جنين- مصعب العتر... اول مصاب في انتفاضة الاقصى... حياته بانتظار فيزا!
نشر بتاريخ: 28/11/2011 ( آخر تحديث: 28/11/2011 الساعة: 19:10 )
جنين- تقرير معا- بعبارات ممزوجة بالألم اخذ مصعب عتر 30 عاما من بلدة اليامون يروي لمراسل "معا" في جنين حكاية اصابته برصاص جيش الاحتلال عام 2000 التي أدت الى اصابته بشلل رباعي وعاش ستة اشهر في حالة موت سريري.
اصابته وموته السريري
قال العتر: "في تاريخ 30-9-2000 في اول يوم من ايام الانتفاضة الفلسطينة الثانية انتفاضة الاقصى، حدثت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الاسرائيلي على حاجز الجلمة لأصاب برصاصة في رقبتي وكنت من اوائل المصابين والجرحى في محافظة جنين، حيث دخلت الرصاصة من فكي وخرجت من رقبتي واصبت بين الفقرتين الثانية والثالثة وسببت هذه الاصابة بشلل كامل في البداية".
|155859|ويضيف العتر: اقشعر بدني عندما اتذكر رحلة عذابي حيث كنت في حالة موت سريري لمدة ستة اشهر تنقلت خلالها الى مستشفيات جنين ورام الله ونابلس وكان الاطباء قد فقدوا الامل من شفائي وبالاحرى ان ابقى حيا، حيث اعلن عن استشهادي عدة مرات ونزل اسمي في وسائل الاعلام عدة مرات انني في قائمة الشهداء".
واوضح ان حالته الصحية في تلك الفترة يرثى لها وكنت مشلولا بشكل كامل لا حركة في الاطراف بالاضافة الى اعضاء جسمي الداخلية كانت شبه معطلة فتم تحويلي الى مدينة الحسين الطبية في عمان ليتم تأهيلي في عملية التنفس، حيث ركب لي جهازا تنفسيا اصطناعيا وتم تأهيلي على استخدامه.
|155860|واضاف: "بقيت على هذا الحال حتى تاريخ 15-11-2001 حيث تركتني المستشفيات والطواقم الطبية وتوجهت الى منزلي لان حالتي ميؤوس منها وكنت انتظر الموت في أي لحظة يأتيني فقد كانت رحلة عذاب ذقتها على مدار ستة اشهر كنت فيها بحالة موت سريري ميؤوس منه.
حالة يرثى لها
وتابع معصب حديثه "عندما وصلت المنزل بدأت بالتحسن فكان فضل الله علي كبير بالاضافة الى وقوف عائلتي واصدقائي الى جانبي وبدأت احرك رجلي لكن لا استطيع الوقوف عليهما وبدأت اشعر بالاحساس في جسمي وتركت الجهاز التنفسي الصناعي لكن بقيت على الكرسي المتحرك بالاضافة الى تعطل يدي فأنا استطيع تحركيهما بشكل بسيط لكن لا استطيع توظيفهما في امور الحياتية في هذه الفترة مررت بحالة نفسية صعبة وانطويت على نفسي لكن عائلتي واصدقائي وتشجيعهم الدائم صرت ابحث عن وسيلة يمكن من خلالها العودة الى الحياة الطبيعية وخاصة بعد ان طرقت كافة الابواب من وزارات ومؤسسات طبية في الضفة لتغلق الابواب مرة اخرى في وجهي.
|155861|واضاف كل ما احتاجه في تلك الفترة مركز علاج طبيعي متقدم وعالي التقنية من اجل الرجوع الى طبيعتي، حيث تفتقر فلسطين مثل هذه المراكز بتقنية عالية جدا، مشيرا انه كان يتلقى علاجا طبيعيا في مركز في رام الله لكن لم يقدم له العلاج بالشكل المطلوب.
الدخول الى عالم الانترنت بحثا عن ضالتي
واشار انه دخل الى عالم الانترنت منذ سبع سنوات تقريبا ورغم ان يدي معطلتان بدأت استخدم نظام التحدث مع جهاز الكمبيوتر كانت فتاة من الجزائر قدمته لي كهدية منها، وبدأت ابحث عن ضالتي لكي اجد مركزا في احدى الدول سواء عربية او اوروبية لاني قررت التغلب على الاعاقة من خلال الولوج في اعمال العالم عبر شبكة الانترنت.
