بلغاريا تحيي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
نشر بتاريخ: 01/12/2011 ( آخر تحديث: 01/12/2011 الساعة: 09:01 )
صوفيا-معا أحيت وزارة الخارجية البلغارية، وممثلية الأمم المتحدة بالتعاون مع سفارة دولة فلسطين في بلغاريا، يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، في قصر الثقافة البلغاري، التابع لوزارة الثقافة البلغارية وسط العاصمة البلغارية صوفيا.
وحضر المهرجان نيابة عن الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف مستشاره لشؤون السياسة الخارجية والدفاع السيد غوران يونوف، ونيابة عن وزير الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف مساعده لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا السفير الكسندر أولشيفسكي، وعدد من موظفي الخارجية، وأعضاء البرلمان، هذا بالإضافة إلى محافظ صوفيا وعدد من رؤساء البلديات البلغارية، وحشد كبير من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي الأجنبي والعربي والكتاب والأدباء والشخصيات البلغارية، وممثلي الجاليات العربية، والمنظمات الحكومية البلغارية وغير الحكومية.
وقد افتتح المهرجان بعزف النشيدين الوطنيين البلغاري والفلسطيني، ثم ألقت ممثلة الأمم المتحدة "اليونيسيف" تانيا رادوتشاي كلمة السيد الأمين العام للأم المتحدة " بانكي مون" أشارت فيها إلى القرار رقم 181 الذي اتخذته الجمعية العامة قبل أربع وستين سنة، والذي اقترح تقسيم الإقليم الخاضع للانتداب إلى دولتين. لذلك فإن إقامة دولة فلسطينية تعيش في سلام إلى جانب دولة إسرائيلية تنعم بالأمن أمرٌ طال انتظاره.
وأهابت السيدة رادوتشاي بالقيادتين الإسرائيلية والفلسطينية إلى إظهار الشجاعة والتصميم في السعي إلى إتفاق على حل قائم على وجود دولتين يمكن أن يفتح آفاق مستقبل أكثر إشراقا للأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين. ويجب أن يضع هذا الحل حداً للاحتلال الذي بدأ عام 1967، ويستجيب للشواغل الأمنية المشروعة. ويجب أن تنبثق القدس عن المفاوضات باعتبارها عاصمة الدولتين، مع وضع ترتيبات للأماكن المقدسة تكون مقبولة لدى الجميع. ويجب التوصل إلى حل عادل ومتفق عليه لملايين اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في جميع أنحاء المنطقة.
وجددت ممثلة الأمم المتحدة في هذا اليوم الدولي، إعادة تأكيد التزام المنظمة الأممية بترجمة التضامن إلى عمل إيجابي. فعلى المجتمع الدولي أن يساعد في توجيه الوضع نحو التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي. والفشل في التغلب على انعدام الثقة سيحكم فقط على الأجيال القادمة من الفلسطينيين والإسرائيليين بالعيش في صراع ومعاناة. إن تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط على أساس قرارات مجلس الأمن 242 و 338 و 1397 و 1515 و 1850، والاتفاقات السابقة، ومرجعية مدريد، وخارطة الطريق، ومبادرة السلام العربية، لهو أمر حاسم لتجنب هذا المصير. وختاما تعهدت، من جهتها، بمواصلة بذل كافة الجهود بكل الوسائل المتاحةمن إجل التوصل إلى السلام المنشود بين الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني.
كلمة وزارة الخارجية ألقاها مساعد الوزير لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، السيد الكسندر أولشيفسكي، الذي أكد فيها على موقف بلغاريا الثابت والمبدأي من القضية الفلسطينية والقائم على أساس حل الدولتين للشعبين، وأضاف: إن أهم طرق التعبير عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني كإتحاد أوروبي عامة، وبلغاريا خاصة هو دعم الطرفين في سبيل التوصل إلى الحل النهائي للدولتين.
وأضاف السيد أولشيفسكي: في رأينا مازالت هناك فرصاً واقعية للتوصل إلى السلام الدائم والعادل في المنطقة، فقد أتت خارطة الطريق التي تقدمت بها الرباعية في 23 أيلول الماضي بالأبعاد الواضحة والملموسة لاستئناف المفاوضات، ونحن على قناعة بأن هذه الفرص لا يجب فواتها، وبلغاريا أسوة مع باقي شركائنا من الاتحاد الأوروبي، ستدعم أطراف الصراع في الشرق الأوسط في سبيل إيجاد الحلول لكافة قضايا النزاع من الحدود والأمن والقدس واللاجئين.
وختاماً تمنى مساعد وزير الخارجية البلغارية لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، السيد الكسندر أولشيفسكي للشعب الفلسطيني بقيادة الرئيس محمود عباس، القوة والصبر والثقة في المستقبل ليتابع بثبات سيره في طريق السلام وحسن الجوار في المنطقة بغض النظر عن المصاعب.
