ماذا قيل بالذكرى الـ 7 لاستشهاد ابو عمار
نشر بتاريخ: 11/11/2011 ( آخر تحديث: 11/11/2011 الساعة: 18:27 )
غزة- تقرير معا- تمر اليوم الجمعة الذكرى السابعة لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، والذي أعلن عن استشهاده في مستشفي "بيرسي" العسكري في فرنسا.
وقالت الهيئة القيادية لحركة فتـح في قطاع غزة تحلُ بنا هذه الذكرى التّاريخية ونحن في الشعب الفلسطيني أحوج ما نكون إلى العمل بوصايا الرئيس الخالد أبو عمار ونواميسه الوطنية والأخلاقية والإنسانية التي جذرها في الواقع الفلسطيني وفي مقدمتها دعوته الدائمة وصرخته المدوية بالعمل على صيانة الوحدة الوطنية الفلسطينية.
واضافت فنحن أحوج ما نكون في هذه اللحظات التاريخية لإنهاء هذا الانقسام الفلسطيني المرير واستعادة الوحدة الوطنية ووضع الواقع الفلسطيني على أعتاب مرحلة جديدة من التلاحم والاصطفاف الوطني والقومي والدولي حول المشروع والثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية لمواجهة التحديات والاستحقاقات الماثلة أمامنا.
وتابعت :"نبتهل إلى الله العلي القدير أن يتغمدَ الأخ الرئيس الشهيد ياسر عرفات بواسع رحمته، ويشمله بعظيم عفوه ومغفرته ورضوانه، وأن يُسكنه فسيحَ جناته، وأن يُوفقنا لما فيه خير ومصلحة شعبنا المُناضل بالسّير على دربه بقيادة الرئيس القائد أبو مازن حتى نُحققَ أهدافنا وحقوقنا وثوابتنا الوطنية في الحرية والعودة والاستقلال ونُجسد إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف".
جبهة التحرير الفلسطينية أكدت تمسكها بالثوابت والحقوق الفلسطينية التي ناضل واستشهد من اجلها ياسر عرفات والسير على نهجه الذي رسخه على مدار أربعة عقود ونصف لاستكمال المشروع الوطني التحرري في العودة وتقرير المصير بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها قسرا.
وقالت الجبهة في بيان وصل "معا"، "إن الرئيس الشهيد ياسر عرفات تمكن من إبقاء القضية الفلسطينية حية في ضمير ووجدان كل الشرفاء والأحرار والمناضلين والثوريين في العالم والذين مما زالوا يسيرون على دربه في التحرر في الوقت الذي كانت تبذل المحاولات وتحاك المؤامرات والمخططات الرامية لشطب الشعب الفلسطيني من الخريطة السياسية وتصفية قضيته الوطنية".
وأوضحت الجبهة أنه بالرغم من الخلافات والانقسامات التي كانت سائدة بين الفصائل في وقت سابق ، إلا أن أيًا منها لم يصل إلى ما هو الحال عليه اليوم من الانقسام والتشرذم والانفصال ومحالة شطب الأخر.
وأكدت الجبهة أنه يجب أن نستغل هذه الذكرى في وقفة جادة وحازمة من أجل إنهاء هذا الوضع من الانقسام الذي أنهك الشعب الفلسطيني وجعل عدونا يتفرد بنا وتنفيذ بنود المصالحة التي اتفق عليها في حوارات القاهرة بين جميع الفصائل خاصة فتح وحماس.
وكررت الجبهة مقولة الشهيد الرئيس الشهيد ياسر عرفات على أهمية توفير الوحدة الوطنية، موضحة أنه كان حريصا عليها، وهو يخوض مع رفاقه من مختلف فصائل العمل الوطني الفلسطيني معركة المواجهة مع الاحتلال، مؤكدة إن خير وفاء لذكرى الرئيس الشهيد أبو عمار، هو إتباع نهجه الذي أقامه في حياته، وأكده بصموده واستشهاده.
وقالت الجبهة نستذكر الشهيد ياسر عرفات اليوم ونحن أحوج ما نكون فيه إلى حكمته وشجاعته إلى مبادئه الثابتة ونهجه النضالي المتزن للحفاظ على الثوابت الفلسطينية وإدارة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يتغول على شعبنا من خلال الاستيطان والجدار ومصادرة الأراضي وتهويد مدينة القدس والأغوار وتنكره لحقوقه المشروعة في العودة وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس، والتي لم يتنازل عنها ودفع حياته شهيدا من أجلها.
