الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

"باديكو" تختتم مشاركتها في المؤتمر السنوي لجامعة هارفارد الامريكية

نشر بتاريخ: 20/11/2011 ( آخر تحديث: 20/11/2011 الساعة: 18:05 )
رام الله- معا- شاركت شركة فلسطين للتنمية والاستثمار "باديكو القابضة"، ممثلة بالرئيس التنفيذي سمير حليله ومديرة العلاقات العامة هبة درويش في المؤتمر السنوي لجامعة هارفارد، الذي عقد في مدينة كامبردج بولاية ماساتشوستس الاميركية في الفترة 10 – 13 تشرين الثاني الجاري، تحت عنوان "الثورات العربية: ماذا بعد"، بمشاركة عدد كبير من طلبة وأساتذة الجامعة ونخبة من الاكاديميين ورجال الاقتصاد والسياسة من مختلف انحاء العالم.

وركز المؤتمر هذا العام على دوافع وخلفيات الثورات في البلدان العربية، خصوصا على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، وتداعياتها وتأثيراتها المحتملة على فرص النمو الاقتصادي، ودور المجتمع الدولي في دعمها، بما في ذلك التمويل سواء من الدول ثنائيا، أو من مؤسسات التمويل الدولية، إضافة الى تأثير هذه الثورات في خلق فرص لقيام أنظمة ديمقراطية، وتحسين ظروف المعيشة على كافة الاصعدة: التعليمية، والصحية، والغذائية، وعلى بيئة الاعمال.

وتحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، وتحدث في الجلسات الرئيسية عدد من الشخصيات من بينها د. محمود جبريل رئيس الوزراء السابق للمجلس الانتقالي الليبي، ومروان المعشر وزير الخارجية الاردني السابق، وتوكل كرمان، الصحفية اليمينية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، وعارف نقفي الرئيس التنفيذي لأبراج كابيتال، وكارلوس غصن الرئيس التنفيذي لشركة رينو نيسان، وشارك في الجلسات المتخصصة مجموعة كبيرة من المتحدثين المميزين على مستوى العالم العربي في مجالات الاقتصاد والصحة والمرأة والريادة.

وشارك حليله في جلسة قطاعية متخصصة بعنوان "دور المؤسسات المالية في تحفيز النمو"، تحدث فيها كل من سمير حنا الرئيس التنفيذي لبنك عودة من لبنان، وفريديريك سيكر، شريك في أبراج كابيتال من دبي، وأدار الجلسة د. بيتر أولسون المحاضر في كلية إدارة الاعمال في جامعة هارفارد.

وركز حليله في مداخلته على أهمية المرحلة التي يمر بها العالم العربي وضرورة وضع خطة انتقالية طارئة قصيرة المدى تهدف الى خلق فرص عمل أولاً سريعاً بالتوازي مع توفير الأمن والاستقرار السياسي في هذه الدول، ومن ثم الحديث عن خطط متوسطة وطويلة الأمد.

وعرض حليله مقارنة سريعة بين ما يحدث في بعض الدول العربية حالياً على المستوى الاقتصادي والتحديات التي واجهت الفلسطينيين في العام 1994، والتي تمثلت في تحدي بناء اقتصاد جديد، ما تطلب فترة انتقالية وخطة قصيرة الأمد من أجل تفادي النتائج السلبية لهذا النوع من التحولات، وهي مرحلة تطلبت مشاركة فلسطينيي المهجر في تلك العملية وتوظيف خبراتهم وأموالهم لتطوير الاقتصاد الفلسطيني، معتبرا أن قصة "باديكو القابضة" هي أكبر مثال على هذا النوع من المشاركة والانتماء.

وأضاف حليله أن القطاع الخاص والمؤسسات المالية بحاجة إلى توفير ضمانات ضد المخاطر السياسية في هذه المرحلة وأخرى ضد المخاطر التجارية للمساهمة في تحفيز القطاع الخاص للتدخل في الدول التي تشهد تحولات وعدم استقرار على المستويين السياسي والاقتصادي، وهي ضمانات يمكن الحصول من مؤسسات دولية مثل مؤسسة ضمان الاستثمار "ميغا" التابعة للبنك الدولي، وأوبك الأمريكية.

