الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أمهات الأسرى يخاطبن كيلينبرغر لعدم إغلاق "الصليب الأحمر" بطوباس

نشر بتاريخ: 26/11/2011 ( آخر تحديث: 26/11/2011 الساعة: 12:22 )
طوباس - معا - لم تجد أمهات أسرى الحرية في طوباس من وسيلة للإبقاء على مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينتهن، غير دعوة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، للتدخل لدى اللجنة. مثلما خاطبن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي جاكوب كيلينبرغر، وأحفاد مؤسس اللجنة السويسري هنري دونان، ونظيراتهن السويسريات التدخل، للتراجع عن قرار المنظمة الدولية إقفال أبوابها بوجههن، اعتباراً من مطلع العام القادم.

ووصفت الأمهات خلال ورشة عقدتها وزارة الإعلام ونادي الأسير اليوم، قرار الإغلاق بمعاناة نفسية كبيرة لهن، وتراجعاً عن سياسة المنظمة، التي تقول أهدافها إنها جاءت للتخفيف من الآلام البشرية دون تمييز.

وبثت بهية مسلماني، الذي يقبع ابنها المريض في سجون الاحتلال منذ عقدين، ويعاني نزيفا حاداً وأمراض القلب، نداء إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي زار سفير بلاده خيمة الاعتصام مع الأسرى قبل بضعة أسابيع، للتدخل لدى المنظمة الدولية من أجل الإبقاء على المكتب مفتوحاً، حتى إطلاق سراح ابنها، و83 أسيراً من طوباس.

وقالت مسلماني:" ابني مريض، وبعد سجنه 20 سنة، حكموا عليه بالإداري، وإغلاق المكتب يسبب لي المعاناة، فأنا مريضة، ولا أستطيع التوجه كل يوم والثاني إلى جنين."

ووجهت إخلاص أبو عرة، والدة الأسير رامي أبو عرة، الذي يقضي حكما بالسجن 12 سنة، رسالتها إلى أحفاد مؤسس اللجنة الدولية للصليب الأحمر هنري دونان، قائلة: "تخيلوا نفسكم مكاننا، نحرم من أولادنا، وها هم يحرموننا من التواصل معهم من خلال مكتب صغير في طوباس، ويريدون إغلاقه لفتح جروحنا، وندعوكم فقط للإحساس بالقهر الذي نعانيه. ولا تتعاملوا مع أولادنا كأرقام." وتساءلت:" هل تريدون أن يتضاعف عدد اسري طوباس من 84 إلى 840 كي يظل مكتبكم في بلدنا؟"

وأبرقت عائدة دراغمة، التي يقبع زوجها يحيى صالح في سجون الاحتلال، بحكم 22 سنة، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي جاكوب كيلينبرغر لتقول له:" ساهموا في إطلاق سراح أزواجنا وأولادنا وإخواننا، واقفلوا مكاتبكم، ونشكر لكم كل جهودكم الإنسانية معنا، لكننا لا نفهم معنى أن نسافر كل يوم أكثر من 30 كيلومتراً ذهاباً وإياباً، عندما نريد التواصل ومتابعة شؤون من نفتقد لحظة بلحظة."

ونسجت هدى بني عودة التي يعاني ابنها عبد السلام المرض وراء القضبان، بعد الحكم عليه 30 سنة، رسالتها إلى أم سويسرية لا تعرفها، لكنها تشعر أنها إنسانة وتستطيع أن تكتب رسالة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جينيف ليشعر بشعورنا.

وتابعت بني عودة:" غالبية أمهات الأسرى كبيرات في السن، ولا يستطعن السفر مسافات طويلة. ويأملن الإبقاء على المكتب مفتوحاً, وأضطر كل يوم الذهاب إلى الصليب للسؤال عن أبني، وأحاول الحصول على تصريح لأخيه محمد كي يزور بعد منع دام 10 سنوات."

وتابعت رسالتها:"إذا كان السيد هنري دونان قد أسس الصليب الأحمر؛ لأنه شاهد جريحاً ينزف في معركة، فكيف لو شاهد آلاف الأسرى يعانون كل يوم، وينزفون من القهر والمرض؟."

وأشار منسق وزارة الإعلام في طوباس، عبد الباسط خلف، إلى المعاناة التي يتسبب بها قرار إقفال مقر اللجنة الدولية؛ لأن وجود 84 أسيراً يعني وجود 84 جرحاً وقيداً لا تنحصر على الأسرى أنفسهم، بل تتعداها إلى الأهل والأطفال والأصدقاء والجيران والمؤسسة والشارع.

فيما دعا مدير نادي الأسير في طوباس محمود صوافطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مواصلة عملها في المحافظة، ومراعاة الظروف الإنسانية والنفسية الصعبة، التي يعنيها أهالي الأسرى، جراء استمرار اعتقال أحبتهم في السجون.

وقال: إننا نقدر عمل المنظمة الدولية الإنساني، ونتفهم الأزمة الاقتصادية العالمية التي قد تؤثر سلباً على عمل المؤسسة، لكن وجود 84 أسيرا في طوباس يستحقون مكتباً يتابع شؤونهم، ويتواصل مع عائلاتهم بشكل يومي.