الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
غارات إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية

نور النابلسي: أطمح بالاحتراف عالميا.. والنتائج الايجابية مشروطة..!!

نشر بتاريخ: 24/11/2011 ( آخر تحديث: 24/11/2011 الساعة: 13:30 )
رام الله- معا- حوار الاء مطرية- تفوقت الفتاة الفلسطينية في مجالات عدة وخاصة على الصعيد الرياضي، بل إنها نافست نظيراتها في هذا المجال عربيا ودوليا، ورغم قصر الفترة الزمنية للرياضة النسوية الفلسطينية، إلا أنها حققت نجاحا وتقدما ملحوظا.. من هنا التقينا مع إحدى اللاعبات اللواتي تألقن رياضيا في فلسطين، والتي لم تكتفي بلون واحد من هذه الرياضة، فمارست بتميز وإبداع كرة القدم والسلة والريشة الطائرة والتنس الأرضي والسباحة، وغيرها، وأخيرا حطت رحالها في صفوف المنتخب الوطني النسوي لكرة القدم.. نور النابلسي فتحت قلبها لنا وهي تقف على أبواب العقد الأول من ممارسة الرياضة، فكانت هذه المحطات:

منتخب "الفدائيات":
تؤكد النابلسي أن المنتخب النسوي الفلسطيني لكرة القدم في تطور مستمر وقد تحسن عمل كان عليه قبل عدة أعوام، بحيث أصبح لدينا الآن فرق ونوادي رياضية تهتم باللاعبات وتقدم لهم التدريب اللازم لتنمية مهاراتهن، وهذا ما ساهم في تشكيل منتخب نسوي بدأ يشق طريقه بنجاح نحو مستقبل أفضل، وخاصة بعد أن بلغ حد خوض لقاءات مع فرق عربية ودولية، مشيرة إلى أن المنتخب سيلتقي عدة منتخبات عربية وعالمية في مختلف المناسبات الوطنية، بهدف تمثيل فلسطين كدولة لها مساحة جغرافية موجودة على الخارطة العالمية رغم كل العقبات والعراقيل، مؤكدة أن منتخب "الفدائيات" دائم الاستعداد لأي مواجهة محتملة، وأن كل اللاعبات رهن الإشارة.

الدوري النسوي:
وحول استعدادات فريقها "سرية رام الله" للدوري النسوي للموسم الحالي، أوضحت نور أن فريقها واصل تدريباته على مدار العام للمحافظة على لياقة اللاعبات، وكان ذلك بأشكال مختلفة، كالركض لمسافات طويلة، وعن أسباب ذلك قالت: "الملعب المعشب يحتاج إلى لياقة أكثر ومهارة أعلى من الملاعب الخماسية، ولرفع منسوب لياقتنا قمنا بالتسجيل في نواد رياضية متخصصة لزيادة قدرة التحمل، ويتم متابعة التدريب معنا بمعدل ثلاثة أو أربعة أيام بالأسبوع على ملعب الحسين، كما نجري مباراة ودية أسبوعيا للوقوف على مستوى لاعبات الفريق وتشكيلته الأساسية".

وأشارت النابلسي إلى أن مستوى فريق السرية مرتفع بشكل عام وتحسن عن العام الماضي، لان لاعبات الفريق اكتسبن الخبرة المناسبة باللعب على الملاعب الكبيرة والمعشبة (11) لاعب، موضحة أن كرة القدم خلقت بالأساس لتلعب على مثل هذه الملاعب، وأضافت: "الملاعب الخماسية كانت تحد من المهارة التي نلعبها على الملاعب المعشبة، لان المساحة اكبر وعدد اللاعبات أكثر، وروح الفريق أقوى، وإمكانية تنمية مهارات اللاعبة اكبر"، لافتة إلى أن غالبية لاعبات السرية استفدت كثيرا من خلال مشاركتهن مع المنتخب، والخضوع لمعسكرات داخلية وخارجية، بإشراف طواقم تدريبية مؤهلة، هذا إضافة إلى المشاركات الخارجية، التي عادة ما تنعكس بالإيجاب على لاعبات الفريق، فالاحتكاك مع الفرق العربية والعالمية بحد ذاته مكسب ومفخرة للاعبات السرية.

النتائج مشروطة بالإمكانيات..
أما عن النتائج المتواضعة التي حققتها الفرق النسوية المحلية والمنتخب النسوي، فعزت نور ذلك إلى عدة أسباب، أهمها الفرق في المستوى والإمكانيات، وحتى في الفكر الرياضي للاعبات، مؤكدة أن ظروف الاحتلال وتداعياته تحد من تطور أي رياضة في أي بلد محتل، وهذا ما ينتج عنه غالبا قلة التدريب المستمر والمتواصل طوال العام أسوة بالفرق والمنتخبات الأخرى، وتابعت: "نحن نتجمع ونتدرب فقط قبل البطولة بشهر واحد، ولا يوجد لدينا خطط مستقبلية ولا ننظر لمستوى بعيد المدى".

