السيناريوهات المحتملة بعد قرار جامعة الدول العربية ضد سوريا
نشر بتاريخ: 13/11/2011 ( آخر تحديث: 13/11/2011 الساعة: 18:02 )
بيت لحم – معا- اتخذت جامعة الدول العربية قرارا بتعليق عضوية سوريا في الجامعة ، وهذا ليس فقط عقابا لنظام الاسد على عدم تجاوبه مع توجهات الجامعة وانما دعما واضحا للمعارضة السورية ، من خلال فتح المجالات لاكثر من احتمال خلال الايام القادمة ضد النظام السوري .
وهذا ما دفع الكاتب تسفي بارئيل في صحيفة "هأرتس" العبرية لتناول هذا الموضوع والذي يجد فيه انه فتح المجال بشكل واسع لتدخل عسكري في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا ، فقد شكل هذا القرار مقدمة واضحة لفرض حصار سياسي واقتصادي على نظام الاسد وبنفس الوقت فتح المجال للدول الغربية لتوجيه ضربة عسكرية لنظام الاسد .
ويضيف ان هذا القرار ليس هو الاول في جامعة الدول العربية فقد سبق وعلقت عضوية مصر لمدة عشر سنوات بعد توقيعها على اتفاقية السلام مع اسرائيل ، كذلك الامر حدث مع ليبيا والتي افسحت المجال للاعتراف بالمجلس الوطني الليبي لممثل للشعب الليبي ، والذي سمح بعد ذلك بدخول حلف النيتو والاشتراك الفعلي العسكري في الاحداث داخل ليبيا ، وهذا الامر قد ينسحب على سوريا خاصة ان جامعة الدول العربية في طريقها للاعتراف بالمجلس الوطني السوري الذي تشكل في تركيا كممثل للشعب السوري .
ومع ذلك فأن الاحتمالات في هذا التدخل العسكري ضد سوريا قد لا يشبه ما حدث في ليبيا ، خاصة اذا ما فتحت ايران جبهة عسكرية لمساندة سوريا ، وكذلك حال نفذ حزب الله اللبناني التهديدات التي اطلقها حسن نصر الله وفتح جبهة ضد اسرائيل ، بحيث تدخل المنطقة في حرب واسعة تختلف تماما عما حدث في ليبيا .
وبعيدا عن تحليل الكاتب في صحيفة "هأرتس" فقد سارع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى مباركة قرار جامعة الدول العربية ، كذلك الحال الموقف الامريكي والبريطاني اللذان اظهرا دعما كبيرا لموقف جامعة الدول العربية ، والذي يتيح المجال لاستقراء الموقف القادم وكيفية التعامل مع الازمة السورية .
ولعل الربط بين ما يحدث في وسوريا وايران يبدو منطقيا لترجيح الاحتمال الذي ذهب اليه الكاتب ، خاصة بعد الاجتماعات التي اجراها الرئيس الامريكي باراك اوباما مع نظيرة الروسي والصيني ، والتي بحث من خلالها المشروع النووي الايراني وكيفية مواجهته ، والتي جاءت متناغمة مع الموقف الاسرائيلي الذي يعتبر امتلاك ايران للسلاح النووي يشكل تهديدا وخطرا حقيقيا على كامل المنطقة ، وهذا ما سيبحثه ايضا وزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك مع نظيره الكندي الاسبوع القادم عندما يصل الى كندا .