وزارة الأسرى تسلط الضوء على قصيدة "يا نقب"
نشر بتاريخ: 29/11/2011 ( آخر تحديث: 29/11/2011 الساعة: 10:11 )
رام الله- معا- سلطت وزارة شؤون الأسرى والمحررين الضوء على قصيدة "يا نقب" التي تحولت الى أنشودة للحرية والأمل والإرادة بعد أن انطلقت كلماتها وإيقاعها من صحراء سجن النقب الصحراوي خلال الانتفاضة الأولى عام 1988.
الأنشودة من تأليف الأسير الكاتب صلاح عبد ربه الذي اعتقل أكثر من 5 سنوات في سجون الاحتلال الاسرائيلي، وهو من سكان مخيم الدهيشة للاجئين قضاء بيت لحم، والذي جعل من القصيدة فضاء آخر في تلك الصحراء البعيدة الجرداء حيث زج بآلاف الأسرى الفلسطينيين في معسكر لا ينبت فيه الزرع ولا يقترب من سماءه الطير.
يا نقب كوني إرادة، كوني مجدا و ريادة
كوني سيفا كوني درسا
من دروس الانتفاضة
وأصبحت القصيدة أغنية يرددها الأسرى في ذلك المكان الذي صار سجنا يحكمه الجيش الاسرائيلي، المسيج بالأسلاك، والمحاط بآلاف الجنود المسلحين وبكاميرات المراقبة، حيث افتتح سجن النقب الصحراوي الذي عرف باسم أنصار 3 أول مرة عام 1988، وزج به أكثر من 50 ألف معتقل فلسطيني الى أن أغلق عام 1995، ثم أعيد افتتاحه مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2002، ويقع المعتقل على بعد حوالي 180 كم جنوب مدينة القدس وعلى بعد 10 كم شرق الحدود المصرية.
أراد الإسرائيليون من سجن النقب أن يكون قبرا للأسرى ورادعا على انتفاضتهم من اجل الحرية والاستقلال، فشهد عمليات قمع وممارسات وحشية وحرمان تام من أبسط الحقوق الإنسانية.
أرادوك لنا قبرا -فقلبنا القبر زهرا
وحلمنا الشمس فجرا - لا لأنماط الإبادة
ورشفنا الحر كأسا- وعشقنا الرمل همسا
وحلمنا الليل عرسا - دولة ذات سيادة
وأنشودة يا نقب جسدت تلك المعاناة في ذلك المعسكر الرهيب، وحملت أحلام الأسرى وآمالهم وعبرت عن أسطورة صمود خارقة في ملاحم تحدي بطولية حتى تحولت الأنشودة الى شهادة ناصعة على التمسك بالحرية والكرامة، وشهادة على جرائم ترتكب في ذلك القيظ بحق المعتقلين الفلسطينيين.
لقد سقط الشهداء ومئات الجرحى على يد جنود الاحتلال في معسكر النقب خلال خوض المواجهات في سبيل تحسين شروط الحياة في السجن والمطالبة باحترام كرامة وحقوق الأسير الفلسطيني.
وكان يوم 15/8/1988 يوما مشهودا، عندما امتزجت حجارة ورمال صحراء النقب بدماء الشهيدين أسعد الشوا وبسام صمودي اللذين سقطا بعد إطلاق النيران عليهما من قبل قائد معسكر النقب المدعو (تسيمح) ومن مسافة الصفر، وإصابة المئات من الأسرى بجروح مختلفة.
قد بنينا الآن صرحا
شاهدا كم فينا جرحى
كم شهيدا قال مرحى مرحى للشهادة
كلمات خضراء في صحراء جافة، تدب الحياة، ولا أحد يساوم أو يتنازل عن مبادئه، رغم كل الظروف الوحشية التي عاشها الأسرى في هذا المعسكر، وفي تلك الخيام البائسة، وفي تلك الأقسام التي أصبحت تسمى الآبار.
الأسير صلاح عبد ربه في أنشودته يا نقب يستدعي الأمطار من السماء البعيدة، ويجرى الرياح ، يزرع النبات في الرمل، وتدب الحياة، فيصاب السجانون بالذهول، ويرتبك اسحق رابين الذي زار المعسكر من رؤيته لعلم م ت ف يرتفع فوق الأسلاك يرفرف كالأنشودة مخترقا الصمت والحصار.
ها هم أطفال الحجارة - يشعلون الأرض نارا
صوتهم جاء جهارا -ثورة تحيي البلاد
الأنشودة حملتها فرقة عسقلان في مخيم الدهيشة وتحولت الى أنشودة للأسرى تبنتها وزارة شؤون الأسرى، وتجسد تاريخيا مفعما بالبطولات والدلالات، وتبرز مشاهد مؤلمة لا زالت مطبوعة على أجساد الأسرى الذين زجوا في معتقل النقب الصحراوي.
إنه وعي الأسير المكوي بنار النقب، الانتماء الذي لم يكسر، صوت الانتفاضة الذي لم يخمد، الدولة ذات السيادة التي ستشرق من ليل السجون، وهي مسيرة متواصلة نحو الحرية والزفاف الإنساني لشعب يناضل من اجل الخلاص من الاحتلال والعبودية.
نحن صوت الشعب فصل -ولسيف العز نصل
قلنا لا لاصوت يعلو-فوق صوت الانتفاضة
يا نقب يا نقب-كوني إرادة