واضاف تابعت تطورات العلاج الطبيعي عبر الانترنت حيث وجدت انه لا خيار لي سوى السفر الى الخارج فقد تمكنت من بناء شبكة علاقات قوية مع عدد من المؤسسات خصوصا فيما يتعلق بعلاج وتأهيل الحالات المشابهة لحالتي فقد تواصلت مع مؤسسات في المانيا واخرى في التشيك واتحاد الاطباء العرب ممثلا بالدكتور حسان نجار الذي كان وما زال صاحب افضال كبيرة علي.
|155863|وتابع يقول: حصلت على دعوات من المؤسسات المختصة في التشيك والمانيا عن طريق اتحاد الاطباء العربي وتقدمت بطلب تأشيرة للسفر الى هناك لكنه تم رفضي من قبل السفارات والممثليات بحجج تتعلق بخوف الجهات المختصة من بقائي في دولهم الامر الذي يحول دون الموافقة على منحي تأشيرة دخول.
مناشدة
واوضح انه حاول مرارا وتكرارا للحصول على تأشيرة دخول الى المانيا والتشيك لوجود مراكز علاج طبيعية عالي التقنية لكن من دون جدوى فجل ما اريده والمشكلة التي تقف امامي هو الحصول على التاشيرة مناشدا الرئيس محمود عباس والدكتور سلام فياض رئيس الوزراء والجهات المختصة في السلطة الوطنية الفلسطينية بمساعدتي عبر العلاقات الدبلوماسية توفير تأشيرة دخول الى هذه الدول لاكمال العلاج، مؤكدا انه لا يريد سوى الرجوع الى طبيعته ليعيش كبقية الشباب يعمل ويكد ويبني بيتا ويتزوج ويعيش بقية عمره مع شريكة حياته وينجب منها اطفالا.
والدي مصاب بشلل رعاشي
لم تتوقف مصيبة العائلة عند مصعب فحسب، فما عاناه والده ووقوفه عاجزا امام شفاء ولده اصابه بشلل رعاشي ارقده على السرير لا يقوى على الحركة والنطق فأصبح هو الاخر بحاجة الى علاج خاص لهذا المرض النادر.
|155864|وقال مصعب ما عانيته طوال السنوات السباقة انعكس على والدي وخاصة عندما كنت في حالة موت سريري فكان والدي برفقتي في مستشفيات الضفة والاردن واقفا عاجزا لا يعرف ما يقدم وكيف يساعد فاصيب بمرض نادر يطلق عليه الشلل الرعاشي لا يوجد له علاج الا في الدول الاروربية، مشيرا ان العائلة سعت الى عدة وزارات ومؤسسات لمساعدة والده الا ان الطرق قد اغلقت امامه هو الاخر.
اما وضع العائلة اقتصاديا قال مصعب اتلقى راتبا من السلطة فور اصابتي مبلغ 600 شيقل ليرتفع المبلغ ويصل الى 1400 شيقل ولكن بسبب وجود بعض المشاكل في الحوالات نزل راتبي الى 700 شيقل في الوقت الحاضر فهذا المبلغ لا يكفي لادويتي بينما شقيقي حذيفة الذي يعمل في احدى الاجهزة الامنية يقدم لنا راتبه حيث استنزفت العائلة كل ما يملك من اموال وتعطلت حياته ومستقبله فهو يحتاج الى ان يبني حياته ومستقبله مستصرخا الرئيس محمود عباس في النظر الى قضيته متأملا منه بعد الله تقديم ما يلزم العائلة من علاج الوالد وتسهيل امور تأشيرة الدخول الى الدول الاروربية لمصعب ليعود الى طبيعته، كما كان قبل الاصابة.
وفيما يلي توضيح ارسلة الجريح العمور لدعوات تم الاتفاق عليها مع مؤسسات بالخارج ذهابا وايابا لتلقي العلاج |155892||155891|