيين مؤخرا ، وخلعت أفئدتهم ، حين ذهب مرضى السرطان الذين لم تتمكن الحكومة الفلسطينية أو الرئاسة على تقديم العلاج لهم في المشافي ( التحويلات الطبية ) ، ذهبوا الى قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات في مقاطعة رام الله ، واخذوا أطفالهم ونساءهم معهم وناموا فوق قبر الشهيد عرفات وهم يقولون للصحافيين " لو كان ابو عمار حيا لما تركنا نموت من دون علاج " .

ويبدو ان عبارات الاشتياق والحنين للزعيم الراحل ياسر عرفات هي الاكثر رواجا بين الفلسطينيين الذين يعانون مؤخرا من الحصار العسكري والمالي وشبح الاقتتال والتشرذم واعادة الاحتلال والمجازر .
وفي الذكرى الثانية لرحيله تقارن وكالة معا بين ما قاله عنه كبار القادة قبل وفاته وبين ما يقوله عنه الان بعض القادة .

قال عنه الزعيم الاسود نلسون مانديلا :
ان الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات يعد تراثا تاريخيا نضاليا عالميا وشكل رمزا نضاليا ضد الظلم والقهر ومسيرته تشبه اسطورة بكل ما فيها من ابعاد وخيال وافاق ورومانسية فهو البطل الذي يتحدى الطغيان والقوة والبطش باصراره وايمانه بحقه وحق شعبه وهو القادر على الافلات دائما من براثن الموت ويحول الهزيمة الى نصر .

وقال عنه الشاعر محمود درويش :
نهض فينا ابطال الميثولوجيا القديمة في علاقتهم بغضب الالهة ورضاهم ، لم يعد على ياسر عرفات الفلسطيني الاغريقي الدلالة ان يقود سفينة فقط فعليه ان يقود الموج بحفنة من الرجال ، عليه ان يكون وحيدا وعليه ان يكون محاصرا وعليه ان يرد على اسئلة البحر ، نعذّبه كثيرا لاننا وجدناه ولم نجد سواه ، هو شرط الخطوة التالية وهو شرط ذكرياتنا ، لابد من الوفاء لياسر عرفات لانه سيّد الوفاء.

وقال عنه فاروق القدومي :
هو الذي سار في موكب الحق منذ نعومة اظفاره، غادرنا وروحه الحائمة في سماء فلسطين تشكو ظلم الظالمين ، هو القائد المفجّر لاطول ثورات التحرر في العصر الحديث.

وقالت عنه الصحف العبرية :
لا يمكن معه ولا يمكن من دونه .

وقال عنه داعية السلام الاسرائيلي اوري افنيري :
انه اكثر الاشخاص المكروهين في اسرائيل ، اليمينيون واليساريون في اسرائيل يتبارون في التعبير عن كراهيتهم له ، ولكنه اكثر زعيم محبب الى قلوب شعبه والى قلوب الجماهير في العالمين العربي والاسلامي واكثر ما يميزه شجاعته النادرة .


اما بعد عامين على رحيله فقد ، سارعت المواقع الالكترونية الفتحاوية ان تسأل القادة عنه ، ومثل ذلك ما فعل موقع فلسطين برس في غزة :
وقال النائب السابق المستقل في المجلس التشريعي عبد الجواد صالح الذي كان من أكثر المنتقدين لأسلوب عرفات في الحكم ،"بتقديري لو كان عرفات موجودا لما كانت حدثت هذه الأزمة التي نعيشها اليوم". وأضاف صالح : تكتيكيا كان عرفات من اقدر الناس على مواجهة الأزمات وترتيبها بالشكل المناسب".

ويقول صالح إنه كان دائم الانتقاد لعرفات "بسبب تفرده في القرار الفلسطيني, وتمسكه بتشكيل نظام سياسي على مقاسه الخاص, ليمارس صلاحياته كما يشاء". وأضاف صالح "غاب عرفات وبقي النظام السياسي كما هو, ولا يوجد من هو قادر على ملء المقاس الذي فصله عرفات لنفسه". وتابع قائلا "رغم موقفي المعارض اعتقد ان وجود عرفات في هذه المرحلة كان سينقذنا مما نحن فيه, كونه قائدا له تاثيره الكبير على الساحة الفلسطينية".