كما وقالت اللجنة الشعبية للاجئين بالنصيرات: تأتي الذكرى السابعة لرحيل القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات (أبو عمار) قائد شعبنا، ومفجر ثورتنا، وحارس حلمنا، ومشروعنا الوطني الذي أفنى عمره يحلم بانجازه، وقد وضع أولى لبناته في إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية وبنى مؤسساتها وأجهزتها الإدارية والأمنية، يمر بأخطر أزماته فوحدتنا الوطنية مهددة، ونسيجنا الاجتماعي مهدد بالتفتت، وشعبنا أصبح شعبين، والوطن أصبح وطنين، كل هذا نتيجة حالة الانقسام السياسي بين شطرين الوطن، والصراع الدائر بين الأخوة، أخوة الكفاح والنضال والمقاومة، أخوة الوطن الذي صاغه الشهيد أبو عمار من الفكرة إلى حقيقة على أرض الواقع.
واضاف ناهض زقوت مفوض الملف السياسي باللجنة قائلا: في الحادي عشر من نوفمبر رحل القائد الرمز غدرا بعد أن اغتالته أيدي الإرهاب الاسرائيلي حينما قال لا للركوع، لا للتنازل عن حقوق شعبي، لا للتفريط في ثوابت شعبي الوطنية، لا للمساومة على حقوق شعبي العادلة، فحاصروه، وقصفوه بالطائرات والدبابات، لكسر صموده العنيد في مواجهة قوى البطش والعدوان، إلا انه أبى وتحدى وقال كلمته المشهورة "أموت شهيدا .. شهيدا .. شهيدا"، وقضى أبو عمار شهيدا متمسكا بوحدة شعبنا تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، ودفع أبو عمار حياته ثمنا لهذا الصمود البطولي وتمسكه الحازم بحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي شردوا منها في عام 1948، وبحق شعبنا في إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس".
وأوضح لم يكن الشهيد الرمز مجرد قائد سياسي عادي أو مجرد رئيس مثله غيره من الرؤساء، بل كان بمثابة مؤسس للشعب الفلسطيني وصانع تاريخه الحديث ورمزا للقضية الفلسطينية، لقد كانت فلسطين شغل قلبه وعقله وحياته، حتى أصبح حارسا للحلم الفلسطيني، وقاسما مشترك لكل الفلسطينيين على اختلاف رؤاهم السياسية وانتماءاتهم الفكرية والأيديولوجية، وهنا تكمن استثنائيته.
وتابع زقوت:"على مدار أربعة عقود قضاها الشهيد الراحل في مركز الصراعات السياسية في الشرق الأوسط، تمكن بكل حنكة وذكاء وخبرة سياسية أن يضع فلسطين على خارطة العالم بعد تغييبها، ويجعلها رقما صعبا في معادلة الصراع الدولي والإقليمي، فقد نقل القضية من قضية لاجئين إلى قضية شعب يكافح لاسترداد وطنه، وطاف الشهيد أبو عمار بكوفيته السمراء كل أنحاء العالم وشارك في كل المؤتمرات والمحافل الدولية والإقليمية يحمل قضية شعبه، مطالبا بحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ومطالبا بعودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها عام 1948، وقضى شهيدا لأنه لم يتنازل ولم يفرط ولم يشهد التاريخ أنه وقع بقلم عن تنازل عن أي حق أو ثابت من الثوابت الوطنية الفلسطينية " .
بدوره قال خالد السراج رئيس اللجنة " في هذا اليوم المؤلم، نحيي ذكرى رحيل زعيمنا الخالد، وندعو أخوة الكفاح والنضال المشترك إلى تغليب المصلحة الوطنية، وإنهاء حالة الانقسام لكي نجعل من ذكرى أبو عمار عرسا فلسطينيا يجسد وحدتنا الفلسطينية في أروع تجلياتها الوطنية " .
وأضاف السراج " في ذكرى شهيدنا الرمز نؤكد أننا مازلنا على دربه نسير ولن نتنازل على حق من حقوقنا، وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها في عام 1948، ونؤكد على رفضنا القبول بالشروط والمطالب الإسرائيلية تجاه الاعتراف بيهودية إسرائيل، ونؤكد على ضرورة ثبات الموقف الفلسطيني الرافض للمفاوضات قبل أن توقف إسرائيل استيطانها على أرضنا ".
