"أبو قصي" يتسلح بعريشة نخل في مواجهة الفقر والجوع والمرض

غزة- تقرير "معا"- لا يمكن لعقل أن يتخيل أننا في الوقت الذي يصل فيه الإنسان إلى أعلى المرتبات ما زالت عائلة فلسطينية تعيش في العراء في ارض زراعية حيث يعمل الأب داخل عريشة مصنوعة من جريد النخيل والنايلون.

هذه العريشة كانت الملاذ الأخير لعائلة أبو قصي وأطفاله الخمسة بعد أن طردوا من منزل حيث كانوا يقطنون لعجزه عن دفع إيجار المنزل ما دفع صاحبها إلى طرده وإرغامه على التوقيع على سند قبض بقيمة 3500 شيقل قيمة المتأخرات عليه.

ويقول ابو قصي لـ"معا": "قبل عاماً من الآن كنت مستأجر بيت وأخرجني صاحبه منه لأني لا استطيع دفع الإيجار المتراكم"، مبينا أن صاحب البيت جعله يوقع على سند منظم من خلال المحكمة بقيمة "3500 شيقل" قبل إخراجه.

أطفال أبو قصي يعيشون ظروفا قاسية خاصة مع ساعات الليل الذي ينذر ببرد شديد وأمطار تتسلل إلى مسكنهم الوحيد داخل العريشة على الرغم من أن أطفاله يحتاجون إلى رعاية صحية نتيجة إصابته بضيق في التنفس تجعلهم يمضون معظم أوقاتهم في المستشفيات.
|154613|
وفي ظل هذه الظروف لا يستطيع أبو قصي تحمل تكاليف علاج أطفاله وتوفير الدواء اللازم لهم بالإضافة إلى توفير قوت يومهم وهو الذي يعمل يوميا مقابل 20 شيقلا فقط الأمر الذي يشعر بالالم الشديد في ظل عجزه عن توفير مستلزمات الحياة الأساسية لأبنائه.

ويقول أبو قصي:"أرى أطفالي وهم يرجفون ويبكون من شدة البرودة الا أني لا استطيع تدفئتهم"، مشددا أن العريشة قد تسترهم ولكن ليس من الأمطار.

ويتابع أبو قصي: "لا يمكن لعشرين شيقلا أن توفر نظارة لابني الذي يعاني من انحراف في قرنية عينه ويكاد يفقد بصره وأنا غير قادر على علاجه فهو لا يمتلك 300 شيقل لتوفير نظارة لابنه"، مضيفا "المنزل حيث أعيش لا اعتقد انه يصلح للدواب فكيف بنا نحن البشر".

كما أن أطفال أبو قصي الخمسة لا يمتلكون شهادات ميلاد رسمية كما حرمتهم ظروفهم من دخول المدارس والالتحاق بركب المتعلمين والمثقفين وهم المشردون داخل عريشة لا تقيهم برد الشتاء القارص في منطقة مواصي خان يونس.

ودعا ابو قصي المسؤولين في قطاع غزة ورام الله الى توفير المأوى المناسب له ولعائلته والتدخل لإنقاذ أطفاله الخمسة، مشددا أنه لا يحتاج لكوبونات تسد جوعهم وإنما يحتاج إلى ما يقي أطفاله برد الشتاء القارص.
|154614|
|154615|
|154616|
|154617|
|154618|
|154619|
|154620|
|154611|
|154610|