باريس تحتضن مؤتمر تسجيل الخليل على قائمة المدن التاريخية باليونسكو
نشر بتاريخ: 26/11/2011 ( آخر تحديث: 27/11/2011 الساعة: 11:06 )
الخليل - باريس - معا - انطلقت اليوم السبت، اعمال المؤتمر الدولي لتسجيل مدينة الخليل على قائمة المدن التاريخية لليونسكو في العاصمة الفرنسية باريس بمشاركة سياسيين وخبراء دوليين وعرب وفلسطينيين والذي تستمر فعالياته على مدار يومين متواصلين في قاعات معهد العالم العربي والذي جاء بدعوة من بلدية الخليل وشركائها في مشروع دعم تسجيل الخليل على قائمة المدن التاريخية بلديتي اركوي وبلفورد الفرنسيتين.
وكان المؤتمر الدولي قد بدأ اعماله بجلسة افتتاحيه جمعت خالد العسيلي رئيس بلدية الخليل و الياس صنبر سفير فلسطين لدى اليونسكو و"اتيان بتسباغ "رئيس بلدية بلفورد و" دنيال برولار" رئيس بلدية اركوي حيث اكد بتسباغ في كلمته الترحيبيه بأهمية الشراكة الفرنسية الفلسطينية مبينا ان النجاح الذي تحقق كان نتيجة وجود رغبة حقيقة نحو النجاح.
وقال بوتسباغ: منذ 17 عاما نحاول تنفيذ شراكة فرنسية فلسطينية من خلال بلدية بلفورد وبلدية الخليل فكانت التوأمة و كان عدد من المشاريع التى حققت نجاحا كبيرا في تحقيق الهدف الذي من اجله تم العمل و نحن سعداء لوجدود العسيلي على رأس هذه البلدية الذي كان له دور كبير في نجاح الحملة الدولية نحو تسجيل مدينة الخليل وعلينا ان نتابع ونواصل الجهود لتحقيق الاستراتيجية المشتركة والتي من أهمها التخلص من الاحتلال فلا يمكن تطوير المدينة وحماية آثارها و تراثها إلا بزوال الاحتلال الذي سيحقق اضافة لما سبق الضلع الرابع المتعلق بتطوير الاقتصاد و تطور التنمية المستدامة في المدينة".|155636|
وأضاف بتسباغ، اليوم وغدا سيكون تدعيم لملف الخليل المطلوب والذي نحلم به والذي استطاع العسيلي ان يحمله بأمانة و كفائة و نتمنى ان نكون شركائه في متابعة المشروع حتى الاعتماد من قبل اليونسكو والذي بلاشك الاعتراف بفلسطين كعضو فيها اخيرا أزاح كل العقبات التي كانت تعترض تحقيق وضعها على قائمة المدن التاريخية".
و ختم بوتسباغ حديثه بالقول "عندما تشاهد الآثار التي تحتفي بها الخليل على الاحتلال أن يفهم الرسالة التي تجسدها هذه المعالم و هذا التاريخ ان عليه ان يرحل و يترك للفلسطنينين ارضهم وآثارهم و تاريخهم كي يرسموا مستقبلاً مشرقاً كما تاريخهم كان مشرقا ومتجذر".
ثم تحدث العسيلي مستهلا كلمته بنقل تحيات الشعب الفلسطيني وسكان مدينة خليل الرحمن وبلدتها القديمة لجميع المشاركين مبيننا الأهمية القصوى والقيم التي تملكها المدن الفلسطينية وقال: تحملنا مسؤولية الحفاظ عليها أمام العالم أجمع ومن اجل الإنسانية جمعاء، ونحن في بلدية الخليل نعتبر أنفسنا مؤتمنين على هذا الموروث الثقافي والإنساني ومطالبين بحمايته ونقله للأجيال القادمة رغم تحديات الاحتلال والاستيطان، ونعتبر هذه الواجبات هي من أهم أولوياتنا وهدف نسعى إلى تحقيقه من خلال كل تحرك نقوم به".
