الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

منتدى فلسطين الدولي للأعمال يختتم فعاليات مؤتمره السنوي السادس

نشر بتاريخ: 20/11/2011 ( آخر تحديث: 20/11/2011 الساعة: 19:24 )
منتدى فلسطين الدولي للأعمال يختتم فعاليات مؤتمره السنوي السادس
رام الله- ستوكهولم -معا- عَقد منتدى فلسطين الدولي للأعمال مؤتمره السنوي السادس لهذا العام، في الثامن والتاسع من تشرين الثاني الجاري، في العاصمة السويدية ستوكهولم، بحضور وزيرة التجارة السويدية، أيفا بيورلينغ، وسفيرة دولة فلسطين لدى السويد هالة حسني فريز، ورئيس مجلس إدارة منتدى فلسطين الدولي للأعمال، سمير حليلة، إضافة لعدد من الشخصيات الاقتصادية الاعتبارية الفلسطينية، الأوروبية، والعالمية، لتسليط الضوء على أهمية الاستثمار برأس المال البشري كجزء أساسي من عملية بناء الاقتصاد الفلسطيني المستدام والدولة الفلسطينية.

وافتتح رئيس مجلس إدارة المنتدى، سمير حليلة فعاليات المؤتمر بكلمة أكد فيها على أهمية التفاعل مع التغيرات الجارية في المنطقة، والتعامل مع القدرات الشبابية على أنها محور التغيرات المستقبلية؛ وقال: "نحن كشخصيات في قطاع الأعمال نعمل اليوم في بيئة اقتصادية وسياسية متغيرة بسرعات وأشكال مختلفة، وحان الوقت لأن نعتبر مما سلف من ممارسات سياسية واقتصادية مغلوطة، ولخلق مسافة فاصلة ما بين القطاع الخاص والأنظمة الحاكمة وبلورة شراكة استراتيجية ما بين الطرفين مبنية على أُسس الشفافية حتى لا يساء تفسير هذه العلاقة، ويقع القطاع الخاص ضحية التغيرات السياسية وسياسات الأنظمة. وأضاف: "أن سرعة نمو القطاع الخاص باتت اليوم أسرع من نمو الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الحكومات وعلى رأسها التعليم، الأمر الذي خلق فجوة كبيرة ما بين متطلبات سوق العمل والأنظمة التعليمية؛ وهنا يقع على عاتق القطاع الخاص الفلسطيني مسؤولية المساهمة في تنمية وتلبية الاحتياجات الاجتماعية الحقيقية للمجتمع ومطابقتها مع متطلبات الواقع التنموي والاقتصادي".

وعلى الصعيد السياسي أكد حليلة التزام القطاع الخاص الفلسطيني بضرورة إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة بطرق سلمية. وقال: "نحن اليوم أمام قيادة إسرائيلية لا تشير بأي نوايا لإنهاء الصراع، الأمر الذي دفعنا للذهاب للأمم المتحدة من أجل إعادة وضع القضية الفلسطينية على أجندة المجتمع الدولي، وليس لدينا أدنى شك أن العودة للمفوضات المشروطة هو أساس العملية السلمية".

وأضاف: "أن اتجاه الإدارة الإسرائيلية لليمين المتطرف يحتم على الجانب الفلسطيني والقطاع الخاص أن يمارس دور ضغوط واسعة على الجانب الإسرائيلي لشرح وتوضيح الموقف الفلسطيني للعمل على إنهاء الاحتلال لتكون هذه النقطة مدخل لأي تعاون". وأشار إلى أن تقوية مناعة الجسم الفلسطيني تكمن عبر الإسراع في المصالحة وإجراء انتخابات تشكل أهم نقطة بعد اللجوء للأمم المتحدة.

