الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

صحيفة بريطانية: أحداث مصر تثلج صدر الأسد

نشر بتاريخ: 23/11/2011 ( آخر تحديث: 23/11/2011 الساعة: 19:38 )
بيت لحم-معا- يرى الكاتب روبرت فيسك أن ما يتعرض له المحتجون المصريون من قمع لإصرارهم على انصياع الجيش المصري لمتطلبات الديمقراطية الحقيقية, يصادف هوى في نفس النظام السوري, إذ يأتي في وقت يطارد فيه الزعماء الغربيون الرئيس السوري بشار الأسد لقمعه الوحشي للمظاهرات المعارضة له

ويمضي فيسك في مقاله بصحيفة ذي إندبندنت فيقول "طبعا. سوريا ليست مصر، وهذا على ما أعتقد هو سبب صمت الأوباماهات والكلينتونات والكامرونات والساركوزات وأمير قطر عن أحداث القاهرة".

ويعطي ذلك المزيد من الوقت لدمشق للحديث عن الديمقراطية والإصلاح والتعددية السياسية والدستور الجديد، بينما يقارع جيشها التمرد المسلح الذي انتشر من حمص، المدينة التي أضحت اليوم مركز حرب طائفية شرسة.

هل لا يزال ممكنا، أن نتصور أن بإمكان الأسد استخدام بالونة الأكسجين الصغيرة التي وفرتها له مصر ليثبت أنه حقا -حقا- يعني ما يقول عن الديمقراطية والتعددية إلخ.

فالدكتور فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري مؤمن بأن بلاده تتغير, إذ قال لي بالمقر الجديد للخارجية السورية "سوريا تغيرت وسوريا القديمة لن تعود". وقال "ستكون بلدا يضمن حرية الصحافة، بلدا تكون الكلمة الأخيرة فيه لصندوق الاقتراع".

وشدد المقداد على أن الغزو الأنجلو أميركي للعراق تسبب في انتكاسة لخطط الإصلاح، ورغم أن لدي شكوكي بهذا الموضوع, فإني سجلت اقتناع الوزير بأن أوباما اتخذ القرار الصحيح في الانسحاب من العراق.

وأضاف "اليوم، سمعت أن عدد الجنود الأميركيين الشبان الذين قتلوا بالعراق، بصرف النظر عن العدد الضخم للضحايا بين المدنيين وصل 4600، هذه مسألة ينبغي للشعب الأميركي أن يسأل نفسه بشأنها، هل كانت تستحق أن تنفق عليها أربعمائة مليار دولار".

وفي ليبيا، سمعت أن التكلفة كانت ثلاثين ألف قتيل. وغني عن القول إن علي أن ألفت انتباهه إلى المسألة البسيطة المتعلقة بالخسائر بين المدنيين في سوريا ودعوى الأمم المتحدة بأن 3500 قد توفوا هل يستحق ذلك كل هذا العناء؟

لا شك أن الدكتور مقداد هو الرجل المناسب للرد على هذا السؤال، إذ كان المسؤول الذي اختاره الرئيس بشار الأسد لمواجهة العائلات الثكلى في درعا عندما قتل اثنان من المراهقين تحت التعذيب من قبل شرطة أمن الدولة بعد كتابة شعارات مناهضة للأسد على جدران المدينة في فبراير/ شباط الماضي.

يقول الدكتور مقداد "ما حدث ينبغي ألا يكون قد حدث, لقد أُرسلت إلى محافظة درعا لتقديم التعازي لذوي القتلى، وقد واجهت ناسا غاضبين، وقلت لهم إن الرئيس لم يكن يريد أن يحدث ما حدث وقدمت لهم تعازيه، وقالوا إنهم يعلمون أن أخطاء قد ارتكبت وليس لدى الرئيس ما يفعله حيال ذلك, وقام الرئيس بعدها بإقالة المحافظ وشكل لجنة قضائية مستقلة للتحقيق فيما حدث, وما أعرفه بالفعل هو أن الجماعات المسلحة تقتل المتظاهرين".

ولكن المتظاهرين الذين قتلوا على أيدي "الجماعات المسلحة" ليسوا هم من تظهر صورهم على يوتيوب من حمص, ومع ذلك، فإن هذه "المجموعات المسلحة" تقتل اليوم بالتأكيد جنود الأسد بأعداد كبيرة جدا، وتنفي جماعات المعارضة وقوفها وراء هذا التمرد، على الرغم من أنها تعبر عن إحباطها بشكل يجعل الجميع يتهمونها بذلك (الوقوف وراء التمرد).

ويعتقد مقداد أنه ينبغي للصحفيين الأجانب أن يكونوا في سوريا، ولكنه يقول لي إنه لا يريد لي أن أخاطر بحياتي في حمص إذ أن "الحكومة البريطانية سوف تنحي باللائمة علينا إذا قتلت".