مسودة قانون يجبر اللاعبين الفلسطينيين الاعتراف بـ يهودية اسرائيل
نشر بتاريخ: 20/11/2011 ( آخر تحديث: 20/11/2011 الساعة: 19:58 )
رام الله - معا - ترجمة دائرة الاعلام باتحاد كرة القدم - مسودة مشروع القانون الذي تقدم به عضو الكنيست اليميني المتطرف ميخائيل بن آري (حزب الاتحاد الوطني) للكنيست والذي بموجبه يتوجب على لاعبي كرة القدم من الفلسطينيين العرب في إسرائيل في المنتخب الوطني الإسرائيلي إنشاد النشيد "الوطني" الاسرائيلي "هتكفا" والاعتراف بإسرائيل كدولة لليهود، من شأنه في حالة اقراره أن يضعف فريق اسرائيل الأول لكرة القدم ويؤدي الى مزيد من العزلة الدولية على إسرائيل.
بن آري الذي ورث العقلية السياسية للحاخام المتطرف الرئيس السابق لـ "عصبة الدفاع اليهودية" مئير كهانا تقدم بمقترح القانون فور عودة الكنيست من عطلتها الصيفية والتي دامت 3 أشهر، ويأتي مشروع القانون هذا في سياق عدة مشاريع قوانين تقدم بها عدد من السياسيين اليمينيين المتطرفين ومنهم وزير الخارجية افيغادور ليبرمان، هدفها إجبار الفلسطينيين على إعلان الولاء لإسرائيل والإعتراف بهويتها اليهودية كشرط للمواطنة.
وفيما لو جرى إقرار قانون بن أري فإن هذا يعني انسحاب 3 من أبرز اللاعبين الفلسطينيين من صفوف المنتخب الإسرائيلي الأول.
إن هدف مشروع بن آري كغيره من المشاريع المشابهه هو التأكيد على "يهودية " إسرائيل وشخصيتها "اليهودية" لإستثناء الفلسطينيين العرب المواطنين في مناطق عام 48 من كثير من حقوق المواطنة، ويسير اقتراح بن آرييه وبتناغم كامل مع سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي تطالب الفلسطينييين بالاعتراف بإسرائيل دولة لليهود في إطار التسوية السلمية للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، وإن فرض هذا المطلب يرمي الى الاعتراف بالـ"الحق" اليهودي التاريخي للاستيطان بفلسطين والتصدي لمطلب الفلسطينيين العادل بحق العودة إلى مناطق ما قبل حدود عام 1967.
واقتراح بن آري، الذي يثير جدلاً حاداً في إسرائيل، يتباين بشكل صارخ مع الممارسات المقبولة والمتفق عليها في فرق كرة القدم القوية في ألمانيا وفرنسا مثلاً، حيث يمتنع اللاعبون من المهاجرين والأجانب من إنشاد النشيد الوطني للدولة التي يلعبون في إطار منتخبها الوطني، وقد لاحظ مدرب المنتخب الوطني الألماني يواكيم لوف أن اللاعبين يتضامنون مع ألمانيا بقدر ما يتضامنون مع تراثهم الوطني.
وفي تعليق لاذع في صحيفة هآرتس كتب المعلق الرياضي الاسرائيلي أوزي دان مقالة بعنوان رئيسي "الرياضة والعنصرية" وبعنوان فرعي يقول "هتكفا" (الأمل بالعبرية) وأوبر ألس (النشيد الوطني النازي) جاء فيه إن اقتراح بن أري باعتراف اللاعبين العرب الإسرائيليين بيهودية دولة إسرائيل فيه من الغرابة بقدر ما فيه من الخطورة، أما الشق الثاني من مشروع بن آري الذي يطالب بإجبار العرب اللاعبين في الفريق الإسرائيللي على إنشاد النشيد الإسرائيلي فهو مثال جيد على الفاشية، ويضيف دان " اليوم إن كل شيء ممكن، فإذا أصبح مشروع قانون بن آري قانوناً فإن إسرائيل التي كانت دوماً تفخر بفصلها السياسة عن الرياضة ستصبح الدولة الوحيدة على وجه الكرة الارضية التي لديها قانوناً عنصرياً من هذا النوع".
وإذا جرى فعلاً إقرار القانون العنصري هذا فإن اسرائيل على الأغلب ستواجه عقوبات من قبل اتحاد كرة القدم الدولي الـ" فيفا " والإتحاد الاوروبي لكرة القدم الـ" UEFA"، آخذاً بعين الإعتبار أن إسرائيل تلعب منذ العام 1994 في المنافسات الأوروبية بعد أن خرجت من الإتحاد الآسيوي لكرة القدم قبل ذلك بعدة سنوات لإمتناع الفرق الشرق أوسطية عن اللعب معها، كما ستواجه على الأغلب تحديات قانونية في محكمة التحكيم الرياضي الدولية "CAS".
