هيومان رايتس ووتش: سوريا ترتكب جرائم ضد الانسانية في حمص
نشر بتاريخ: 11/11/2011 ( آخر تحديث: 11/11/2011 الساعة: 13:18 )
بيت لحم-معا- قالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن قوات الحكومة السورية ارتكبت جرائم ضد الانسانية في إطار محاولتها قمع المعارضة المناهضة لحكم الرئيس السوري بشار الاسد في مدينة حمص .
وحثت المنظمة في تقرير صدر اليوم الجمعة مندوبي جامعة الدول العربية الذين سيجتمعون غدا السبت على تعليق عضوية سوريا في الجامعة ومطالبة الامم المتحدة بفرض عقوبات على الافراد المسؤولين عن تلك الجرائم وإحالة ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وأضافت المنظمة في بيان صاحب التقرير "الطبيعة المنهجية للانتهاكات بحق المدنيين في حمص من قبل قوات الحكومة السورية ومن بينها جرائم تعذيب وقتل خارج نطاق القانون تمثل جرائم ضد الانسانية."
وأوضحت المنظمة أن قوات الامن السورية قتلت 104 أشخاص على الاقل في حمص منذ الثاني من نوفمبر تشرين الثاني حين وافقت الحكومة السورية على خطة وضعتها الجامعة العربية لإنهاء العنف وبدء حوار مع معارضي الاسد.
وقالت المنظمة إن عمليات القتل هذه جاءت بعد قتل ما لا يقل عن 587 مدنيا في حمص بين شهري ابريل نيسان وأغسطس اب وهو أكبر عدد من القتلى يسقط في أي محافظة سورية.
وقالت سارة لي ويتسون مديرة الشرق الاوسط في هيومان رايتس ووتش "حمص صورة مصغرة لوحشية الحكومة السورية.. يتعين على الجامعة العربية ابلاغ الرئيس الاسد بأن انتهاك الاتفاق بينهما له تبعات وأنها تؤيد الان تحرك مجلس الامن (التابع للامم المتحدة) لانهاء المجزرة."
وتقول الامم المتحدة إن 3500 شخص قتلوا في حملة قمع الاسد للاحتجاجات التي بدأت في منتصف مارس اذار واستلهمت ثورات عربية أطاحت بزعماء تونس ومصر وليبيا. .
وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش إنها منعت أيضا من دخول سوريا ووصفت الحصول على معلومات دقيقة بأنه مهمة "تنطوي على تحدي." واستند تقرير المنظمة إلى مقابلات مع 114 من سكان حمص الذين إما هربوا إلى دول مجاورة أو تحدثوا عبر الانترنت من داخل سوريا.
وأضافت أن قوات الامن السورية نفذت عمليات عسكرية واسعة النطاق في عدة بلدات بالمحافظة ومن بينها مدينة حمص وبلدة تل كلخ على الحدود مع لبنان.
وقالت هيومان رايتس ووتش "استخدمت قوات الامن بشكل منهجي الرشاشات الثقيلة ومن بينها مدافع مضادة للطائرات توضع على عربات مصفحة لاطلاق النار على الاحياء لترويع الناس قبل دخول حاملات الافراد المصفحة وغيرها من عربات الجيش.
"يقطعون الاتصالات ويقيمون نقاط تفتيش تحد من حركة الدخول إلى الاحياء والخروج منها وتوصيل الغذاء والدواء."
وذكرت هيومان رايتس ووتش أن الالاف في حمص وباقي أنحاء سوريا يتعرضون لاعتقالات تعسفية وعمليات إختفاء قسري وتعذيب ممنهج أثناء الاحتجاز. وأفرج عن معظم المحتجزين بعد عدة أسابيع لكن عدة مئات مازالوا مفقودين.
وقالت المنظمة إنها وثقت 17 حالة وفاة أثناء الاحتجاز في حمص بينهم 12 على الاقل من الواضح أنهم ماتوا من التعذيب.
وقالت "تعذيب المحتجزين منتشر" مضيفة أنها تحدثت مع 25 محتجزا سابقا في حمص قالوا جميعا إنهم تعرضوا إلى أشكال مختلفة من التعذيب.
ونقلت المنظمة عن رجل احتجز في قاعدة تابعة للمخابرات العسكرية في حمص قوله إنه تعرض للضرب بالاسلاك وعلق من يديه.
وقال "كنت أترك معلقا هناك لنحو ست ساعات على الرغم من أنه يصعب تحديد المدة. كانوا يضربونني ويسكبون الماء فوقي ثم يستخدمون صواعق الكهرباء."
وقالت هيومان رايتس ووتش إن الانشقاقات في صفوف الجيش زادت منذ يونيو حزيران وإن بعض سكان حمص شكلوا "لجان دفاع" مسلحة بالمسدسات والمقذوفات الصاروخية.
وقالت المنظمة الحقوقية "يستحق العنف من قبل المحتجين أو المنشقين المزيد من التحقيق.. لكن هذه الحوادث لا تبرر بأي حال الاستخدام الممنهج للقوة الفتاكة ضد المحتجين."