الصحافيون الفلسطينيون يحصدون ثمار خوفهم ودموعهم والآمهم!!
نشر بتاريخ: 12/11/2006 ( آخر تحديث: 12/11/2006 الساعة: 13:50 )
خان يونس- معا- ليس غريباً أن يحصد اثنان من الصحافيين الفلسطينيين العاملين في قطاع غزة، اثنتين من الجوائز العالمية والدولية الهامة في الصحافة، في اقل من أسبوع، مما يشكل سابقة مثيرة تضاف إلى سجل الصحافيين الفلسطينيين، الذين دفعوا أروحهم ودماءهم وعذاباتهم ثمناً لتلك الانجازات، التي ما كانت لتتحقق لولا الجهد الدؤوب والعمل المتواصل على مدار الساعة لرصد انتهاكات وجرائم الاحتلال وفضحها امام الراي العام الدولي في ظل ظروف امنية وانسانية معقدة تعيق عمل اي محترف في مجال الصحافة.
بالاضافة الى تضحيات أبناء الشعب الفلسطيني وأشلاء الأطفال الصغار، وصراخ النسوة، ومشاهد الركام والغبار المنبعث من البيوت المدمرة في رفح، وبيت حانون، وجنين، ونابلس وغيرها من المدن والمخيمات الفلسطينية التي مزقتها جرافات ودبابات الاحتلال.
الأحداث التي مرت خلال الأسبوع الماضي في بيت حانون، عادلت في بشاعتها وقسوتها أحداث كبيرة مرت خلال سنوات الانتفاضة، وذكرتنا بالصور والأحداث التي تناقلتها عدسات الكاميرات، وصورتها أقلام الصحافيين الذين دفع العديد منهم ثمناً باهظاً من أجل التقاطها وتصويرها!!
لم يكن فوز الصحافي "الإنسان" زكريا أبو هربيد مصور وكالة "رامتان" للأنباء، حدثاً عادياً فهو دليل إثبات دولي على مدى بشاعة الاحتلال وجرائمة التي ترتكب بحق المدنيين والأطفال الفلسطينيين.
وقد تجلت تلك المعاني في حصول أبو هربيد على جائزة دولية كأفضل مصور أخباري عن الصور والمشاهد التي التقطها للمجزرة الإسرائيلية البشعة بحق عائلة "غالية" الصيف الماضي على شاطئ بحر غزة، وصرخات الطفلة هدى وهي تبحث عن أبيها وأمها، والتي هزت العالم بأسره، فلولا فدائية وشجاعة وحضور الصحافي أبو هربيد لما كان مآساتنا وصرخات هدى قد وصلت العالم!
اما الجائزة الدولية الثانية فكانت من نصيب الصحافي محمد المغير شاب في مقتبل العمر من سكان مدينة رفح، استشهد شقيق له على يد الاحتلال، وهدم بيته في عملية "قوس قزح" عام 2004، وقد حصل الصحافي "المغير" على الجائزة الدولية الأولى لوسائل الإعلام العرقية، والتي تنظم من قبل منظمة امريكا الجديدة للاعلام للصحافيين الشباب من مختلف دول العالم في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك عن مجموعة من المقالات والتقارير الصحافية المنشورة له باللغة الانجليزية، في عدد من الصحف الأمريكية والنرويجية، تناولت معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، وخاصة معاناة الأطفال جراء الاحتلال الإسرائيلي، وتدمير البيوت.
وكان من أهم كتاباته مقالة بعنوان:"شارون لماذا هدمت بيتي"؟ التي تتحدث عن عائلة فلسطينية فقدت بيتها في مخيم رفح للاجئين.
وحينما يفوز ابو هربيد والمغير بجائزتيهما الدولية، فان الفائز الاكبر هي معاناة الشعب الفلسطيني وتضحياته، ودماء اطفاله واشلائهم المتناثرة، ومنازله المدمرة، ومزارعه التي تحولت الى خراب ودمار.
فهنيئاً لهم بجوائزهم ومزيداً من التقدم والنجاح بالرغم من الصعاب والمعوقات والخوف والآلآم التي يعايشونها اثناء عملهم.