الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

اختتام المؤتمر الاقتصادي الدولي "نحو سياسات اقتصادية فلسطينية بديلة"

نشر بتاريخ: 20/11/2011 ( آخر تحديث: 21/11/2011 الساعة: 11:30 )
رام الله- معا- اختتم مركز فؤاد نصار لدراسات التنمية، اليوم الأحد، فعاليات مؤتمره الاقتصادي الدولي الأول بعنوان "نحو سياسات اقتصادية فلسطينية بديلة"، استنادا إلى تجارب اقتصادية دولية ومحلية من منظور يساري، الذي عقد في قاعة "الليدرز" برام الله، بمشاركة مفكرين اقتصاديين دوليين وعرب وخبراء اقتصاد محليين، وسط اهتمام ملحوظ من وسائل الاعلام المحلية، وحضور جمهور متنوع من المهتمين.

وأطلق المؤتمر حواراً مهماً لتلمس سياسات اقتصادية فلسطينية بديلة عن تلك التي اتبعتها الحكومات الفلسطينية المتعاقبة، والتي تآثرت انطلاقا من "فكر الاقتصاد الحر" بسياسات ومناهج الليبرالية الجديدة، والتي تتعرض لاخفاقات هائلة في بلدان المنشأ التي ظهرت فيها.

وتعرض المؤتمر إلى المناهج الجديدة في مواجهة الليبرالية الجديدة، والتي حاضر فيها الاقتصادي الروسي د. بوريس كاجارلتسكي .

|155059|وعرض المؤتمر عدداً من التجارب والنماذج الدولية المتنوعة في الحقل الاقتصادي والاجتماعي، حيث عرض الضيف الصيني د.ليو يوفا تجربة الحكومة الصينية في دعم وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، فيما عرض عضو البرلمان السويدي ياكوب جونسون دور النقابات والتعاونيات، في اقتصاد السوق الاجتماعي في السويد.

وناقش الضيف البرازيلي د. ماركو جبورا دور السياسات المالية والحكومية في اقتصاد السوق الاجتماعي البرازيلي.

وناقشت الورقة البحثية التي قدمها د. ابراهيم العيسوي من مصر، والتي تلاها بالنيابة عنه د. عبد المجيد سويلم، النموذج التنموي الجديد في مصر بعد انهيار النموذج الاقتصادي السابق، والذي عبرت ثورة يناير عن رفضه، في ظل الجدل الدائر الآن حول مستقبل مصر.

كما بحث المؤتمر السياسات الاقتصادية للسلطة الفلسطينية، حيث قدم كل من د.نصر عبد الكريم ود.ماجد صبيح رؤية نقدية للسياسات المالية والاقتصادية للسلطة الفلسطينية.

وتعرض الباحث تيسير محيسن إلى الآثار الطبقية والاجتماعية، التي ترتبت على السياسات الحكومية الفلسطينية، منذ توقيع اتفاق أوسلو حتى اليوم.

وناقش المؤتمر أيضاً دور التنظيمات الاجتماعية والأطر والاتحادات في تنمية المجتمع الفلسطيني، بخاصة دور النقابات العمالية، من خلال الورقة البحثية التي قدمها عاطف سعد، إضافة إلى مناقشة وبحث دور التمويل الاجنبي في افراغ مضمون التنظيمات الجماهيرية، من خلال الورقة التي قدمها تيسير العاروري. |155058|

وقدم المؤتمر تحليلاً للاستراتيجيات التنموية الفلسطينية الملائمة تجاه الاقراض والمشاريع المتوسطة والصغيرة والعمل التعاوني في فلسطين، حيث شرح كل من سمير البرغوثي، وغازي ابو ظاهر ود.عبد المجيد سويلم أهم الاستراتيجيات التنموية المطلوب تطبيقها لدعم الاقتصاد الوطني الفلسطيني الناشئ لا سيما في مجال الإقراض الخاص بالمشاريع المتوسطة والصغيرة، وفي نهاية المؤتمر تحدث الاستاذ عصام أبو الحاج عن قصة نجاح القطاع التعاوني لزيت الزيتون الفلسطيني.

وفي الفعاليات الختامية قدم مركز فؤاد نصار لدراسات التنمية ملخصاً لاحداث ووقائع المؤتمر والأوراق البحثية التي قدمت فيه، إضافة إلى تقديم الشكر للمحاضرين ورؤساء الجلسات، على مساهماتهم القيمة في أعمال المؤتمر.

وتضمنت كلمة المركز التي قدمها بسام الصالحي، الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، شكراً للمشاركين والحضور، ونعبيراً عن أمنيات المركز بنجاح أعمال المؤتمر وتحقيق الهدف المرجو منه، وهو إثارة الجدل والتفكير والحوار، من أجل بلورة سياسات اقتصادية فلسطينية بديلة، تأخد بالاعتبار التجارب الدولية والمحلية، وتشكل برنامجاً اقتصادياً ملموساً يعكس رؤية اليسار على اختلاف تياراته، في الدفاع عن مصالح الفئات الشعبية والفقيرة، من منطلق السعي لتحقيق العدالة الاجتماعية، بما يجعل هذا البرنامج أكثر تأثيراُ وتدخلاً في سياسات السلطة الاقتصادية.

وأشار الصالحي إلى أن المؤتمر فتح المجال لعقد لقاءات أكثر تخصصاً من أجل بلورة البرنامج، وسيسعى المركز بالتعاون مع القوى السياسية والاجتماعية، التي يعنيها هذا التوجه من أجل متابعة ذلك وتحقيقه، وشكر مؤسسة روزا لوكسمبرغ التي دعمت عقد المؤتمر.

وأجمع عدد من الخبراء الاقتصاديين الدوليين والفلسطينيين، اليوم السبت، على أن العالمية من البنك الدولي وصندوق النقد، هي من تتحكم في سير الأمور في كافة الدول خاصة الدول النامية.

وأجمع الخبراء على أن سياسة المؤسسات المالية العالمية الضخمة أثبتت عدم قدرتها في إخراج البلدان النامية من دائرة الفقر وارتفاع نسب البطالة العالية فيها.