الأربعاء: 06/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فلسطينيو عام 1967في لبنان.. معاناة ومصير مجهول

نشر بتاريخ: 25/07/2005 ( آخر تحديث: 25/07/2005 الساعة: 11:32 )
بقلم : عصام الحلبي
شُرد وهُجر شعبنا الفلسطيني من ارضه وممتلكاته وقراه بفعل الاحتلال الإسرائيلي ، هام في ارجاء المعمورة الى أن استقر به الحال في دول الطوق المحيطة بفلسطينوالتي ذاق فيها طعم المر والظل والهوان والشقاء ولكنها اختلفت وبدرجات متفاوضة من دولة الة أخرى، واللافت للنظر تلك الحياة القاسية التي عانى وما زال يعاني منها إخوتنا وأهلنا في مخيمات لبنان نتيجة للقوانين التي لا نجد لها اسما أقل من مجحفة وغير منصفة ، فماذايمكن تسمية حرمانهم من العمل بأكثر في عالعديد من المهن ورغم صدور المذكرة الوزارية التي أصدرتها الوزير طراد حمادة والتي بحاجة الى متابعة وان ترقى الى حد ان تشرع على شكل قانون في مجلس النواب اللبناني , والتي بدون ذلك تبقى دفعة معنوية لا أكثر ولا اقل، وحرمانهم من حقهم في امتلاك بيت للسكن وتسجيله باسمهم أو توريثه لأبنائهم، وكذلك حرمانهم من حقوقهم المدنية والاجتماعية وامتهان كرامتهم اينما ذهبوا وحلوا في ارجاء لبنان العربي، وفي هذه التجمعات والمخيمات الفلسطينية يعيش لاجئون حياة بؤس وشقاء مع باقي إخوانهم اللاجئين، ولكن معاناتهم اكبرمن اخوانهم الاخرين بكثير فهم يعانون من مشاكل اجتماعية واقتصادية وقانونية ونفسية بالإضافة إلى المعاناة المشتركة مع باقي اللاجئيين.

من هم ومن أين اتوا ؟

بعد نكسة حزيران عام 1967 نزحت العديد من العائلات الفلسطينية من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الدول العربية المجاورة لفلسطين، وبعضها تنقل في أكثر من بلد عربي إلى أن استقر بها الحال في لبنان، وكما أبعد العديد من الأشخاص بشكل جماعي أو فردي من فلسطين المحتلة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى دول الطوق العربي ومنها لبنان، واستمر هذا الإبعاد إلى فترة زمنية قريبة، وفي الأعوام من 1968 إلى 1975 أتت العديد من العائلات الفللسطينية من الأردن وفلسطين إلى لبنان مع المقاومة والثورة الفلسطينية وكان دخلوها الى لبنان بطريقة شرعيةبطريقة شرعية وبموافقة من الدولة اللبنانية، حيث أبرمت في العام 1969 اتفاقية القاهرة بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية والتي نصّت على تنظيم الوجود الفلسطيني بشكل عام، والفلسطيني المسلح في لبنان، وبموجبها سمح للفدائي الفلسطيني بمقاومة الاحتلال انطلاقاً من الأراضي اللبنانية, وبموجب اتفاقية القاهرة دخل المئات من الفدائيين إلى لبنان وأقاموا فيه.

ما هو تعداد هم؟ وما هي ظروفهم المعيشية؟

هناك إحصائيات متضاربة حول عدد مثل هذه الحالات بعضها يشير إلى 25000 نسمة، وإحصاءات أخرى تقول بأن عددهم عشرون ألف نسمة (20000)، ينتمي كبار السن منهم إلى فصائل الثورة الفلسطينية، أما الصغار منهم عاطلون عن العمل أو يعملون في نطاق فصائل الثورة الفلسطينية أيضاً.

ظروفهم الحياتية والاجتماعية:

يعيش هؤلاء اللاجئون ظروفاً اجتماعية واقتصادية وتعليمية صعبة جداً، أكثر من إخوتهم اللاجئين الذين يحملون بطاقة هوية أو وثائق سفر لبنانية خاصة باللاجئين الفلسطينيين، فالشابة (رانية محمد يوسف دعمس) والدها محمد دعمس، فلسطيني قدم عام 1969 إلى لبنان مع المقاومة الفلسطينية، والدتها نوال الباشا فلسطينية مقيمة مع ذويها في عين الحلوة، تحمل وثيقة سفر فلسطينية صادرة عن وزارة الداخلية اللبنانية، تفرق والدها عام 1982 على أثر الاجتياح الإسرائيلي، توفت والدتها عام 1996 والدها مجهول الإقامة، لم تكمل الشابة رانية دراستها بسبب عدم وجود الأوراق الثبوتية، وتقدم الكثير من الشبان لخطبتها ولكن لم تكتمل مراسيم الخطبة ولا مرة بسبب عدم وجود الأوراق الثبوتية معها، فلا عقد قران بدون أوراق ثبوتية، بلغت من العمر 23 عاماً وهي في حالة ضياع، توجهت إلى الهيئات الدولية، من الصليب الأحمر الدولي إلى مكتب الأمم المتحدة في بيروت لكن بدون فائدة، هذا هو حال الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين قدموا إلى لبنان منذ العام 1968 إلى عام 1976، ولا بارقة أمل في حل مشاكلهم وتخفيف معاناتهم وإعادة الاعتبار لهم ولو جزئياً، ليعودوا إلى الإنسانية من الناحية الثبوتية والقانونية، فهذا العصر من لا أوراق تثبت شخصيته لا يحصى ولا يعد من البشرية بل يبقى نكرة، هؤلاء اللاجئون تشردهم وسبب معاناتهم وشقائهم، الاحتلال الإسرائيلي لأرضهم، فإذا كان الاحتلال سبب المعاناة والشقاء لهم، من يعينهم على تخطي هذا الشقاء وهذه المعاناة الصعبة، على من نضع مسؤولية حل مشاكلهم القانونية والحصول على الأوراق الثبوتية ، هل هي منظمة التحرير الفلسطينية، أم الدولة اللبنانية، أم الجهتين معاً، أم أن هناك لغزاً سحرياً لا بد من حله.