شهادات من الأسرى المرضى ومناشدة امين عام الامم المتحدة التدخل لانقاذهم
نشر بتاريخ: 21/11/2011 ( آخر تحديث: 21/11/2011 الساعة: 14:50 )
رام الله- معا- أفاد تقرير صادر عن وزارة شؤون الأسرى والمحررين أن أوضاع الأسرى المرضى في مستشفى سجن الرملة الإسرائيلي تزداد تدهوراً وخطورةً بعد نقلهم إلى قسم جديد يعتبر أسوأ من السجن، حيث يفتقد للحد الأدنى من المقومات الصحية والإنسانية، ويفاقم أمراضهم الصعبة وحجم آلامهم المتصاعدة في ظل سياسة إهمال طبي واسعة يتعرضون لها.
ونقل تقرير الوزارة شهادات مروعة وقاسية أدلى بها عدد من الأسرى المرضى لمحامي وزارة الأسرى فادي عبيدات، كشفت مدى المأساة الإنسانية التي يعيشها المرضى في ذلك القسم الذي يشبه القبر حسب قولهم، وأن ما يجري بحقهم هو استهتار متعمّد بحياتهم وبكل المبادئ الإنسانية والدولية.
-الأسير ياسر نزال: القسم الجديد يشبه غرفة التحقيق
أفاد الأسير ياسر نزال، سكان قباطية، 46 سنة، ومحكوم بالسجن 10 سنوات، أن وضع الأسرى المرضى أصبح أسوأ من السابق بعد نقلهم إلى قسم عزل جديد لا يدخله أحد ويقع في الطابق الرابع من مستشفى سجن الرملة الإسرائيلي ويشبه هذا القسم غرفة التحقيق.
وقال أن الأسرى المرضى محرومين من الخروج إلى ساحة الفورة وأن المقعدين منهم لا يستطيعون التحرك في هذا القسم كونه ضيق جداً لا يتسع لحركة المقعدين وهذا من انعكس على نفسية المرضى وأصبح وضعهم كارثي جداً.
وأشار نزال في إفادته أنه تم عزله لمدة ثلاثة أيام مع الأسير علاء حسونة بسبب اعتراضهم واحتجاجهم على وجودهم بهذا القسم الذي وصفه بأنه لا يطاق، موضحاً أن وضعه الصحي قد تأثر بسبب عقابه بالعزل مما أدى إلى زيادة نسبة السموم في الدم، حيث اضطرت إدارة السجن إعطائه على الفور 120cc كورتيزون من أجل السيطرة على وضعه، وخاصة أنه يعاني من إصابة في الرئة منذ اعتقاله عام 2004، ونتيجة هذه الإصابة يعاني من نقص الأوكسجين في الدم مما يحتاج إلى جهاز الأوكسجين بشكل مستمر.
وقال الأسير نزال أن وضعه الصحي يزداد سوءاً ويرفض البقاء في مستشفى سجن الرملة نتيجة عدم تلقيه العلاج اللازم. وقد وقّع على أوراق بذلك، ولكن إدارة المستشفى لم تستجب لطلبه.
وطالب نزال بضرورة فتح الملفات الطبية من قبل القيادات الفلسطينية ومؤسسات حقوق الإنسان، لا سيّما أن صفقة التبادل الأخيرة قد استثنت الأسرى المرضى وأنه يجب عدم تركهم بهذه الأوضاع الصعبة بعد أن جرّدوا من كافة حقوقهم الطبية.
-الأسير علاء حسونة: لا يعالجوننا سوى بالمخدر
أفاد الأسير المريض علاء الدين حسونة، سكان الخليل، 31 عاماً، والمحكوم 8 سنوات منذ العام 2004، أن الوضع في القسم الجديد مأساوي ويعتبر تصعيداً جديداً من قبل إدارة السجن ضد الأسرى المرضى حيث لا يتوفر في هذا القسم أية مقومات للحياة، وأنه بسبب احتجاجه على ذلك تم عزله في زنزانة كان يتواجد فيها أسير مريض بالسلّ ولمدة ثلاثة أيام، وقال أنه بسبب عقابه بالعزل امتنع عن تناول الدواء مما أدى إلى تلف بالغدد اللمفاوية لديه وتدهور وضعه الصحي بشكل كبير.
ووصف علاء حسونة القسم الجديد بأنه يفتقد إلى طبيب خاص ولا يوجد سوى طبيب عام لا يحضر إلا بشكل مستعجل ولا يعطي من وقته إلى القليل لهم، وأن الأسرى المرضى يفتقدون إلى ملفاتهم الطبية بسبب نقلهم، ولا يعرف الطبيب كيفية إعطاء العلاج لهم بدون هذه الملفات.
وقال علاء حسونة أن الأسرى المرضى لا يرون الشمس بسبب عدم الخروج إلى الفورة وبسبب الممر الضيق في هذا القسم، حيث يحتاج إخراج الأسرى المقعدين إلى ساعة كاملة مما دفع الأسرى المقعدين إلى رفض الخروج إلى الفورة.
