حماس تدعوها الى عدم التنسيق بخصوص الخروج من غزة
نشر بتاريخ: 24/07/2005 ( آخر تحديث: 24/07/2005 الساعة: 21:05 )
معا - القدس المحتلة - قللّ مسؤولون فلسطينييون من نتائج الزيارة الاخيرة لوزيرة الخارجية الاميريكية كونداليزا رايس الى الاراضي الفلسطينية واسرائيل ، والتي حصرت مهمتها على ما يبدو لضمان التنسيق بين السلطة الفلسطينية واسرائيل بشأن خروج القوات العسكرية الاسرائيلية من قطاع غزة منتصف آب القادم ، فيما وجهت انتقادات من قبل بعض هؤلاء المسؤولين للأداء التفاوضي الفلسطيني الذي يحجب كثيراً من المعلومات والحقائق عن رجل الشارع الفلسطيني ، مما يضطر الاخير الى ان يستمد معلوماته من الجانب الاسرائيلي ..
وقد أثارت تصريحات ادلى بها امس المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية ليئور بن دور ونفى فيها التوصل الى اتفاق فلسطيني اسرائيلي حول طبيعة الممر الآمن الذي سيربط ، بين الضفة الغربية وغزة ، وترك هذا الموضوع لمفاوضات (( خارطة الطريق ))
ردود فعل فلسطينية كان أكثرها حدة ما صدر عن النائب الاول لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة الذي انتقد اداء الجانب الفلسطيني بقوله : (( هذه التصريحات تعودنا ان نسمعها بشكل دائم من المسؤولين الفلسطينيين حول النوايا الطيبة الاسرائيلية ))
وأضاف (( ما نريده هو الحصول على معلومه حقيقية من مصدر حقيقي لكن الغريب هو ان مفاوضينا حين يلتقوا مع الاسرائيليين يقولون لنا " قلنا لهم كذا وكذا ، لكنهم لا يبلغونا بما قاله الاسرائيليون لهم ... " وعليه يجب التوقف عن خداع شعبنا ، وضرورة قول الحقيقة والصدق ، لان قولهما أفضل بكثير من تجميل وجه الاحتلال البشع ، وحول التناقض في التصريحات ازاء مكانة " خطة فك الارتباط " من خارطة الطريق ، يقول النائب خريشة : يبدو ان السلطة جميعها ، وعلى رأسها " ابومازن " يدركون ان خطة " فك الارتباط " هي خطة احادية الجانب ، وهذا ما نقل اليه من قبل رئيس المجلس الاوروبي ومن قبل الاميريكيين ايضاً ، لكن يصر البعض منا على وصفها بأنها جزء من " خارطة الطريق " ، ومن استمع الى "ابومازن" امس تأكد له ان الرئيس نفسه لا يعلم تفاصيل هذه الخطة،وعن دور المجلس التشريعي بأعتباره الهيئة التي تراقب عمل السلطة التنفيذية ، قال النائب خريشة : (( نحن نريد حقائق صادقة نضعها امام شعبنا ، لا نريد ان نتحدث للاعلام الغربي ونسرب له الاخبار والمعلومات فيما نقول لشعبنا اشياء اخرى مختلفة ، وعليه فلا بد للمجلس التشريعي من وقفة حقيقية ، تلزم السلطة التنفيذية بإعطاء معلومات صادقة وحقيقية لجمهورها لا معلومات مضللة )) ....
من ناحيته وصف الشيخ حسين يوسف القيادي في حركة حماس تصريحات الناطق بلسان الخارجية الاسرائيلية بأنها تصريحات تدلل غرور الاحتلال ، وتهربه من اية استحقاقات ، واضاف : (( لا يوجد حتى الان في قواميسهم كلمة " انسحاب " بل " فك ارتباط " ما يعني ان هذا الاحتلال سيبقي على وجود له في القطاع على شكل نقاط عسكرية ، وتحويل قطاع غزة برمته الى سجن كبير ، لذلك هم يرفضون فكرة التواصل بين الضفة الغربية وغزة .
وأكد الشيخ يوسف ان موقفاً كهذا لن يكون مقبولاً على شعبنا ، لانه يريد دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً بين كافة اراضيها ، لا ان تكون جزراً معزولة ، ولن نقبل بأي حال أقل من ذلك ومن حقنا ان نبقي على نضالنا ومقاومتنا وصولاً الى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ....
وأعاد القيادي في حركة " حماس " مطالبته للسلطة الوطنية الفلسطينية بعدم التنسيق مع الجانب الاسرائيلي بشأن " خطة فك الارتباط " بإعتبارها خطة أحادية الجانب ، معرباً عن استغرابه من لقاءات التنسيق الفلسطينية - الاسرائيلية ازاء هذه الخطة ، وقال " لقد دعينا من البداية ومعنا جميع القوى الى عدم التسارق مع خطة شارون ، لان هذه الخطة ستتيح لاسرائيل الاستفراد بأراضي الضفة الغربية وبالقدس ، وستحول مدننا الى جزر معزولة عن بعضها البعض ، وعليه كان على الجانب الفسطيني ان يقطع جميع اتصالاته مع الجانب الاسرائيلي .
ويرى الشيخ يوسف سلوك السلطة بالتنسيق بأنه سلوك يساهم في ترسيخ الاجندة الاسرائيلية على الارض .... وحول زيارة رايس الاخيرة قال القيادي في حماس : " لم نراهن كثيرا على هذه الزيارة ، وما سمعناه هو ان الجانب الفلسطيني كانه ينتظر اجوبة اسرائيلية على عدد من القضايا مثل المطار ، والميناء ، والممر الآمن وغيرها ، لكن ما علمنا هو ان الجانب الفلسطيني تلقى اجوبة سلبية .
اما د. حنان عشراوي - النائب في المجلس التشريعي ، وامين عام " مفتاح " فقالت ان تصريحات المسؤول في الخارجية الاسرائيلية تدلل على نوايا اسرائيل الحقيقية من التخلص من غزة في مقابل استفرادها بالضفة الغربية وضم القدس والحاقها بالكامل ، واضافت د. عشراوي :
(( لهذه التصريحات دلالات تفضح ما قاله فايسغلاس ، مدير مكتب شارون قبل اشهر ، حين صرّح بأن خطة " فك الارتباط " هي تحايل على اية عملية سياسية بما في ذلك " خارطة الطريق " ... وأكدت عشراوي على ضرورة الربط الجغرافي بين الضفة الغربية وغزة ، وهو ما تم نقاشه مع رايس في زيارتها الاخيرة ، وبدون هذا الربط ، فإن غزة ستتحول الى سجن كبير .
من ناحيتها قالت ديانا بطّو المستشارة القانونية ل م . ت . ف ، ان الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي لم يتوصلا بعد الى اتفاق بخصوص الممر الآمن الذي سيربط بين قطاع غزة والضفة الغربية ... وقالت : (( الاتفاق القائم على وجود هذا الممر ، لكل بأي شكل وبأي كيفية هذا مالم يتم التوصل اليه )) ...
ونفت بطّو ان يكون هناك تنسيقاً مع الجانب الاسرائيلي بخصوص خروجهم من غزة ، " هم طلبوا التنسيق ، لكننا لن ننسق في اي موضوع اذا كان الهدف تحويل قطاع غزة الى سجن كبير ... واتهمت بطّو الاسرائيليين وكذلك الاميريكيين بأنهم لا يريدون انسحاباً ناجحاً من قطاع غزة .