7 سنوات على رحيل الرئيس عرفات والغموض يكتنف أسباب وفاته
نشر بتاريخ: 10/11/2011 ( آخر تحديث: 11/11/2011 الساعة: 07:11 )
غزة - تقرير معا - توافق يوم الجمعة 11 /11/2011 مرور الذكرى السابعة على استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات في مستشفى بيرسي العسكري في فرنسا، وسط دعوات بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في حادثة استشهاده ومحاسبة المتورطين.
الأنباء تضاربت كثيرا في أسباب وفاة الراحل الكبير إذ يعتقد بعض الفلسطينيين والعرب بأن وفاته كانت نتيجة لعملية اغتيال بالتسميم أو بإدخال مادة غريبة إلى جسده.
الدكتور فيصل أبو شهلا النائب في المجلس التشريعي عن كتلة فتح البرلمانية قال:" نحن نطالب بلجنة تحقيق دولية لكشف المتورطين في اغتيال الرئيس ومحاسبتهم، أسوة بما حدث مع رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري".
وأضاف:" إن ذكرى استشهاد القائد الرمز مؤسس حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح عرفات باقية فينا ولا زلنا نذكر مواقفه الملهمة للشعب الفلسطينية فهو قائد تاريخي ومفجر الثورة الفلسطينية بل في كل العالم كله وقاد الأحرار ضد الظلم والطغيان".
وأضاف أبو شهلا في حديث لـ"معا" :" نحن على العهد يا أبا عمار وسنستمر في المسيرة حتى تحقيق حلم الشعب الفلسطيني وقادمة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
|25058|أما حركة الأحرار اعتبرت :" أن الوفاء لياسر عرفات يكون بالكشف عن قتلته ومحاكمتهم وليس مجرد إقامة المهرجانات الفاقدة لكل معنى ومضمون، وأنه من حق الشعب الفلسطيني أن يقف على حقيقة تفاصيل عملية اغتيال الزعيم الراحل خصوصا وأن الجميع بات يعلم أن الزعيم الراحل قد اغتيل بدس السم له".
يذكر انه في يوم الثلاثاء 12 أكتوبر 2004 ظهرت أولى علامات التدهور الشديد لصحة ياسر عرفات، فقد أصيب عرفات كما أعلن أطباؤه بمرض في الجهاز الهضمي، وقبل ذلك بكثير، عانى عرفات من أمراض مختلفة، منها نزيف في الجمجمة ناجم عن حادثة طائرة، ومرض جلدي (فتيليغو)، ورجعة عامة عولجت بأدوية في العقد الأخير من حياته، والتهاب في المعدة أصيب به منذ تشرين الأول/أكتوبر 2003.
وفي السنة الأخيرة من حياته تم تشخيص جرح في المعدة وحصى في كيس المرارة، وعانى ضعفاً عاماً وتقلباً في المزاج، فعانى من تدهور نفسي وضعف جسماني.
تدهورت الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني عرفات تدهوراً سريعاً في نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2004، قامت على إثره طائرة مروحية بنقله إلى الأردن ومن ثمة أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى بيرسي في فرنسا في 29 أكتوبر 2004.
الراحل الكبير في سطور
اسمه محمد ياسر عبد ياسر الرحمن عبد الرؤوف القدوة الحسيني، وكان الولد السادس لأسرة فلسطينية تتكون من سبعة أفراد، وكان والده يعمل في تجارة الأقمشة، ونسبه من جهة أمه يتفرع من عائلة الحسيني التي تعتبر من الأسر المقدسية الشهيرة التي برز بعض أفرادها في التاريخ الوطني الفلسطيني.
قضى عرفات مراحل طفولته وسني شبابه الأولى في القاهرة، و توفيت والدته زهوة عندما كان في الرابعة من عمره بسبب مرض الفشل الكلوي، أرسل بعدها مع أخيه فتحي إلى القدس حيث استقرا عند أقارب لهم في حارة المغاربة، ولكن سرعان ما تم إرساله إلى أقارب أبيه عائلة القدوة في غزة، حيث مكث هناك حتى سن السادسة من عمره عندما تزوج والده بامرأة ثانية، حيث عاد إلى القاهرة وتولت أخته أنعام تربيته فيها.
وأنهى تعليمه الأساسي والمتوسط في القاهرة حيث اكتسب في تلك الفترة لهجته المصرية التي لم تفارقه طوال حياته، في سني صباة وشبابه تردد على بعض المنفيين الفلسطينيين، وأصبح مقرباً من أوساط المفتي أمين الحسيني الذي كان منفياً في القاهرة، كما تعرف في تلك الفترة على عبد القادر الحسيني ولعب مع ابنه فيصل الحسيني.
في سن السابعة عشرة قرر الدراسة في جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة حالياً)، فدرس الهندسة المدنية، وفي تلك الحقبة تكتلت وتشكلت في هذه الجامعة تنظيمات [إسلامية وفلسطينية كان أشهرها الإخوان المسلمون، بعد مقتل عبد القادر الحسيني في أبريل من عام 1948 في معركة القسطل ترك الدراسة وتطوع في إحدى فرق الإخوان المسلمون التي حاربت في غزة.
وبعد دخول القوات المصرية إلى فلسطين وإعلان قيام دولة إسرائيل تم حل المجموعات المسلحة للإخوان فعاد محبطاً إلى مصر حيث واصل دراسته في الهندسة، كما واصل نشاطه السياسي، فانتخب في عام 1952 مع صلاح خلف (أبو إياد) لرئاسة اتحاد الطلاب الفلسطينيين في القاهرة.
في حرب 1956 تجند لفترة قصيرة في الوحدة الفلسطينية العاملة ضمن القوات المسلحة المصرية برتبة رقيب، وبعد تسريحه هاجر إلى الكويت حيث عمل هناك كمهندس، وبدأ في مزاولة بعض الأعمال التجارية.
حياة عرفات
اتخذ ياسر عرفات لنفسه، صورة الأب الحامل على كاهله مسؤولية القضية الفلسطينية وهمومها، لذلك كان عرفات، يعامل أبناء الشعب الفلسطيني، معاملة أبوية.
من هنا اكتسب أبو عمار- وهو اللقب الذي اختاره لنفسه بعد تأسيس حركة فتح- رمزية القائد سيما أنه، كان يتمتع بكاريزما وجاذبية شخصية وكان يواضب على ارتداء الزي العسكري والتمنطق بمسدس هذا مع اعتمار الكوفية الفلسطينية بشكل شبه دائم، لذلك حاز عرفات على شعبية جارفة، في أوساط الاطفال والشباب الفلسطينين، بما أنه كان أيضا يلاطفهم بعطف وحنان، ولا ينكف حتى عن مواساتهم وتقبيل أياديهم إذا حدث لأحدهم مكروه.
وعندما بدت على عرفات علائم الكبر في السن أطلق عليه الفلسطينيين لقب "الختيار"، وطوال سنوات كثيرة رفض عرفات الزواج، بدعوى تكريس وقته للثورة الفلسطينية وهمومها لدرجة أنه قيل انه كان ينام بجواربه، على الرغم من ذلك، فاجأ عرفات الكثيرين، وتزوج عام 1990 بسكرتيرة مكتبه السيدة سها الطويل ،وهي سيدة مسيحية من آل الطويل الثرية.
تزوج عرفات، من سهى الطويل، وكان ثمرة هذا الزواج، أن ولدت لهم ابنة أسماها عرفات زهوة، على اسم أمه.