الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

نقابة الصحفيين والاتحاد الدولي يختتمان دورة حول السلامة المهنية

نشر بتاريخ: 12/11/2011 ( آخر تحديث: 12/11/2011 الساعة: 23:14 )
رام الله- معا- اوضح د.عبد الناصر النجار نقيب الصحفيين انه في اوج الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون والصحافيات في الاراضي الفلسطينية ومؤشرات تصاعدها بحقهم فان اطلاق برنامج السلامة المهنية وتحت مظلة نقابة الصحفيين يمثل خطوة بالغة الاهمية باتجاه بناء ثقافة السلامة المهنية وفتح حوارات جدية مع ادارات المؤسسات الاعلامية والصحافية بخصوص توفير متطلبات السلامة لجميع الصحافيين انطلاقا من قاعدة ان حماية حياة الصحفي اهم بكثير من القصص والاحداث التي يطلب منهم كتابتها وتغطيتها.

جاء ذلك خلال دورة تدريبية نظمها الاتحاد الدولي للصحفيين برئاسة ادريان كولن منسق المشاريع في الاتحاد ونقابة الصحفيين الفلسطينيين باشراف منسق مشروع السلامة المهنية منتصر حمدان والمدربة ريما الجمرا حيث استمرت لثلاثة ايام في قاعة الهلال الاحمر بالبيرة، بمشاركة مجموعة من الصحفيين من مختلف وسائل الاعلام المحلية.

واضاف النجار: انه وفي هذا الاطار ان هذا البرنامج ومن خلال الدورة التدريبية ياخذ على عاتقه العمل الجاد من اجل تحسين مستويات السلامة المهنية للصحافيين وتحسين قدراتهم في ادارة المخاطر والتقليل من احتمال تنفيذ هجمات ضدهم، والعمل من اجل اكسابهم التدريبات الخاصة المرتبطة بسلامتهم الجسدية والحفاظ على حياتهم باعتبارها ركيزة اساسية في فلسفة ورؤية هذا البرنامج الذي يجري تنفيذه بالتعاون والشراكة الكاملة ما بين نقابة الصحافيين الفلسطينيين والاتحاد الدولي للصحفيين.

واشار الى ان برنامج السلامة المهنية في اطار عمله يسعى الى تحقيق جملة من الاهداف منها: تحسين مستوى المهنية بما يعود بالنفع على مجتمع وسائل الاعلام المحلية، السعي لمعالجة تعرض الصحفيين للهجمات "التهديدات، الاعتداءات الضرب الخطف والقتل"، تحسين مهارات الصحفيين في ادارة المخاطر والتقليل من احتمال وقوع هجمات ضدهم، التصدي للاخطار في مناطق النزاع وابلاغ وتجهيز الصحافيين والصحفيات ليكون لديهم القدرة على تجنب استهدافهم من قبل الجيش، رصد جيمع الانتهاكات وتعزيز احترامهم من جانب السلطات والقوات المسلحة في جميع انحاء المنطقة، كشف جرائم الحرب والحكومات والطلب بتوفير الحماية العسكرية للصحفيين المعرضين للخطر وتنظيم حملات وطنية للدفاع عن حقوقهم والتجاوزات التي ترتكب بحقهم.

ومن جانبه، اشار كولن الى ان ثقافة السلامة المهنية مهمة في منطقة الشرق الاوسط خاصة لما يتعرض له الصحفيون ومن هذا المنطلق كان الدافع لتقديم برامج متخصصة في الدول العربية حول بناء ثقافة السلامة المهنية للصحافيين، حيث ان الاتحاد في الفترة الاخيرة الحق مصر وتونس للبرنامج حيث ستعقد دورات تدريبية متعددة في مجال السلامة المهنية واساسياتها وقواعدها ومضمون العمل بها من خلال التثقيف والتدريب والتوعية، بالاضافة الى ان العمل سيتضمن اصدار دليل السلامة المهنية للصحفيين وتقديم عروض لافلام خاصة في هذا المجال.

واكد على ضرورة التوثيق الكامل لكل ما يتعرض له الصحفيين سواء عمليات القتل او الخطف ليتم تطويرها باسلوب منهجي على اساس المقارنة ، موضحا ان الاتحاد الدولي للصحفيين كان دائما السباق في مجال حماية الصحفيين من خلال مبادئ السلامة المهنية المقررة وهي: الحفاظ على الحياة كمبدا اساسي من منطلق ان حماية النفس اهم من المعلومة او الصورة ، العمل كفريق واحد في المؤسسة الاعلامية، على جميع الصحفيين التزود بجميع الادوات واللوازم التي تعمل على حمايتهم ، التأمين على الحياة من خلال ارتداء الستر الواقية والخوذ وكمامات الغاز المسيلة للدموع، ووضع شارة الصحافة بشكل واضح، وانه لا يجوز لاي صحفي ان يحمل اي نوع من السلاح، كما على المؤسسات الحكومية والامنية ان تعمل على حماية الصحفي وتؤمن له امكانية التنقل الحر والآمن ويمنع على الاطلاق ان تعرض حياته للخطر او تسبب له الاذى او الاعتداء.

ومن جانبه، عبر منسق مركز السلامة المهنية التابع لنقابة الصحفيين، منتصر حمدان عن دعوته للمؤسسات الاعلامية العاملة في الاراضي الفلسطينية المباشرة بأوسع تحرك اعلامي محلي وعربي ودولي لوقف هذه الانتهاكات واتخاذ الاجراءات والخطواط الكفيلة بضمان سلامة الصحافيين بالدرجة الاولى وضمان حرية عملهم بما ينسجم مع القانون الدولي والمواثيق والاعراف الدولية التي تكفل حرية عمل الصحافيين.