ثم تحدث رئيس جمعية الصداقة البلغارية الفلسطينية السيد كيرياك تسونوف كلمة جمعية الصداقة البلغارية الفلسطينية، والتي عبر فيها عن عميق مشاعر الصداقة مع الشعب الفلسطيني والتضامن الصادق مع نضاله في سبيل تحقيق أهدافه العادلة. كما عبر عن نقده للموقف الرسمي البلغاري الذي تجاهل البرقيات والرسائل العديدة التي أعرب المجتمع البلغاري من خلالها عن دعمه للطلب الفلسطيني لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة واليونيسكو، حيث امتنع ممثل الحكومة البلغارية عن التصويت لصالح انضمام فلسطين الى اليونيسكو. وأشار إلى أن هذا الموقف لا يوصف بالمبدئي، بل أنه لا ينسجم مع مصالح بلادنا.
وفي ختام حديثه توجه السيد تسونوف عن تمنياته للأصدقاء الفلسطينيين أن نلتقي قريباً في عاصمتكم المقبلة القدس في دولة فلسطين ذات السيادة والاستقلال الحقيقيين.
واختتم الحفل الخطابي بكلمة لسفير دولة فلسطين ، الدكتور أحمد المذبوح، الذي عبر عن شكر وامتنان القيادة الفلسطينية ممثلة بسيادة الرئيس محمود عباس لكل من ساهم في إنجاح حفل التضامن مع شعبنا الفلسطيني في تطلعاته نحو حقه بتقرير مصيره وحريته واستقلاله.
واستعرض السفير أهم المراحل الجوهرية في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وقال: لقد آن الأوان لمعالجة جذور هذا الصراع بإنهاء الاحتلال الأطول في التاريخ الحديث وتحقيق استقلال دولة فلسطين.
|156143|
وأضاف د. أحمد المذبوح: إن القيادة الإسرائيلية اختارت طريق مواصلة الاحتلال والاستيطان وبناء نظام 'أبارتاهيد' وتمييز عنصري، وأكد أن من يرغب بالسلام علية أن يضع حد حاسم ونهائي للحملة الاستيطانية في كافة المناطق المحتلة بما فيها القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين الأبدية، ووقف مصادرة الأراضي وطرد الفلسطينيين من بيوتهم ووقف بناء جدار الفصل العنصري غير الشرعي والمدان دوليا وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية ورفع الحصار الجائر واللاانساني عن أهلنا في قطاع غزة.
وأشار السفير الفلسطيني الى أنه في الآونة الأخيرة وبتوجيهات من سيادة الرئيس محمود عباس، حققنا نصرا سياسيا، دبلوماسيا كبيرا، بحصولنا على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في اليونيسكو، ثم توجه إلى الدول التي تم انتخابها جديدا في مجلس الأمن أن تصوت لصالح العدل والحق، وتصوت لصالح قبول عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة.
وأكد على أن القضية الفلسطينية وحدها، ومن دون القضايا الدولية لم تحظ بتفيذ القرارات الخاصة بها، مما كرس القناعة بأن هناك مكيالين لقرارات الأمم المتحدة، حيث لا ينفذ منها كل ما له علاقة بإسرائيل، وعبر عن أمله أن تتوفر الارادة السياسية عند المجتمع الدولي للكف عن معاملة اسرائيل وكأنها فوق القانون، وإرغامها على الامتثال للقرارات الدولية، وتحميلها مسؤولياتها بتنفيذ التزاماتها تجاه العملية السياسية.
وأخيرا دعا د. المذبوح المجتمع الدولي للعمل من أجل أن يتحول هذا اليوم إلى احتفال سنوي للاستقلال الفعلي لدولة فلسطين وعودة اللاجئين، وعندها نستطيع أن نستقبلكم في القدس عاصمة دولتنا المستقلة بدون احتلال ولا جدران ولا نظام للتمييز العنصري "الابارتاهيد". ونحتفل معنا في العام القادم وقد أقميت دولة فلسطين العصرية الديمقراطية، وأن نستثمر معا في ثقافة الحوار والحياة والسلام
وبعد انتهاء الحفل الخطابي أقيم حفل فني أحيته فرق روسية وأرمنية وكازاخية وبلغارية وكوبية، حيث قدمت الفرق رقصات ولوحات فنية تعبيرا عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، نالت على إعجاب الحضور. وحظيت رقصات فرقة كيريل خارلامبييف البلغارية على الحصة الأكبر من الحفل الفني، مع العلم بأن الفرقة المذكورة كانت قد زارت فلسطين عام 2009 وأحيت عدة حفلات بمناسبة إعلان الاستقلال الفلسطيني، وذلك في كل من مدن رام الله والقدس وبيت لحم.
ويذكر أن المهرجان تلقى عددا من برقيات التضامن من البرلمان البلغاري، ومن المجموعة البرلمانية للصداقة مع فلسطين، ومن لجنة السياسة الخارجية والأمن في البرلمان، ومن الكتلة البرلمانية لحزب جيرب الحاكم، ومن محافظ ورئيس بلدية صوفيا، ومن عدد من رؤساء البلديات والاحزاب البلغارية ومؤسسات المجتمع المدني. كما وقدم الطفل البلغاري يوسف الاحمد الى سعادة السفير الفلسطيني لوحة فنية معبرة عن فلسطين.