بدورها، أشارت وزيرة التجارة السويدية، أيفا بيورلينغ إلى أن الدور السويدي والأوروبي يدعم المسيرة السلمية بالشرق الأوسط دعما كاملا، ويؤمن بوضع خطط زمنية من أجل العودة للمفوضات ما بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وعن دور القطاع الخاص بالمسيرة السلمية، أكدت بيورلينغ أن التغير على الأرض قد بات أساسيا اليوم على المستويات السياسية، والاجتماعية، والثقافية، إضافة إلى الاستثمار بالشباب عبر رفد مستوى التعليم أولا من أجل التفاعل مع متطلبات المراحل المستقبلية الذي يعتبر أساس التغير. وقالت بيورلينغ: "إن دور القطاع الخاص بتفعيل دور المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات والشركات، يشكل أساس الوصول للتنمية المستدامة والتي يجب أن تسلط الضوء على مبادئ حقوق الإنسان، البيئة، مكافحة الفساد، وحقوق العمال".

الشباب الفلسطيني والتحديات الواقع الاقتصادي
وسلطت الجلسة الأولى للمؤتمر الضوء على مفاهيم الإبداع من أجل النمو، وقدم فيها السيد بيورن نيلسون من الأكاديمية السويدية الملكية للهندسة والعلوم تصور عام حول الواقع السويدي، الذي سعى عبر السنوات الماضية لخلق قصص نجاح كبيرة في هذا السياق، إلا أنه وعبر دراسات عدة أظهرت أن الطريق لا يزال طويلا أمام عدد كبير من الشركات السويدية من أجل الرقي بالمفهوم الإبداعي التنموي، وأن الشركات الدولية قد تلعب دوراً كبيراً في خلق واقع تفاعلي ما بين الدول من أجل تبادل الخبرات والإبداعات.

وقدمت مديس خوري، من مصنع بيرة الطيبة الفلسطينية تصورا حول واقع المصانع الفلسطينية والمعيقات التي تواجهها في ظل ممارسات الاحتلال، الأمر الذي يؤثر سلبا على قدرات هذه المنشآت الإبداعية. وقالت: "نحن نوظف قدرات فلسطينية ذات خبرات عالية في مجالاتها، ونعمل دائما على تطوير أعمالنا إلا أننا في أغلب الأحيان نواجه بعوائق يضعها الاحتلال أمامنا تحد من قدراتنا الإنتاجية، الإبداعية، أو حتى التطويرية".

واقع الشرق الأوسط ودور الاتحاد الأوروبي
وقدم السيد بيتر شتاين، من شركة شتاين للاستشارات الاقتصادية في السويد، جلسة خاصة حول واقع الشرق الأوسط ما بين اليوم والغد، التي أوضح عبرها عددا من التحديات والفرص التي تواجه المنطقة من النواحي الاقتصادية، وقد كان أبرز الفرص والتحديات التوزيع الديمغرافي للسكان بالمقارنة مع احتياجات سوق العمل، حيث أن تزايد أعداد السكان بالمنطقة بات يرفع نسب البطالة، لا سيما أن منطقة الشرق الأوسط تعتبر منطقة شابة بالرجوع إلى متوسط الأعمار الأمر الذي قد يتسبب بخلق تشوه كبير في النسيج الاجتماعي.

وتعقيبا على هذا، أكد جون جت رتر، مندوب الاتحاد الأوروبي في القدس على أهمية التفاعل والتعاون ما بين الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية لتضافر الجهود من أجل العمل على تفعيل دور الشباب لخلق واقع اجتماعي اقتصادي مختلف مبني على أسس التنمية المستدامة.

بدوره، أكد حليلة أهمية خلق علاقة تفاعلية ما بين الفلسطينيين والاتحاد الأوروبي مبنية على أسس شراكة دولية لا على أسس دعم مالي وتمويلي بحت، ولا تأخذ بعين الاعتبار التغيرات الحقيقية على أرض الواقع. وقال: "إن مراكز صناعة القرارات الدولية لم تُعد النظر بالمنطقة بعد التغيرات الكبيرة التي مرت بها، ولم تستوعب هذه التغيرات، إلا أننا وبعد الربيع العربي الذي قاده شباب عربي يطمح للتغيير بات مطلوب من هذه المؤسسات إعادة النظر برؤيتها في المنطقة وتعديل جميع اتفاقيات التجارة الحرة ما بين الشمال والجنوب؛ لأننا اليوم لا نبحث عن ممولين وإنما شركاء وأصدقاء داعمين".

