حمزه انخيلي طفل ولد بدون أطراف بانتظار انفراج الأزمة المالية للسلطة
نشر بتاريخ: 22/11/2011 ( آخر تحديث: 23/11/2011 الساعة: 00:01 )
جنين – تقرير معا – رغم اعاقته الا انه مرح ومتفائل يلعب مع زملائه في المدرسة محاولا التأقلم مع واقعه والتغلب عليه انه حمزه اسماعيل انخيلي الابن الذكر الوحيد بين ست شقيقات لعائلة تعيش في قرية فقوعه شمال شرق مدينة جنين فقد انتعشت العائلة وابتهجت عند معرفتها بحمل الام بذكر ولكن عند ولادته صدمت العائلة لأنه ولد معاقا
تقول والدته لمراسلنا رائد ابوبكر لا استطيع وصف فرحتي وعائلتي عندما راجعت الطبيب وانا حامل به واخبرني ان المولود ذكرا فكنت انتظر يوم ميلادي بفارغ الصبر لكن في ذلك اليوم كانت صدمة كبيرة لي فلم اكن متوقعا ان يكون الولد معاقا فلا اعتراض على خلق الله ورزقه لنا لكنه القدر بينما والده فصلى ركعتين شكر لله فور علمه باعاقة ابني.
وتشير الام ولد حمزة بيد واحدة وكانت رجلاه غير طبيعيتين فواحدة منها باصبع واحد والاخرى كانت شبه كاملة لكنها معقوفة الى الداخل
وعن تقديرها لسبب الإعاقة تقول في فترة حملي بحمزة دخلت قوات الاحتلال للقرية من الجهة الشرقية، وأطلق جنود الاحتلال غاز مسيل للدموع، حيث أنني كنت من بين مجموعة من النساء الحوامل، اللواتي وضعن مواليد غير طبيعيين في ذات الفترة، فإلى جانب حمزة هناك أربع إعاقات في القرية، وجميع المواليد ولدوا في نفس الفترة، وكل منهم يعاني من إعاقة مختلفة، ورغم أنني اعتقد أن هذا سبب ما حصل مع ابني، إلا أنني لا أجزم أنه السبب، فهذا مجرد تقدير، وهذه إرادة الله مؤكدة أنها لم تشعر بأي شيء غير طبيعي خلال فترة الحمل، وكان الحمل طبيعياً. |155307|
وعن ابنها واحتياجاته قالت الأم رغم إعاقته إلا أنه هادئ ومتعاون ولا يسبب لها أي إزعاج مشيرة انها تشعر بالحزن لرؤيته يزحف وهو غير قادر على المشي مثل أخواته وأقرانه.
وقالت اليوم حمزة يكبر ويحتاج لمساعدة ومع مرور الوقت ترى أنها غير قادرة على خدمته فوزنه يزداد ولم تعد قادرة على حمله ورفعه عندما يحتاج الأمر دخوله للحمام مثلاً.
والد الطفل قال: بدأنا بمتابعة وضع ابني الصحي وحصلت على تحويلات وتغطية من السلطة الوطنية لنفقات العلاج فقد أجريت لحمزة ثلاث عمليات جراحية ناجحة في المستشفى التخصصي في نابلس تمهيدا لتركيب أطراف صناعية لحمزة.
واشار ان طبيبا المانيا كان من ضمن الفريق الطبي الذي اجرى العمليات الجراحية الثلاث حيث قام الفريق ببتر رجله اليمنى وتقويم رجله اليسرى، ووقف نمو رجله اليسرى ليتم تكريب أطراف صناعية له وصار حمزة جاهز لتركيب الأطراف الصناعية منذ سنة وثلاثة اشهر.
