الجمعة: 11/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز مختبرات جامعة بيرزيت يخرج من مجاله النظري إلى المشاريع الميدانية

نشر بتاريخ: 17/11/2011 ( آخر تحديث: 17/11/2011 الساعة: 17:04 )
رام الله- معا- مع نهاية كل عام ينشغل الفلسطينيون في جني محصولهم من قطاف الزيتون التي طالما اشتهروا فيها وتغنوا بها، ليعصر الزيتون في معاصر خاصة على عدة مراحل، فينتج من العصرة الأولى زيت الطعام ومن الثانية زيت الاستحمام ومن الثالثة زيت الإضاءة وما يبقى بعد ذلك من قشر فيستعمل كوقود، ولكن يبقى من الضرورة الحفاظ على جودة زيت الزيتون الفلسطيني.

ومن هنا جاء دور أحد أهم مشاريع مركز مختبرات جامعة بيرزيت للفحوص، والذي ينفذ بالتعاون مع وزارة الزراعة الفلسطينية وبدعم من التعاون الإيطالي وينفذ على مدار ثلاث سنوات، ويهدف إلى تحسين جودة زيت الزيتون في فلسطين، من خلال التدريب العملي والنظري للمزارعين وأصحاب المعاصر من جميع محافظات الضفة الغربية.

هدف المركز خدمة المجتمع الفلسطيني

يعمل المركز على خدمة المجتمع الفلسطيني، حيث يقدم خدمة فحص جودة المنتجات والسلع الاستهلاكية المنتجة محليا والمستوردة من جهة، والتي يستفيد منها الأفراد والمؤسسات والمصانع والشركات وغيرهم، ومساعدة القطاع الصناعي في تطوير منتجاتهم من جهة أخرى للوصول إلى منتجات محلية منافسة. وقد قام المركز بعقد عدد من اتفاقيات التعاون مع مؤسسات مختلفة بهدف عمل رقابة دورية على جودة المنتجات.

و ينفرد المركز في تقديم بعض الخدمات مثل فحص مشتقات البترول والزيوت المعدنية، ففي عام 2004، إنشاء وتطوير وحدة مراقبة جودة مشتقات البترول والزيوت المعدنية، والتي تعتبر الأولى والوحيدة في فلسطين، حيث تقوم بإجراء فحوصات الجودة لمشتقات البترول والزيوت المعدنية بالتعاون مع الجهات الرسمية مثل الهيئة العامة للبترول ووزارة الاقتصاد الوطني ومؤسسة المواصفات والمقاييس.

ويقدم المركز خدمة الأبحاث والدراسات من خلال تنفيذ الدراسات والأبحاث العلمية التي تطال مختلف نواحي الحياة للمجتمع الفلسطيني بهدف مساعدتهم بالحصول على ما هو أفضل، حيث قام المركز بعمل دراسات نوعية تهدف لحماية المستهلك الفلسطيني، والتي كان آخرها دراسة حول التلوث الزئبقي للمنتجات الغذائية ومستحضرات التجميل، والتي تم الكشف من خلالها على تداول بعض العينات التي تخالف المواصفات الفلسطينية والعالمية، وكان لنتائجها الأثر الكبير في السوق الفلسطيني. كما ويستفيد من هذه الخدمة أيضا طلاب العلم وبخاصة الدراسات العليا من خلال اجراء جميع التحاليل المخبرية المتعلقة بأبحاثهم في المركز.
|154638|
من المجال النظري إلى المشاريع الميدانية

تأسس مركز مختبرات جامعة بيرزيت للفحوص عام 1982 كمركز للبحث والتطوير البيئي والمجتمعي ومركز لمراقبة الجودة. حيث اعتبر المركز جزء من مؤسسة أكاديمية ذات رسالة تعليمية للمجتمع الفلسطيني يعمل على تقديم الخدمات التدريبية والإرشادية ومراقبة الجودة من أجل تنمية المجتمع وحماية السوق الفلسطيني، كذلك القيام بالأبحاث والدراسات لتطوير الصناعات المحلية والحفاظ على البيئة الفلسطينية. وفي العام 1998 أصبح المركز أول مؤسسة فلسطينية تحصل على شهادة اعتماد المختبرات PS/ISO guide 25 ، ومن ثم شهادة الـ ISO 17025، كما حصل على شهادة اعتماد كمركز تدريبي من خلال مؤسسة GIZ.

اعتمد المركز منذ بداياته على سياسة الاتصال المباشر مع المجتمع الفلسطيني وتنفيذ المشاريع الميدانية. ففي مجال مراقبة الجودة، بدأ المركز أولى نشاطاته بإنشاء وتطوير وحدة مراقبة المياه ووحدة مراقبة الأدوية. حيث تم تأسيس فرع للمركز في قطاع غزة عام 1993 متخصص بشكل أساسي بأبحاث البيئة والمياه والمياه العادمة، وذلك بهدف متابعة الوضع البيئي نظرا لحساسية الوضع المائي في القطاع. أما عام 1997، قام المركز بانشاء وتطوير وحدة سلامة الأغذية والتي تعنى بفحص جودة المنتجات الغذائية من طعام و شراب بالإضافة إلى الأعلاف الحيوانية، وتجهيزها بما يتلائم مع معظم الفحوصات البيولوجية والكيميائية والفيزيائية للمنتجات الغذائية.

كما يضم المركز حالياً مختبرات الهندسة والمواد التي تختص بفحص التربة والباطون والاسفلت والحديد ليصبح المركز اكبر مختبر فحوص في فلسطين من حيث مجالات عمله و نوعية وكمية التحاليل التي يقوم بها.

ويعتبر المركز أول مؤسسة فلسطينية تدخل مفهوم الزراعة بنظام Integrated Pest Management في فلسطين، وتهدف إلى تطوير مهارات بيئية للمزارعين بهدف ترشيد استهلاك المبيدات الزراعية. فقد تم إنشاء مركز مشاهدات بيئي متطور في اريحا لهذا الغرض.

كما يعتبر المركز عضو فعال في مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية، حيث يشارك في العديد من لجان التوصيف واللجان الفنية مثل لجنة التوصيف البيئي ولجنة توصيف المواد الغذائية، كذلك يشارك المركز في مواصفات مياه الشرب، المياه المعبأة، المياه العادمة، منتجات الألبان، المنظفات، مشتقات البترول وغيرها.