و اضاف العسيلي، جاءت حملتنا الدولية لدعم تسجيل البلدة لقديمة في مدينة الخليل على قائمة التراث العالمي، التي أطلقناها منذ العام 2009، بالشراكة مع بلديتي بلفور واركوي الذين نعتز بهم كأصدقاء وشركاء عملنا خلالها سويا على بناء جسور التعاون والتبادل الثقافي، وقد كان لهم الدور الكبير في إنجاح حملتنا الدولية في ظل دعم كامل من قبل الرئيس محمود عباس و رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض واركان حكومته.|155635|
و اوضح العسيلي إن قرار اليونسكو بقبول فلسطين كعضو كامل جاء بأغلبية ساحقة من الدول التي اختارت الوقوف مع الحق والشرعية والإنسانية، وإن المسيرة التي يقودها الرئيس محمود عباس ويشاركه فيها رئيس الوزراء سلام فياض ووزير الخارجية المالكي وكافة مؤسسات الدولة والمؤسسات المجتمعية والأهلية لن تتوقف قبل حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة والإقرار بكافة حقوق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة وممارسة حياته اليومية بعيدا عن الاحتلال والاستيطان كسائر شعوب العالم.
و اختتم العسيلي حديثه بالقول بان فكرة تسجيل الخليل على قائمة التراث العالمي بدءت كحلم بعيد المنال شكك الكثيرون في إمكانية تحقيقه، إلا أننا خضنا هذه التجربة ونحن على ثقة تامة أن هذا الحلم سيتحقق.
سفير فلسطين لدى اليونسكو الياس صنبر قال: لقد حصلت فلسطين على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، بعد أن خاضت القيادة الفلسطينية معركة سياسية ودبلوماسية شديدة، داخل وخارج أروقة المنظمة، بغية الحصول على الاعتراف الكامل من قبل المنظمة، الذي اعتبره مكسباً هاماً، وخاصةً من قبل مثل هذه المنظمة الأممية الهامة، وفتح الباب على مصراعيه نحو قبول ملفات المدن الفلسطينية و أثرها الزاخرة.
و اضاف صنبر، ان تحركاتنا لن تتوقف سنتستمر بجهودنا نحو الحصول على حقنا في المؤسسات الدولة المختلفة حتى الوصل الى أروقة الامم المتحدة وانتزاع الاعتراف بنا كالدولة 194 ولن نمل من الدفاع عن حقوقنا المشروعة التي كفلتها كل الأعراف والمواثيق الدولية". مقدما شكره لجهود بلدية الخليل وبلديتي اركوي وبلفورد الفرنسيتين ولجميع الخبراء الدوليين الفلسطينين الذين يشاركون في اعمال المؤتمر لاثراء ملف مدينة الخليل في اليونسكو.
واختتمت جلسة الاعلان عن اطلاق اعمال المؤتمر بكلمة "برولار" التي وجه فيها تحية للشعب الفلسطيني و قيادته على قدراتهم في ادارة شؤون مواطنيهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، قائلا: ان تكون رئيس بلدية امر صعب اما ان تكون رئيس بلدية فلسطينية فهذا من الامور المستحيلة". مبينا ان مدينته تتعاطف مع الفلسطينين منذ زمن بعيد فقد كانت صاحبة استضافة اول فريق رياضي فلسطيني عام 1982 في الوقت الذي كان العالم في حينها يصف الفلسطينين بالارهابيين.
و اعرب "برولار" عن سعادته لعمل الفلسطينيين في الثقافة بهدف اثبات زادهم و شكر تصويت اليونسكو على انضمام فلسطين لها كعضو كامل مما يتح فرصة لتسجيل الخليل على قائمة اليونسكو بقوة، متمنيا ان يأتي العام القادم و تحمل بداياته احتفالا بقبول ملف الخليل في اليونسكو و تسجيل ارثها الانساني على قائمة المدن التاريخية.
و من الجدير بالذكر ان المؤتمر يشارك به خبراء آثار وتاريخ من ايطاليا والسعودية ولبنان و فلسطين وفرنسا، اضافة الى عدد آخر من الداعمين للمشروع من دول العالم المختلفة.