وأفاد حسونة أن الأسرى المرضى يأخذون أدوية لا يعرفون طبيعتها ولا تأثيرها عليهم، إضافة إلى النسب العالية من المخدر التي يتم إعطائها للأسرى المرضى ومن ضمنها مسكن للألم يسمى "كوستيكا".
وناشد حسونة كافة الجهات إلى متابعة وضعهم الصحي قانونياً وتقديم التماسات حول ظروف اعتقالهم ومعيشتهم، ومدى تلقيهم للعلاج والأدوية ومطابقتها مع المعايير الطبية العالمية، وخاصة أن عدد كبير من الأسرى المرضى لا يعرفون نتائج الفحوصات الطبية التي تجرى لهم وما هي الأمراض التي يعانون منها وما هي طبيعة الأدوية التي يتلقونها.
ويعاني الأسير علاء الدين حسونة من تلف في عضلة القلب وهذا المرض ظهر معه بعد اعتقاله، وتم إهمال حالته حتى ساءت جداً مما أدى إلى إجراء عملية قلب مفتوح له وزراعة جهاز من أجل تنظيم دقات القلب لديه كون القلب يعمل بنسبة 25% فقط، ولا يستطيع الأسير حسونة أن يقوم بأي جهد ويتناول يومياً 18 حبة دواء كلها للقلب، ووضعه غير مستقر حيث يعاني من التعب الشديد وضيق التنفس.
-الأسير أكرم الريخاوي: مناشدة لإنقاذ المرضى
ناشد الأسريض المريض أكرم عبدالله الريخاوي، سكان قطاع غزة، 38 عاماً، والمحكوم 9 سنوات منذ العام 2004، الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كيمون بالتحرك والعمل السريع من أجل انقاذ الأسرى المرضى في سجون الاحتلال والعمل على إطلاق سراحهم فوراً بسبب تردي أوضاعهم الصحية، وطالب الأمم المتحدة أن تتحمل مسئولياتها القانونية والأخلاقية في إلزام دولة الاحتلال باحترام حقوق الأسرى المرضى وتطبيق أحكام القانونالدولي الإنساني بشأنهم.
وذكر الأسير الريخاوي أن قسم المرضى الجديد غير ملائم لحياتهم الصحية ولا يوجد به مطبخ أو غرفة للطعام، ولا يقدم طعام خاص لذوي الاحتياجات الخاصة مما زاد من الضغوط النفسية والتوتر لدى الأسرى المرضى، وقال أن تعامل إدارة السجن مع المرضى ما زال سيئاً بسبب عدم الاستجابة للطلبات المقدمة لهم، وأن الهوس الأمني هو المسيطر على تفكير وتعامل إدارة السجن ولا تلك الإدارة الطبية أية صلاحية أو قرار وأن ذلك كله بيد الإدارة الأمنية في السجن.
ويعاني الأسير الريخاوي من أزمة في الصدر ومن مرض السكري ومن المقرر إجراء عملية في العينيين نتيجة وجود ماء بيضاء فيهما، وكانت هذه العملية مقررة بتاريخ 12-9-2011، ولكن إدارة المستشفى ماطلت في ذلك وأجلّت الموعد إلى أجل غير معروف.
-الأسير أشرف أبو دريع: الأسرى المقعدين يسقطون عن أبراشهم.
أفاد الأسير أشرف سليمان أبو دريع، سكان دورا الخليل، 23 عاماً، والمحكوم 6 سنوات منذ العام 2006، أن الأسرى المعاقين والمشلولين في القسم الجديد يسقطون عن أبراشهم بسبب ضيق هذا القسم وعدم القدرة على الحركة لوكنهم مقعدين.
وقال أن الأسير المعافى يمكث على برشه 18 ساعة، فكيف بالأسير المقعد الذي لا يستطيع الحركة ويحتاج إلى مساعد له في كل شؤونه الخاصة، وهذا غير متوفر إطلاقاً، موضحاً أن هذا القسم يخنق الأسرى المرضى ويزيد من أوضاعهم الصحية والنفسية سوءاً وأنهم بصدد اتخاذ خطوات احتجاجية قد تصل إلى الامتناع عن تناول الدواء والطعام حتى يتم نقلهم إلى قسم آخر أكثر ملائمة لوضعهم الصحي.
الأسير أشرف أبو دريع يعاني من ضمور عضلات منذ صغره، ومنذ لحظة اعتقاله يقبع في مستشفى سجن الرملة الإسرائيلي، وقد تم إغلاق ملفه الطبي وأوقفت إدارة السجن العلاج الطبيعي المقرر له مما زاد من تدهور وضعه الصحي.
وأشار أبو دريع بأنه بحاجة إلى فرشة طبيه وإلى كرسي متحرك حيث أصبح يعاني من الحساسية، وقد تقدّم برفع شكوى إلى المحكمة ضد إدارة السجن بسبب عدم تلقيه العلاج، وأوضح أن الأسرى المرضى يتعرضون للعقوبات والاستفزازات وأنه عوقب بدفع غرامة مالية قدرها 200 شيكل وحرمانه من التصوير مع أهله بسبب الإدعاء بضبط رسائل لديه.
|155082|