وقال المعلق الرياضي لصحيفة هآرتس أوزي دان " إن القضية هنا أن الفريق الوطني الإسرائيلي بحاجة للعرب الإسرائيليين أكثر من حاجتهم إليه، وإن اسرائيل تعتمد عليهم وسيكون الفريق الإسرائيلي في وضع سيء جداً بدونهم، ولهذا فإن بن آري ليس عنصرياً فقط وإنما يقوم بتخريب منتخب إسرائيل لكرة القدم".
وجاءت أهمية اللاعبين الفلسطينيين عندما رفض عباس صوان في العام 2005 إنشاد النشيد الإسرائيلي "هتكفا" قبل بدء إحدى المباريات على إستاد رامات جان خلال تصفيات كأس العالم 2006، حيث حقق خلال لحظات ما عجز السياسيون عن تحقيقه خلال نصف قرن: لقد وحد الإسرائيليين العرب واليهود بإحرازه هدف التعادل في المباراة مع المنتخب الايرلندي وهي التي شكلت الفرصة الوحيدة لإسرائيل على مدى 35 لتأهل لنهائيات كأس العالم، وحمل صوان في أعقاب هذه المباراة لقب "المتعادل" وجعلت منه بطلاً في إسرائيل بل وذهب الاسرائيليون إلى أبعد من ذلك إذ حملت إعلانات اليانصيب في إسرائيل آنذاك صورته بابتسامته الساحرة وأسنانه ناصعة البياض.
إلا أن هذا الشعور بالوحدة لم يدم طويلاً فعندما وطأت قدمي صوان الملعب في إسرائيل أسبوعا واحداً بعد تحقيقه هدف التعادل أمام إيرلندا وبصفته كابتناً للفريق العربي الإسرائيلي "إتحاد أبناء سخنين" والذي كان يلعب آنذاك ضد فريق نادي "بيتار" الأكثر يمينية وتطرفاً في إسرائيل وجهوا إليه كلما لمست الكرة قدمية هتافاً يقول "صوان إنك لا تمثلنا" فيما كتب على يافطة كبيرة في المدرجات "إننا نكره جميع العرب".
ويعتبر صوان من المدافعين عن التسامح بين الفلسطينيين والإسرائيليين وعن الدولة الفلسطينية المستقلة ويطالب بإيجاد حل لمطالب الفلسطينيين بالعودة الى بيوتهم وأراضيهم التي شردوا منها عند قيام إسرائيل، وكان تعليقه على ما وجهه إليه الجمهور اليهودي المتعصب بالقول "إنني أتجاهلهم .. إنهم لا يستحقون أدنى انتباه .. إنهم يحاولون تصويري على أنني عربي في دولة لليهود .. إنهم يحاولون تصنيفي في مجموعه واحدة ... إلا أنني أمثل العرب واليهود معاً".
نادي إتحاد أبناء سخنين الذي ينتمي له صوان قصة بحد ذاتها، فالنادي مثالاً للتعايش فأعضائه خليط من العرب واليهود والأجانب، وفريق إتحاد سخنين لكرة القدم هو الفريق العربي – الإسرائيلي الأول الذي توج بطلاً في إسرائيل، فيما تشبه المباريات التي يلعبها فريق نادي بيتار – القدس ساحات معارك الشرق الأوسط ويتكون معظم مشجعيه من اليهود الشرقيين الذين ينظر إليهم في إسرائيل على أنهم المشجعون السيئون لكرة القدم.
ويحظى نادي بيتار بدعم من قادة الجناح اليميني المتطرف في إسرائيل مثل نتنياهو، ويعود النادي بجذوره إلى حركة الشباب الصهيوني. وفاجئ مشجعيه الإسرائيليين عندما رفضوا الوقوف دقيقة صمت في ذكرى إغتيال رئيس الوزراء السابق إسحق رابين الذي وقع بدوره إتفاقية السلام مع الفلسطينيين.
حروب بيتار وصلت إلى الملاعب عندما لعب فريقه ضد نادي إتحاد أبناء سخنين، حيث هتف مشجعو بيتار بشعارات عنصرية ضد العرب وأساءوا الى الرسول الكريم، وكردة فعل هتف المشجعون العرب بشعارات ضد الإسرائيليين.
بقلم: جيمس دورسي (مؤسس مدونة كرة القدم في الشرق الاوسط)