الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

اختتام سلسلة ورش حول الثقافة اليابانية في جامعة النجاح

نشر بتاريخ: 20/11/2011 ( آخر تحديث: 20/11/2011 الساعة: 13:14 )
نابلس- معا- جرى في جامعة النجاح الوطنية اختتام سلسلة ورش حول الثقافة اليابانية وذلك بالتعاون ما بين مكتب مساعد الرئيس لشؤون الخريجين وبرنامج التبادل الشبابي الدولي (زاجل) التابع لدائرة العلاقات العامة في الجامعة.

وتأتي هذه الورش ضمن الجهود المبذولة لتعريف الطلبة بالثقافات العالمية والاستفادة من تجاربها وعاداتها وتقاليدها في تعزيز الحوار العالمي من أجل المزيد من التفاهم بين الشعوب.

وضمن هذا السياق، تم تنظيم ثلاث ورش، قام خلالها السيد يوكي اونجو بتقديم عروضه التقديمية حول العادات والتقاليد في اليابان، فن الاوريغامي الياباني ودور التربية والتعليم في النهوض بالأمة اليابانية.

في الورشة الأولى، تم تعريف الحضور على العادات والتقاليد في اليابان، هذا البلد الذي تميز بعادات وتقاليد منسجمة مع الفلسفة والحضارة اليابانية، حيث تعرف الحضور على أهم التقاليد والعادات التي تميزت بها الحضارة اليابانية عن غيرها من الحضارات.

وتطرق أ. اونجو إلى نظام المعيشة وفن العمارة والدين والتاريخ الياباني وعزلة اليابان لمدة قرنين عن العالم الخارجي ومنع التجارة الدولية من أجل تقوية العامل الذاتي وتطوير الثقة بالنفس والتي قادت إلى المعجزة اليابانية.

أما المحاضرة الثانية فقد كانت حول فن الاوريغامي الياباني (فن طي الورق) حيث تم تدريب ستين طالب وطالبة من طلبة الجامعة على فن الاوريغامي الياباني وذلك للتعريف بهذا الفن المنبثق من تاريخ الحضارة اليابانية وثقافاتها المتعددة والفلسفة التي يقوم عليها هذا الفن في الحضارة اليابانية، وقد نال هذا التدريب اهتمام الطلبة الذين تعرفوا وتدربوا على بعض التطبيقات العملية لهذا الفن.

ومن اجل التعرف على التجربة اليابانية ودور التربية في النهوض بالأمة اليابانية والتغلب على الكوارث التاريخية التي لحقت بالشعب الياباني، تم تنظيم عرض تقديمي للاستفادة من هذه التجربة الفريدة والتعرف على دور الفلسفة اليابانية في صناعة حاضر ومستقبل الثقافة اليابانية ومعجزتها الاقتصادية، حيث تناول ا. اونجو، التجربة اليابانية الفريدة في مجال التربية والتعليم والتي ساهمت في تغلب الشعب الياباني على ما لحق به من ويلات وآلام وكوارث طيلة السبعين عاماً الماضية.

واستعرض ا. اونجو، في عرضه التقديمي الكوارث الثلاث الأكبر في تاريخ اليابان المعاصر، ابتداءً بكارثة الحرب العالمية الثانية في هيروشيما ونجازاكي وزلزال كوبي وكارثة تسونامي الأخيرة، هذه الكوارث التي أدت إلى دمار شامل في البنية التحتية اليابانية إلا أنها لم تؤثر على البنية التربوية في اليابان، حيث استطاعت هذه البنية الحفاظ على ثقافة وتقاليد الشعب الياباني في اشد الظروف حلكة وساهمت في صناعة حاضر ومستقبل الثقافة اليابانية ومعجزتها الاقتصادية.

وتحدث اونجو عن السبب الكامن وراء قدرة اليابان على استئناف الحياة بعد كل كارثة طبيعية أو بشرية ألا وهو نظام التربية والتعليم المتبع في مختلف مدارس اليابان.

وتحدث عن المدارس اليابانية ودورها في التنمية البشرية الهادفة إلى تزويد الطلبة بالخبرات والفرص المنوعة وليس فقط معرفة الأدب واللغات، حيث يخضع الطلبة اليابانيون لدروس تطبيقية منوعة في مجالات البيئة والموسيقى والهندسة والطبخ أيضا، وعندما يصل الطلبة للمدارس الثانوية يتعلمون الهيكلية في المجتمع والأسرة واحترام الآخر مما يساعدهم على العمل في بيئة اجتماعية منسجمة مما يزيد من وعيهم بثقافتهم وعاداتهم.

كما تطرق اونجو إلى بيئة العمل العمودية وكذلك احترام الشركة التي يعمل بها الموظف والدفاع عن مصالحها والتفاني في خدمتها ووضع المصلحة العامة قبل المصلحة الشخصية.

وأضاف أ. اونجو أن هذه الفلسفة هي التي تساعد الامة اليابانية على الصمود عندما تتعرض لأزمة أو كارثة، فعندما وقعت الكوارث الشهيرة الثلاث في اليابان، وضع اليابانيون مصلحة اليابان قبل المصالح الفردية، وكان الشعب الياباني متحداً وعمل بسرعة على الاستشفاء من هذه الكوارث

الطالبة ميسر ابو خليل من كلية الإعلام، تحدثت عن أهمية تنظيم هذه اللقاءات وقالت: إنها فرصة لنا للتعرف على تجربة الشعب الياباني وقدرته على الصمود في مواجهة الأزمات، كما تعرفنا على أخلاقيات التعامل في الحياة العملية في اليابان.