تحديات التعليم والشبكات الاجتماعية الجديدة
كجزء من تفاعل المؤتمر مع الواقع الحالي للشباب ورأس المال البشري، سلطت فعاليات المؤتمر لليوم الثاني الضوء على الفجوة ما بين متطلبات سوق العمل الجديدة والأنظمة التعليمية، حيث أشار سعادة السفير ثيدور قطوف، الرئيس التنفيذي لمؤسسة أميديست الهادفة للعمل في المجالات الأكاديمية وبالأخص مجال الأبحاث في الشرق الأوسط، إلى أن منطقة الشرق الأوسط وتحديدا فلسطين تسجل بالأغلب مستويات مرتفعة بنسب التعليم والعلامات بالمقارنة مع بقية العالم، الأمر الذي يؤكد رغبة الأفراد بالتعلم، وبالتالي يجب تطوير المفاهيم التعليمية لتغطية متطلبات السوق.

ومن أجل تسليط الضوء على الشبكات الاجتماعية الجديدة على الشبكة العنكبوتية ودورها في تطوير التعليم، قدمت جوانا فريلين، الرئيس التنفيذي لجامعة يهبر أيلدن السويدية، عرضا عن جامعتها التي تعمل على تقديم برامج متطورة في مجالات التكنولوجيا الرقمية كأحد متطلبات العصر الأساسية، والجيل الجديد ومتطلباته التي تختلف عن الجيل القديم.

وأكدت فريلين على أن متطلبات الجيل الحالي تغيرت بصورة جذرية فقد بات على إطلاع دائم على جميع التغيرات حوله، ويسعى وبشكل كبير لبناء مجتمع يهتم بالعائلة والمتطلبات الاجتماعية الأساسية، ويسعى للتواصل المستمر بالمحيطين بهم، والأهم من هذا يعتبر أن رأس المال يتمحور حول المعارف الشخصية والإطلاع على القضايا الاجتماعية المحورية.

وأكد أـنيس أبو هاشم مدير عام مكتب أميديست في غزة، على أهمية تطوير النظام التعليمي بما يتماشى ومفاهيم العدالة الاجتماعية ومتطلبات السوق من أجل خلق رأس مال بشري أساسي لنجاح عالم الأعمال على المدى القصير والبعيد، إضافة للتفاعل مع المتطلبات الاجتماعية الحالية والتي باتت تلعب دور أساسي في تشكيل المجتمعات على المستويات السياسية، الثقافية، والاجتماعية.

وقال إياد جودة، مدير عام شركة حلول التنمية الاستشارية: "بعد التطور العلمي الجديد، والحياة السريعة الأخيرة، يظهر جليا على المرء أن الإنسان أصبح الاستثمار الأكثر أهمية، والأكثر حيوية، حيث أصبح من الضروري جدا الآن الدخول بشراكات مع مؤسسات عالمية أكاديمية واستقطابها لفلسطين، لرفع مستويات التعليم العالي وذلك لسد الثغرات بين متطلبات سوق العمل وما تقدمه مؤسسات التعليم الفلسطينية".

حول منتدى فلسطين الدولي للأعمال:
إن منتدى فلسطين للأعمال كان قد أٌطلق عام 2005، بمبادرة تسجيل مؤسسة غير ربحية سويدية تطمح لخلق شرق أوسط ينعم بالسلام والرفاه الاقتصادي والاجتماعي، عبر دعم القطاع الخاص الفلسطيني كإحدى ركائز الاقتصاد المستدام. ويعتمد منتدى فلسطين الدولي للأعمال على ميثاق مبادئ تم التوقيع عليه من قبل جميع أعضاء المنتدى؛ وينص على حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، وإن إنهاء الاحتلال هو أساس التطور والتنمية المستدامة، وأن القطاع الخاص هو أساس التنمية والتطور الاقتصادي المستدام، كما وأن حرية حركة الأفراد والبضائع هي أحد أهم ركائز البيئة الاقتصادية المستقرة، وتبني مبادئ المساواة؛ حقوق الإنسان، والمسؤولية الاجتماعية للمنشآت الاقتصادية التي تعتبر أساس تطور الاقتصاد الفلسطيني وانخراطه بالاقتصاد العالمي.