وبحسب النابلسي، فإن من المعيقات التي تواجهها اللاعبة الفلسطينية، نظرة المجتمع المحلي للرياضة النسوية، فهو لا يتقبل فكرة أن تكون الفتاة لاعبة ورياضية، وان تشارك في بطولات عالمية، وهذا يؤثر على تطور أي رياضية ويعمل على إحباطها، فكيف بنا في فلسطين ونحن نعاني من قلة الإمكانيات والدعم.

لو تزوجت.. لن أتخلى..
وتؤكد نور النابلسي عزمها عدم التخلي عن الرياضة في حال تزوجت، وستستمر في ممارسة هواياتها الرياضية المختلفة، موضحة أن أي شخص يدخل إلى عالم الرياضة، يصعب عليه تركه بسهولة، كما أن والرياضة تملأ كل وقتها وحياتها، وتقول: "أشعر بفراغ كبير بمجرد التفكير بأن أتخلى عن الرياضة، لذلك لن أتخلى عنها.. هي روحي وحياتي ولا أستطيع العيش بدونها"، ومع اعترافها بأن اللاعبة كغيرها لها عمر محدد في الملاعب، تؤكد بأنها ستنقل خبرتها ومهارتها للجيل الذي سيخلفها، إذ ستنتقل لعالم التدريب، وستعمل على تدريب "أولادها" في المستقبل.

علاقة مميزة مع جلدة..
توضع نور أن اقرب صديقاتها إلى قلبها، لاعبة سرية رام الله الأولى، سالي جلدة، التي رافقتها في مسيرتها الرياضية، وهي ترافقها أيضا في المسيرة التعليمية، وما يربطهما علاقة أقوى من الصداقة، إنها علاقة أخوة، وتوضح: "أنا وسالي نشجع بعضنا دائما، وهذا ما يميزنا في فريق السرية والمنتخب الوطني، أساندها وتساندني، ونشجع زميلاتنا على ممارسة الرياضة بشكل عام، لما لها من فائدة صحية على جسم الإنسان، وتجعل المرأة قادرة على مواجهة الصعوبات الصحية في الحياة، ناهيك عن الدور الوطني والمسؤولية الوطنية عندما يتعلق الأمر بالمنتخبات الفلسطينية والعلم الفلسطيني والنشيد الوطني".

وردا على سؤال حول تأثير الرياضة على الدراسة الجامعية والعكس، أجابت نور: "الجامعة لم تعطلني عن الرياضة إلا أنها في بعض الأحيان تقف في طريقي لبعض الوقت، وأنا أعاني حاليا من ضغط واضح في الواجبات الرياضية، حيث أمارس تدريباتي مع الفريق، وأشرف على تدريب صغار فتيات السرية، إلى جانب الالتزام بدوام الجامعة، وهذا يشكل حواجز أمامي، لكنها ستزول بالتأكيد أمام رغبتي بمواصلة مشواري الرياضي والتعليمي بالتوازي".

ويعود الفضل فيما وصلت إليه نور من انجاز في المجال الرياضي، لأسرتها الرياضية، التي تتابع كل نشاطاتها الرياضية وتقدم لها الدعم المعنوي والتشجيع الدائم، مشيرة إلى أن أفراد عائلتها كانوا دائما يرفقونها إلى النوادي الرياضية في سن مبكرة، وألحقوها بنادي سرية رام الله لكرة السلة، وتفخر نور بوالدها الذي كان لاعبا مميزا بكرة السلة والقدم، ووالدتها التي كانت لاعبة تنس ارضي وكرة سلة، وأخواتها كذلك اللواتي التحقن بالركب الرياضي.

طموح بالاحتراف..
وتطمح نور بالاحتراف في أحد الفرق النسوية العالمية، بعد إنهاء دراستها الجامعية، وأن تبقى على تماس دائم بعلم التدريب الرياضي، لزيادة خبرتها في هذا المجال، وأن تعود بالفائدة والخبرة التي تحملها على أبناء وبنات شعبها لرد الجميل لهم على وقوفهم معها، موجهة الشكر لله الذي منحها هذه الموهبة، ولمدربها الأول إبراهيم حبش، الذي ساعدها منذ نعومة أظفارها ولا زال يدربها وينمي مهاراتها، وللواء جبريل الرجوب الذي أرسى دعائم منتخب نسوي في فلسطين ليتيح لنا الفرصة لرفع علم بلادنا في المحافل العربية والدولية.

نور اللاعبة والمدربة الشابة، تعشق هلال القدس محليا، ونجوم "السامبا" البرازيليون عالميا، ولا تخفي إعجابها بلاعبة المنتخب النسوي الفلسطيني كارول صهيجيان، ولاعبة البرازيل "مارتا"، ونجم الأرجنتين وبرشلونة "ميسي".