وقال حليله إن القطاع الخاص العربي استخلص العديد من الدروس والعبر المستفادة من الثورات العربية، أهمها ضرورة تعزيز مبادئ الحوكمة والشفافية في العلاقة بين القطاع الخاص والحكومات، إضافة إلى ضرورة التركيز على دور أكبر تجاه المجتمع وتنفيذ برامج مسؤولية اجتماعية تنموية جادة من أجل إحداث تغيير حقيقي في مختلف المجالات وأبرزها التعليم.

ودعا الطلبة العرب الذي شاركوا في المؤتمر للعودة إلى أوطانهم التي تحتاج إلى قدرات الشباب في رسم معالم مستقبلها، وتوظيف علمهم وخبراتهم من أجل إحداث تغيير حقيقي في النهضة والتنمية، خاصة أن على القدرة على التغيير متوفرة الآن مؤكداً على أن عودة عرب المهجر ومساهمتهم في بناء دولهم من أهم شروط تحقيق النهوض والتطور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في تلك الدول.

كما تحدث حليله عن دور "باديكو القابضة" في مسيرة الاقتصاد الفلسطيني، ليس فقط في تنوع استثماراتها ومشاريعها التي تغطي مختلف القطاعات الاقتصادية وما ولدته من فرص عمل، وإنما أيضا في دعم وتجسيد قيم الممارسات المثلى والأخلاقيات في مجال الأعمال.

وشاركت "باديكو القابضة" في اليوم التوظيفي الذي عقد على هامش المؤتمر، وجمع طلبة الجامعة مع كبريات الشركات حول العالم، لتكون بذلك أول شركة فلسطينية تشارك في هذا الحدث، وتهدف "باديكو القابضة" من وراء هذه المشاركة إلى الترويج للاقتصاد الفلسطيني أولا، وتعريف الطلاب الفلسطينيين والعرب والدوليين في هارفارد بالفرص المتاحة في فلسطين مع تغيير صورتها النمطية، بالإضافة إلى استقطاب كوادر على درجة عالية من الكفاءة للعمل في مشاريعها واستثماراتها المختلفة، باعتبارها كبرى المجموعات الاستثمارية في فلسطين.

كما عقدت "باديكو القابضة"، على هامش المؤتمر، عدداً من اللقاءات مع مسؤولين وأكاديميين في جامعة "هارفارد" لبحث سبل التعاون المشترك في عدة مجالات، وذلك ضمن رؤية باديكو القابضة ومنظورها حول الإسهام في برامج لردم الهوة بين مهارات التعليم ومتطلبات سوق العمل لخريجي الجامعات الفلسطينية، وفحص إمكانية الاستفادة من الخبرات الموجودة في هارفارد في هذا المجال.

وتطرق النقاش الى إمكانية تنفيذ برامج مشتركة بين "باديكو" والجامعة تشمل عقد سلسلة محاضرات للطلبة في فلسطين يقدمها أساتذة من "هارفارد "عبر الفيديو كونفرنس، وبرامج لإشراك خريجي "هارفارد" في برامج تدريب للطلبة الفلسطينيين في "باديكو" والشركات الفلسطينية خلال فترة الصيف، إضافة إلى دعم "باديكو" لبرنامج الزيارة السنوي، الذي يشمل زيارة مجموعة من طلبة "هارفارد" ومعهد جون كيندي للسياسات العامة إلى فلسطين للتعرف على مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. كذلك، جرى بحث إمكانية التعاون مع كلية التعليم المستمر في الجامعة لاستضافة أشخاص يشغلون مناصب متقدمة في القطاع الخاص الفلسطيني، وتدريبهم ضمن برامج مكثفة في مجالات إدارية مختلفة.