من جهته، أكد عبد الناصر فروانة الأسير السابق الباحث المختص بشؤون الأسرى أن الشهيد القائد الرمز " أبو عمار " منح قضية الأسرى ومنذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة جل اهتمامه ، وردد مراراً مقولته الشهيرة " خيرة أبناء شعبي في السجون والمعتقلات الإسرائيلية "، وسعى دوماً ، قولاً وفعلاً ، لإطلاق سراحهم بكل السبل الممكنة ، فنجح في الجمع ما بين المقاومة والتفاوض وتمكن من تحرير ما يقارب من سبعة عشر ألف معتقل فلسطيني وعربي من سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، استناداً لدراسات سابقة ووثائق عديدة ، فشكل على الدوام مبعثاً الصمود والأمل لدى الأسرى .
واعتبر فروانة قرار الشهيد "أبو عمار" في أغسطس عام 1998 القاضي بتشكيل وزارة الأسرى والمحررين ، عكس مدى اهتمامه بقضية الأسرى ووفائه لهم ولقضاياهم العادلة، وشَّكل سابقة هي الأولى من نوعها على المستويين العربي والإسلامي، واصفاً إنشاء وزارة تُعنى بالأسرى والمحررين بالحدث المميز ، الذي أحدث نقلة نوعية في التعامل مع الأسرى والمحررين على كافة المستويات ، وقاد إلى إحداث تطورا تصاعديا ونوعياً على الخدمات المتعددة المقدمة للأسرى وذويهم وللأسرى المحررين أيضاً.
وأكد فروانة بأن الشهيد " أبو عمار " كان وسيبقى دوماً في قلوب الأسرى والأسرى المحررين ويحتل مساحة واسعة في ذاكرتهم وعقولهم جميعاً ، وأن الأسرى في كافة سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي يحيون اليوم ذكرى استشهاده ، وفاءاً لمن كان وفياً لهم ولقضاياهم العادلة طوال مسيرته النضالية الطويلة والعريقة.
وقي السياق ذاته أوضح فروانة بأن الشهيد " أبو عمار " كان مؤمناً بضرورة العمل الجاد والحثيث من أجل تحرير الأسرى بأي وسيلة كانت ، فعمق منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة ثقافة الأسر والخطف لجنود الاحتلال ومواطنيه ومستوطنيه ، داخل حركة " فتح " وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، ومع الوقت تجذرت هذه الثقافة لدى كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي.
واستناداً لوثائق وإصدارات ودراسات عديدة ، أكد فروانة بأن الشهيد القائد " أبو عمار " أشرف وبشكل مباشر على تنفيذ وانجاز العديد من صفقات تبادل الأسرى والتي كان أبرزها بتاريخ 28 كانون ثاني / يناير 1971 والتي تحرر بموجبها الأسير محمود بكر حجازي وهو أول أسير في الثورة الفلسطينية المعاصرة ، فيما ا أنجز أضخمها بتاريخ 23 تشرين ثاني / نوفمبر 1983 وأطلق بموجبها سراح جميع معتقلي معتقل أنصار في الجنوب اللبناني وعددهم ( 4700 ) معتقل فلسطيني ولبناني وعربي ، و( 65 ) أسيراً من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح ستة جنود إسرائيليين كانوا مأسورين لدى ( حركة فتح ) .
وتابع: "أنه وعبر المفاوضات نجح في تحرير 11250 أسيراً خلال الفترة الممتدة من أوسلو في سبتمبر 1993 ولغاية بدء انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 ، وأن هذه الإفراجات وبالرغم مما يمكن أن يُسجل عليها وعلى مسيرة المفاوضات من ملاحظات وإخفاقات وانتقادات ، إلا أنها لم تكن افراجات شكلية ، بل شملت أحكاماً عالية ومؤبدات وأسرى دوريات وعرب.
واعتبر فروانة أن أول ما فعله الأسرى المحررين بعد تحررهم ضمن صفقة التبادل الأخيرة وتوجههم إلى قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات بالمقاطعة برام الله وقراءة الفاتحة على روحه كان جزءاً من الوفاء لمن كان وفيا لهم ولقضيتهم.
من جهتها طالبت كتائب شهداء الاقصى مجموعات الشهيد عماد مغنية كافة المؤسسات الحركية بفتح ملف الشهيد القائد ياسر عرفات والتحقيق الجدي والحقيقي بكيفية استشهاده، والكشف للعالم كله ملابسات الجريمة.
وطالبت الكتائب القيادة وعلى راسها الرئيس محمود عباس الاستمرار على نفس نهج الرئيس الراحل عرفات، داعيا كافة الفصائل للتوحد الفوري خلف القيادة وذلك وفقا للثوابت التي غرسها ابو عمار كي نستطيع التصدي للاحتلال الاسرائيلي.