وتحدث حمدان بآن هناك 6 دورات تدريبية ثلاثة منها في الضفة الغربية و 3 اخرين في قطاع غزة اي ان هناك 90 صحفيا سيتم استهدافهم خلال تلك الدورات مشيرا الى ان فكرة بناء الثقافة المهنية ليست بالسهلة لطالما هناك افكار سلبية فلذلك ومن خلال الجدية والجهد والمسؤولية سيتم خلق برنامج نوعي للخروج بنتائج ملموسة.

وتخلل اليوم الاول من التدريب شرحا تفصيليا لاهمية التخطيط للمهمة الصحفية من خلال اخذ هذه العوامل بعين الاعتبار منها الجغرافيا ، المناخ ، البنية التحتية ، العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، واعتبارات النوع الاجتماعي ، اضافة الى الوضع الامني في المنطقة المتجه اليها ، لما يساعد ذلك على التقليل من الوقت عند الحصول على المعلومة ، ويساعد على احتواء الحدث ويقلل من الضحايا ويحد من الضرر ويسهل عملية اعادة التأهيل ، كما انه يؤمن ردا فعالا ومنظما لاي حادث.

كما قدم مقدمة طبية حول كيفية تقييم الاصابات في المواجهات والحروب ، واكد على ضرورة ان يكون لدى الصحفي حقيبة تحتوي على كافة المعدات الطبية اللازمة وعلى ان تعمل المؤسسة الاعلامية التي يعمل بها الصحفي على توفيرها له في حال وقوع اي اصابات ولا يوجد غيره في مكان الحادث ، مشيرا الى ان عملية تقييم حالة المصابين التي قد تكون اغماء ، تشوهات ، كدمات ، خدوش ، جروح ، حروق ، الام مصاحبة للمس ، التمزقات ، التورمات وغيرها.

وفي المقابل قدمت الجمرا شرحا تفصيلا لانواع المظاهرات التي منها السياسية والدينية ، الصناعية ، العفوية، الرياضية والتوتر العنصري والاسلحة الصغيرة منها الغاز المسيل للدموع التي اكدت على ضرورة عدم فرك العينين بتاتا ، ونزع العدسات اللاصقة ، مسح مستحضرات التجميل لانها قد تصبح مهيجة ، والمشي في منطقة فيها رياح لتنظيف الملابس من اثار الغاز ، عدم غسل الملايس بل عرضها في الهواء الطلق لمدة 24 ساعة ، فتح شبابيك السيارة بشكل جزئي ان كان قد تسرب الغاز الى السيارة.

اما اليوم التالي ، تخلل محاضرة حول سلامة السفر حيث اكد حمدان على ضرورة وضع خطة للسفر والالتزام بها ، وضبط السيارة بشكل جيد ، وعدم السفر وحيدا ، وعدم وضع روتينا للتوقيتات والسيارات والمسارات ، كما ان تتوافر لديه الخرائط الشاملة للاماكن ، ولديه معرفة بمناطق الالغام ، اضافة الى هاتف يعمل على الاقمار الصناعية ، معدات سيارة شاملة ، كما وقدم شرحا تفصيليا للهجمات الجوية بانواعها ، اشكالها ، توقع المناطق المستهدفة والاجراءات الواجب اتخاذها خلال الضربة الجوية مشيرا الي ان الاجراءات تختلف من وضع لاخر بحسب نوع الهجوم الجوي، كما تحدث عن انواع الكسورالتي منها المائلة والمتفتتة، اللولبية، الجزئية والمستعرضة اضافة الى التعريف بالعلامات المميزة لاصابات العظام، وكيفية معالجة الالتواءات والشد العضلي من خلال الراحة ، الثلج، الضغط ، والرفع وبدورها ، شرحت الجمرا عن انواع النزيف كالنزيف الشعيري الوريدي والشرياني وكيفية ايقاف كل منهما حيث ان الشعيري يتم ايقافه من خلال الضغط المباشر اما الوريدي من خلال الضغط المباشر وغير المباشر، والنزيف الشرياني وهو اصعب انواع النزيف الذي يتم ايقافه من خلال ربط الشريان.

فيما قدما منتصر والجمرا تدريبيا عمليا بمشاركة الصحفيين المشاركين بشرح تفصيلي عن انواع الحروق وكيفية معالجتها من خلل عرض افلام مصورة مساعدة لذلك.

وفي اليوم الثالث، اكدت الجمرا على ان الصحفي هو المسؤول الاول والاخير عن سلامته الشخصية مشيرة الى اهمية اخذ الحيطة والحذر في كل ما يتم التخطيط له ، فيما اوضح حمدان انه يجب اكساب المشاركين المعرفة والمهارة التطبيقية لتقليل المخاطر في حالة حدوث حوداث طرق من خلال كيفية ادارتها وتقديم الاسعافات الاولية والتخفيف على المصابين وانقاذ حياتهم.

وحول موضوع الاختفاء والاختطاف ، اشار حمدان الى ان الصحفيون دوما في دائرة الاستهداف مشيرا الى بعض الاحصائيات للفئات المستهدفة من عمليات الاختطاف واوضح ان فنزويلا ، نيجيريا ، باكستان ، المكسيك ـ افغانستان الفلبين، وكولومبيا والعراق هم اكثر الدول التي تشهد حالات اختطاف.

وتضمنت الدورة خلال الثلاث ايام عروضا وفيديوهات وتدريبات عملية استهدفت جميع الصحفيين المشاركين ومنشورات توعوية قدمت تجارب حية لصحفيين قد عايشوا الخطر لحظة بلحظة ، وفي ختام تم تخريج الصحافيين وتوزيع الشهادات عليهم.