ويحيي الفلسطينيون في الحادي عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الذكرى الثانية لوفاة عرفات الذي توفي عام 2004 اثر مرض غامض الم به بعد حوالى ثلاثة اعوام على محاصرته في مكتبه بالمقاطعة في رام الله.

ورغم الخلافات التي كانت قائمة بين حماس والزعيم الفلسطيني الراحل فان هذا لم يحل دون اشادة احد نواب الحركة في المجلس التشريعي بميزاته القيادية.

وقال ايمن دراغمة "نعم, لو كان ابو عمار موجودا لكان بإمكانه الخروج من الأزمة الراهنة, وذلك بسبب ما تمتع به من مميزات قيادية متميزة". وأضاف دراغمة "نحن في ذكرى رحيل القائد والرمز أبو عمار نقول أن ذكراه يجب ان تزيدنا اصرارا على التوحد لاكمال المشوار الذي بدأه ونتحمل الامانة". وتابع ان عرفات "حوصر وقتل بسبب رفضه التنازل عن موقفه, وهذا بحد ذاته يجب ان يكون برنامجنا السياسي الذي يجب ان نعمل عليه".

من جهته, قال النائب السابق والقيادي في حركة فتح محمد الحوراني "كنا ننتقد الرئيس عرفات لاننا كنا نريده الى جانب مؤسسة قوية, لكننا في هذا الوقت نكتشف ان عرفات غاب والمؤسسة غير موجودة". وتابع "الرئيس الراحل كان الرجل الاساسي في حل مشاكل الفلسطينيين, كان البراغماتي والسياسي والاستراتيجي, وكان على استعداد للعمل كامل ساعات الليل لحل اي اشكالية تواجه المجتمع, وكان يخرج من اقوى الازمات ويبقي على القضية الفلسطينية قائمة".

وواجه عرفات حركة حماس في العام 1997, حيث وضع مؤسس الحركة الشيخ احمد ياسين في الاقامة الجبرية ووضع الرجل الثاني في الحركة عبد العزيز الرنتيسي رهن الاعتقال, في حين حافظ المجتمع الفلسطيني على استقراره.

ويقول الحوراني "البديل الآن عن الرئيس الراحل هو خلق مؤسسة فلسطينية بقوة عرفات تكون قادرة على التعامل مع كافة التطورات السياسية والحزبية في الساحة الفلسطينية".
من جهته قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الذي عمل لسنوات طويلة الى جانب عرفات ولا يزال يقوم بالعمل نفسه مع الرئيس الحالي محمود عباس "انا لا اقول ذكرى عرفات وانما فكرة عرفات, والفكرة لا تزال قائمة وان رحل عرفات". واضاف عريقات "رحل عرفات والاحتلال لم يرحل والاستيطان لم يرحل والجدار لم يرحل, رحل عرفات وحلمه لم يتحقق في تحرير مدينة القدس, بالتالي فان وفاءنا لعرفات يجب ان يكون من خلال الاهتمام بفكرته وتحقيقها".

وتابع عريقات "عندما نحقق الحرية والانعتاق من الاحتلال ونوقف الفلتان الامني
ونوقف تعدد السلطات, نستطيع عندها ان نعتز بذكرى عرفات وهذا بحاجة الى جهود كل فرد فينا".

ويأتي احياء الفلسطينيين لذكرى رحيل عرفات في ظل ازمة داخلية خانقة نتجت عن الحصار الدولي الذي فرض على الحكومة الفلسطينية بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية الاخيرة.
وشهدت الاراضي الفلسطينية حالة من الفلتان الامني كان ابرزها الاشتباكات التي تكررت بين افراد من القوة التنفيذية التي شكلها وزير الداخلية سعيد صيام من حركة حماس وافراد من الاجهزة الامنية.

وفي حين واجه عرفات الكثير من الازمات الداخلية, والتي كان اخرها الحصار العسكري الصارم عليه في مكتبه, لم تنقطع رواتب الموظفين الفلسطينيين منذ انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية في العام 1996, كما يحدث اليوم.

وقال وزير المالية الفلسطيني الاسبق النائب سلام فياض "تعرضنا للكثير من الازمات المالية في عهد الرئيس الراحل, لكن عرفات كان دائما يخرج من هذه الازمات".
واضاف فياض وهو يقف على حاجز عسكري اسرائيلي "من وحي التجربة التي اعيشها الان على الحاجز العسكري الاسرائيلي, فان المشروع الذي قضى عرفات من اجله لم يتحقق والاحتلال لا زال قائما.