الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

جمال... ورياح التغيير

نشر بتاريخ: 21/11/2011 ( آخر تحديث: 21/11/2011 الساعة: 14:41 )
جمال... ورياح التغيير
بقلم: بدر مكي

في لقائنا مع أبناء مانديلا ... في دورا ونابلس ... كانت تجربة مفيدة .. ربما كان لقاء الوطني والمنتخب القادم من جنوب إفريقيا .. الأكثر قوة على صعيد الاحتكاك والفائدة المرجوة.. حيث وجدنا المنتخب الإفريقي.... وجله من اللاعبين المحليين في دوري جنوب إفريقيا القوي .. كون العديد من فرقه قد شاركت في دوري إبطال إفريقيا لأكثر من عقد من الزمن.

امتاز الأفارقة بالسرعة واللعب من لمسة واحدة، ناهيك عن قوة الالتحام ... وهذه مدرسة علينا إن نتعلم منها ... ولم يكن هؤلاء الذين تحرروا من قيود الابرتهايد .. لقمة سائفة كما تصور البعض ... وأنهم كمثل أولئك الذين جاءوا للسياحة أو التضامن ... لعب الأفارقة .. كما لو أنهم يقابلون منافسا على لقب .. وجالوا وصالوا في الملعب .. وإذا قيل أنهم منتخب من اللاعبين المحليين لدوري جنوب إفريقيا .. فما هي المشكلة في ذلك .. وهذا ينطبق على لاعبينا الذين كانوا في الميدان .. في دورا و نابلس تحديدا . هم أيضا .. لاعبون محترفون محليون في دورينا المحلي .. الذي ينطلق لأول مرة بهذه الشاكلة ..
المهم ... إننا استفدنا من اللقاءين ... وقد واجهنا منتخبا منظما متماسكا يعرف أبجديات اللعبة على أصولها ..

ونحن من جانبنا . .. كان أول الغيث في عملية التغيير التي قام بها الاتحاد .. المقصود ... التعاقد مع جمال محمود ... هي الإشارة الأولى .. إن المنتخب الوطني في الطريق الصحيح ... لان التغيير يخلق حالة من الحراك الايجابي .. له مؤشراته على الأرض ... بدليل .. أننا أصبحنا نرى لاعبين ينتفضون في الميدان .. يسعى كل منهم لإثبات الذات .. على أن لا يكون ذلك على حساب اللعب الجماعي ... واعتقد إن الكابتن جمال ... لاحظ بأم عينه أن عديد اللاعبين أزالوا غبار الأنانية و الفردية ولعبوا بفدائية كما خط الظهر ... واخذ يتحقق نوع من الانسجام و التنافس بين هؤلاء اللاعبين .. في حين أن البعض الآخر .. وهم قلة ما زالوا يلعبون لأنفسهم ... واعتقد انه مع مزيد من مباريات الإعداد سيتم التغلب على هذه المشكلة ... ولو أدى الأمر للاستبعاد ...

اخي جمال .. بعض لاعبيك .. ما زالت قضية الاستلام و التسليم ... تسبب مشكلة لهم ولنا .. إضافة إلى إن تمركز البعض لم يكن بالصورة المطلوبة ... ولاول مرة ... اشاهد ميمنة الفدائي تعمل بصورة طيبة وخاصة الكرات العرضية داخل منطقة الجزاء .. التي تحتاج الى زيادة عددية لاستثمار تلك الكرات ... بل وصل مهاجمونا عديد المرات لمرمى الخصم .. ونحتاج الى التسديد من بعيد ... وعلى المدرب ان يجد له قائدا في الميدان .. يساعده من الداخل ... وربما يجد ضالته في الحارس الخبير رمزي صالح . وانا اعيب على نجم المنتخب الاول إسماعيل العمور ... وخروجه عن النص ونيله البطاقة الحمراء ... ولا يعقل ان نخسر جهود العمور في المباريات الرسمية في قادم الأيام .. بسبب النرفزة وردة الفعل ... مهما كان خطأ الحكم ، كما أن قرار إيقاف الحكم الدولي القدير جواد عاصي ... هو خطأ بحد ذاته .. ويجب العودة عنه .. المنتخب أدى ما عليه في لقاء الأفارقة .. ولكن علينا أن نوفر لهم مباريات قوية أخرى قبل الاستحقاق العربي الشهر المقبل ... لان ذلك سيوفر انسجاما وتوافقا وتواصلا بين اللاعبين ومدربيهم ... ربما كنا بحاجة إلى عدد أخر من اللاعبين لتزداد المنافسة على المركز الواحد ... وهذا منوط برأي المدرب أولا و أخيرا .... ولن استطرد في الجانب الفني ... فهذا من اختصاص المدرب القدير جمال محمود .

ولذا ... فان بداية المنتخب ... طيبة ويجب أن نراكم على التجربة مع الأفارقة ... ولا اعتقد أن الاتحاد سيقصر في جانب تأمين جميع احتياجات المنتخب ... واشدد على موضوع المباريات الإعدادية القوية .. ومهما كانت نتيجتها ... فإنها محك حقيقي لقدرة المنتخب على مقارعة العرب في دورة العرب... وكنت سابقا .. قد طالبت بان يكون لنا منتخبا من الشتات ... يجري تجميعه قبل الاستحقاقات الكبرى وخاصة تصفيات أسيا وكأس العالم ... ورفده بعديد لاعبينا المحترفين محليا ... هذا إذا أردنا اختزال المراحل .. كما فعل الاتحاد بخصوص الدوري العام ... حيث اختزل عديد المراحل في هذا الشأن .. وأصبح الدوري عندنا ... له لون وطعم ورائحة ... بعيدا عن رأينا بخصوص مسألة الاحتراف ... وان تجربة جنوب إفريقيا في هذا المجال ... تجعلنا نشدد على هذه الفكرة ... لان لدى الأفارقة منتخبين ... تتم الاستفادة بكليهما وفق الظروف ... وكلاهما يكمل الأخر .

ر بما هذا الاقتراح قد يساعد أو يساهم في وصولنا لمحافل نحن بحاجة إلى أن نطرقها .. وفي الختام لا بد من الإشادة بخطوة الاتحاد ورئيسه باختيار جمال محمود مدربا ... الذي سيضعنا على السكة الصحيحة بخصوص سفيرنا الفدائي الأول .