ويقول الأب بعد أن حمد الله ثم اثنى على تعاون السلطة في اعطائه تغطية لتركيب الأطراف الصناعية في مركز أبو ريا وكان ذلك في تاريخ 7/12/2010 حيث أجريت لحمزة الفحوص اللازمة وتم تحديد تكاليف العملية وكذلك نوعية الأطراف التي يحتاجها وحصلنا على التغطية اللازمة لكن مركز أبو ريا رفض إجراء العملية وذلك بدعوى أن وزارة المالية مدينة للمركز وأنه غير مستعد لإجراء العملية لتركيب الأطراف.
واضاف: منذ حاولي عام وثلاثة اشهر وأنا بانتظار انفراج الأزمة ولكن حتى الآن مركز أبو ريا لم يقم بإجراء العملية مشيرا انه تم تجديد قرار التغطية من قبل وزارة المالية وحصلت على تحويلة بتاريخ 3/7/2011 ورغم ذلك ما زال مركز أبو ريا يرفض تركيب الأطراف لحمزة لذات السبب.|155305|
يقول :حاولنا الحصول على تمويل من قبل إحدى الجمعيات وبعد أن أخذنا موافقات مبدئية وتم تحويل الملف للمركز في رام الله تم تأجيل الموافقة حتى يبلغ حمزة الحادية عشر وبذلك توقفت جهودنا مع هذه الجمعية التي نكن لها التقدير والاحترام ولكننا لم نوفق في الحصول على تمويل لإجراء العملية.
وعن حياة حمزة، وكيف يقضي يومه واحتياجاته عبر الوالد عن شكره لأحد أبناء قريته الذي قدم لحمزة كرسي كهربائي، وقال: إن أحد أبناء القرية شعر معنا وقدم كرسي كهربائي لحمزة حيث يستطيع من خلال الكرسي التنقل في القرية خاصة وأنه التحق بالصف الأول الأساسي مع بداية العام الدراسي الحالي.
وعن حياته اليومية تقول الأم: حمزة متعاون معي لآخر درجة يسمع الكلام ولا يعاند ويتقبل أخواته بروح عالية صحيح أن الأطفال يشاغبون وهو يتعامل بشكل طبيعي ولا نشعر بإعاقته إلا عندما يحتاج بعض الاحتياجات الخاصة مثل الدخول للحمام فليس بمقدوره الدخول للحمام وحيداً.|155304|
وتضيف حمزه لايعاني من مشاكل ويقضي حاجاته بنفسه فتارة يستعين برجلة اليسرى لتساعد يده اليمنى وتارة أخرى يستعين ذراعه الأيمن المبتورة.
واشارت ان حمزة متعايش مع إعاقته ويصر على الحياة ولكنه يحتاج لتركيب أطراف صناعية، فطريقة زحفه على الأرض أثرت على يده السليمة، حيث أنها نقطة الإرتكاز التي يستند عليها ليتحرك، ومع مرور الوقت أصيبت كفه بتشققات لكثرة الضغط عليها.
العائلة تقبلت أمر الله، ولكن رجاءها بالله كبير أن يبعث الله لابنها من يوفر تغطية تكاليف العملية، هذا إذا ما أصر مركز أبو ريا على رفض تركيب الأطراف لحمزة على نفقة السلطة، فكل ما تطلبه الأسرة وضع يمكن ابنها من الاستمرار في حياته، بقدر معقول من القدرة على ممارسة النشاطات اليومية.
الأب الذي يعمل في مهنة البلاط يتمنى لو كان بإمكانه أن يوفر تكاليف العملية لابنه، ولكنه يقول: في الوقت الذي وفرت السلطة تكاليف علاج ابني طوال الفترة الماضية، وقدمت لي تغطية مالية لتركيب الأطراف، فإنني لا أحمل السلطة مسؤولية الوضع الحالي، ولكني في ذات الوقت أتمنى أن يتعاون مركز أبو ريا مع حاجة هذا الطفل، وأن يقوم بتركيب الأطراف، وأنا على يقين أن السلطة لن تتهرب في نهاية الأمر من دفع التزامها للمركز.
|155302| |155307| |155308|