اسرائيل تدرس تغيير علاقاتها مع حماس نتيجة الضغوط الدولية واحداث مصر
نشر بتاريخ: 23/11/2011 ( آخر تحديث: 24/11/2011 الساعة: 12:30 )
بيت لحم- معا- تُجري الاوساط الامنية الاسرائيلية العليا في الفترة الاخيرة نقاشات موسعة، يقف في مركزها احتمالات تغيير اسرائيل لنظرتها وعلاقاتها مع حركة حماس وذلك تماشيا مع الاتجاه الدولي القوي الذي بدا يغير نظرته السلبية اتجاه الحركة والساعي الى ابعاد حماس عن الاوساط المتطرفة وتقريبها لمحور الاعتدال مقابل منحها شرعية سياسية وفقا لما جاء اليوم الاربعاء، في صحيفة "معاريف" الناطقة بالعبرية.
واضافت الصحيفة ان موضوع العلاقات مع حماس يجري نقاشه على اعلى المستويات السياسية والامنية الاسرائيلية وذلك على ضوء اتفاقية المصالحة الفلسطينية واحتمالات اقامة حكومة وحدة وطنية تجمع حماس وفتح وما يتضمنه هذا الامر من اهمية ومعاني.
وتُثار خلال النقاش المذكور العديد من الاسئلة مثل العلاقات التبادلية التي ستقيمها اسرائيل مع حكومة الوحدة الفلسطينية التي ستضم ممثلين عن حماس اضافة لقضية السماح للحركة بالمشاركة في الانتخابات الفلسطينية المتوقعه منتصف العام القادم.
ونقلت الصحيفة عن مصادر اسرائيلية ذات علاقة قولها بانه لم يعد هناك رفضا اسرائيليا قاطعا لاتفاق المصالحة الفلسطيني ولم تعد النظرة الى حماس كمنظمة منبوذة ومعزولة سياسيا قائمة ويجري الان دراسة الشروط التي يمكن لاسرائيل في حال توفرها ان تتعاون مع حكومة الوحدة التي تضم ممثلين عن حركة حماس".
ويتضح من النقاشات الدائرة مؤخرا داخل اروقة المؤسسة الامنية ووزارة الخارجية الاسرائيلية ان حماس تكتسب في الاونة الاخيرة شرعية داخل المجتمع الدولي وذلك في ضوء نشاط منظمات اسلامية في قطاع غزة ومصر اشد تطرفا من حماس، حيث تواصل هذه المنظمات وخلافا لحماس صراعها المسلح ضد اسرائيل وتطلق الصواريخ باتجاه الاهداف الاسرائيلية اضافة لتخطيطها لتنفيذ عمليات "ارهابية"، ضد هذه الاهداف فيما تبذل حماس جهودا لفرض النظام في غزة وتمتنع عن اطلاق الصواريخ سوى مرات قليلة.
وطرحت الصحيفة استنادا لنتائج النقاشات الدائرة سببا اخرا لامكانية تعديل اسرائيل لنظرتها اتجاه حماس يتمثل بازدياد قوة حركة الاخوان المسلمين في مصر التي تعتبرها اسرائيل اسوء من حماس التي يحاول المجلس العسكري الاعلى مدعوما من قبل اطراف في المجتمع الدولي تفضل بقاء سيطرة المجلس بقيادة طنطاوي على مقاليد الامور تقريبها من مصر على حساب الاخوان المسلمين، اضافة الى وجود جهود ليست بالقليلة مدعومة دوليا تهدف الى تقريب حماس من دائرة الاعتدال في المنطقة فيما يشير الى تراكم الشرعية السياسية لحماس وفقا لتعبير مصدر سياسي اسرائيلي.
وطرح خلال النقاشات الاسرائيلية الجارية السؤال الكبير الذي يقول هل يتوجب على الولايات المتحدة واسرائيل التصميم على طلب اعتراف حكومة الوحدة بشروط الرباعية الثلاثة "نبذ الارهاب، الاعتراف باسرائيل ، الالتزام بالاتفاقيات الموقعه خاصة اتفاقيات اوسلو "؟ واتضح بانه ورغم استمرار الاصرار الامريكي الاسرائيلي العلني وجود اصوات كثيرة تدعو للقبول بما هو اقل بكثير من هذه الشروط حيث قال دبلوماسيون غربيون خلال لقائهم بنظرائهم الاسرائيليين داخل مقر وزارة الجيش في تل ابيب "كرياه" ونظرائهم في القاهره بانهم يعتقدون بان اسرائيل والولايات المتحدة سيقبلون بما هو اقل وانه يجب بحث امكانية الاكتفاء باعتراف الحكومة الموحدة باتفاقية اوسلو فقط او هل ستطالب حماس بالاعتراف باسرائيل؟.
واخيرا قالت الصحيفة ان الدبلوماسيين الغربيين ابلغوا المصريين بان الاصرار الامريكي الاسرائيلي العلني يشكل مواقف افتتاحية ستتغير وتشهد كثيرا من الليونة خلال الحوارات التي ستفضي في النهاية الى الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية.