الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

عبد الرحيم يدعو إيران لإنهاء احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث سلميا

نشر بتاريخ: 01/12/2011 ( آخر تحديث: 02/12/2011 الساعة: 09:26 )
رام الله - معا - دعا أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، إيران للاستجابة للمبادرات الإماراتية والعربية لحل المشكلة بالطرق السلمية ووفقاً للقانون الدولي، 'فالقوة والاحتلال لا يخلقان حقاً، ولنا في الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا أقرب مثال'.

وقال، في كلمته، نيابة عن الرئيس محمود عباس، خلال حفل الاستقبال الذي أقيم في رام الله، مساء اليوم الخميس، لمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة والذي أقامه مكتب الممثلية الإماراتية لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، 'نؤكد مجدداً في هذه المناسبة موقفنا الثابت والراسخ إلى جانب دولة الإمارات في جهودها لاستعادة حقوقها في الجزر الثلاث المحتلة، والحفاظ على سلامة أراضيها وسيادتها ومواجهة كل الأطماع والمؤامرات والتهديدات الخارجية من أي جهة كانت'.

وأضاف أن 'دور الإمارات ودعمها الأصيل والمتميز لشعبنا لتحقيق الاستقلال مسجل بذاكرة شعبنا، تقديراً واحتراماً واعتزازاً، الأمر الذي كان له بالغ الأثر في تعزيز الصمود الأسطوري لشعبنا ولثباتنا على الأهداف الوطنية والقومية والتاريخية المتمثلة في حقنا المشروع في الحرية والاستقلال'.

وأكد عبد الرحيم، أن الرئيس محمود عباس جاد في إتمام المصالحة الفلسطينية، وعلى الغربان التوقف عن النعيق، لأن هناك أجواء إيجابية سادت في اجتماعات القاهرة بين 'فتح' و'حماس'، وسيشهد هذا الشهر لقاءات موسعة لكافة الفصائل لترتيب البيت الفلسطيني على كافة الأصعدة.


وفيما يلي نص كلمة أمين عام الرئاسة:

سعادة الأخ الممثل أحمد الطنيجي
أصحاب المعالي والسعادة
أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والصديق
السادة المحافظين ورؤساء البلديات
الأخوات والإخوة الأعزاء الحضور
أشكركم على دعوتكم لنا سعادة الممثل للمشاركة في هذا الاحتفال، ويسرني أن أنقل تحيات سيادة الأخ الرئيس الذي شرفني لأنوب عنه المشاركة هذه المناسبة العزيزة وهي الذكرى الأربعين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، هذه التجربة الوحدوية الرائدة والناجحة في وطننا العربي، التي استطاعت خلال فترة زمنية قصيرة من عمرها أن تحقق حضوراً في كافة أنحاء العالم ليس فقط من خلال الحراك النشط للدبلوماسية الإماراتية وإنما أيضاً من خلال الدور الإماراتي الرائد في الأعمال الخيرية رسمياً وشعبياً.

إن تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل نموذجاً للدولة العصرية المستقرة حيث عززت وحدة الشعب باعتمادها سياسة داخلية راشدة جذرت الشخصية الوطنية وعمقت النسيج الوطني والاجتماعي ودفعت بالتنمية والتطور إلى الأمام، وذلك بالتوازي مع سياسة عربية ودولية حكيمة، أكسبتها احتراماً كبيراً في المجتمع الدولي، ولقد باتت النهضة الشاملة التي تحققت في كل القطاعات بحكمة ووعي وجهد قيادتها نموذجاً حقيقياً لا ينكره أحد، على كافة الأصعدة خاصة مغالبة الصحراء واستصلاح الأراضي وفي مجال البنية التحتية التي تضاهي مثيلاتها في أكثر الدول تقدماً.

ويتوجب علينا هنا أن نستذكر في هذه المناسبة، الرجال العظام الذين تآلفت قلوبهم على النهوض بالدولة وحماية استقرارها، وتعزيز نموها الاجتماعي ودفع عجلة التنمية فيها، وعلى رأس أولئك، القائد الفارس المؤسس المغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي ترك مآثر كثيرة أهمها الاستثمار في الإنسان الإماراتي ففتحت الدولة الأفاق لأبنائها إلى حياة عصرية، احتفظ فيها الإنسان بروحه العربية الأصيلة، وانفتاحه ووقوفه إلى جانب أمته العربية وقضاياها كافة.

لقد ظلت قضية فلسطين على رأس سلم أولويات القيادة الإماراتية، والعلاقات الإماراتية الفلسطينية مثالاً للعلاقات الأخوية المتميزة، ويسير الخلف فيها على خطى السلف الذي أرسى دعائم هذه العلاقات الصحيحة والصحية، فكانت الإمارات ولازالت بمثابة الشقيق الحقيقي لشعبنا، فلم تتخلى عن دعمه في أية مرحلة، فساندت منظمة التحرير الفلسطينية، ودعمت السلطة الوطنية الفلسطينية منذ نشأتها وحتى الآن، وشاركت شعبنا السراء والضراء وفي كل الظروف، وظلت دوماً جزءاً أصيلاً في مواجهة التحديات، وتجلى ذلك مؤخراً بالموقف الداعم للطلب الفلسطيني للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ونحن ممتنون لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ولكل إخوانه ولكافة أصحاب السمو حكام الإمارات على مواقفهم النبيلة.

ونؤكد مجدداً في هذه المناسبة موقفنا الثابت والراسخ إلى جانب دولة الإمارات في جهودها لاستعادة حقوقها في الجزر الثلاث المحتلة، والحفاظ على سلامة أراضيها وسيادتها ومواجهة كل الأطماع والمؤامرات والتهديدات الخارجية من أي جهة كانت والتي تهدد الأمن القومي العربي، ونطالب إيران بالاستجابة للمبادرات الإماراتية والعربية لحل المشكلة بالطرق السلمية ووفقاً للقانون الدولي، فالقوة والاحتلال لا يخلقان حقاً، ولنا في الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا أقرب مثال.

إن دور الإمارات ودعمها الأصيل والمتميز لشعبنا لتحقيق الاستقلال مسجل بذاكرة شعبنا كما قالها الرئيس الخالد ياسر عرفات، تقديراً واحتراماً واعتزازاً، الأمر الذي كان له بالغ الأثر في تعزيز الصمود الأسطوري لشعبنا ولثباتنا على الأهداف الوطنية والقومية والتاريخية المتمثلة في حقنا المشروع في الحرية والاستقلال. لقد ساهمت دولة الإمارات الشقيقة في تقديم الدعم لنا بكل أشكاله في الإعمار وإقامة المؤسسات المتعددة والمشاريع والأحياء السكنية المختلفة والمساجد والمستشفيات والمدارس المختلفة في كافة أنحاء فلسطين من رفح وحتى جنين والتي تحمل اسم الإمارات العربية المتحدة وقياداتها فضلاً عن دعمها الخاص للقدس والأقصى الشريف، وفي احتضانها لأبناء شعبنا منذ أكثر من نصف قرن حيث يعملون ويعيشون بكل أخوة ومحبة واستقرار في كنف هذه الدولة الشقيقة، ونحن واثقون بأن هذه المواقف ستتواصل وتتعزز حتى يحقق شعبنا أهدافه بإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف التي نأمل أن يكون احتفالنا القادم بهذه المناسبة في ربوعها الطاهرة.

واسمحوا لي أيها الأخوة والأخوات أن أتطرق في عجالة إلى بعض القضايا السياسية التي تحيط بنا باختصار.

أولا: فما زالت إسرائيل ترفض تقديم تصورها لموضوعي الحدود والأمن كما طالبت الرباعية الدولية، وتصر على مخالفة بيان الرباعية بمواصلة الاستيطان ورفض حل الدولتين على حدود عام 67، ولا نتصور أن هناك شيئاً يلوح في الأفق حتى 26/1 وهو الموعد الذي حددته الرباعية مع هذه الحكومة الإسرائيلية اليمينية التي تستمر في تحدي الشرعية الدولية، ومن هنا فإن استمرار الاستيطان ورفض المرجعيات الدولية سيحول دون العودة إلى المفاوضات، ونتساءل منذ الآن ماذا ستفعل الرباعية الدولية في هذه الحالة.

ثانيا: سيظل قرار القيادة الفلسطينية هو التمسك بالتوجه إلى مجلس الأمن في موضوع نيل العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
ثالثا: سادت اجتماعات القاهرة بين فتح وحماس أجواء ايجابية مبشرة نأمل أن تُستكمل لإتمام المصالحة بالرغم من الغربان التي تنعق، تارة مشككة بجدية الرئيس في هذا الموضوع وأخرى واصفةً هذه المساعي بصلح الحديبية ذلك الوصف الذي أطلقوه على اتفاق مكة السابق، وسيشهد هذا الشهر لقاءات موسعه لكافة الفصائل لترتيب البيت الفلسطيني على كافة الأصعدة.

رابعا: إن الاستمرار في تهويد القدس وأخرها تنفيذ مخطط هدم جسر المغاربة الذي ما زال قائماً، يتطلب من الجميع وقفة جادة وجدية لنصرة القدس ومقدساتنا الإسلامية المسيحية، مثمنين جهود الأشقاء الأردنيين والمصريين لوقف هذه الإجراءات الإسرائيلية.

نرفض كل المحاولات الرامية إلى الضغط علينا مالياً لثنينا عن التمسك بثوابتنا ونستغرب قطع الدعم المالي عن السلطة الوطنية واقتصاره على دعم الأمن فقط وهو ما نرفضه جملة وتفصيلاً.

فمشروعنا الوطني ليس مشروعاً امنياً وإنما هو مشروع وطني للاستقلال ونيل الحرية وإقامة الدولة.

نجدد تهانينا القلبية باسم السيد الرئيس والقيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني للإمارات أميراً وحكومة وشعباً بهذه المناسبة وندعو الله أن يحفظ الإمارات وشعبها بكل خير بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، لتواصل دورها الريادي في خدمة قضايا أمتنا والعالم.

معربين لكم أخانا العزيز سعادة الممثل عن شكرنا وتقديرنا لجهودكم المباركة بين أهلكم وفي وطنكم الثاني فلسطين.

بدوره، قال رئيس مكتب التمثيل الإماراتي أحمد الطنيجي إن العلاقات الإماراتية - الفلسطينية تمتاز بأواصر متينة عبر التاريخ، فالإمارات كانت ومازالت وستبقى من الدول السباقة لدعم الموقف الفلسطيني في كافة المحافل الدولية، من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على تراب فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

وهنأ الطنيجي، دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة قيادة وشعباً لمناسبة الذكرى الأربعين لليوم الوطني لتأسيسها، مشيرا إلى أن الإمارات تحتفل اليوم مرور 4 عقود حافة بالعمل والإنجاز، بدأت بمرحلة البناء والإعمار التي قادها المرحوم مؤسسة الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وشملت تنفيذ خطط وبرامج طالت جميع مناحي الحياة، ووضعت لبنات قوية في مسيرة البناء والعطاء.

وقال، إن المسيرة تواصلت بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة الذي وضع بخبرته القيادية مرحلة التمكين لإعلاء الإنجازات والمكتسبات التي تحققت، وتطوير آلية الأداء وفق آليات علمية حديثة وصولا إلى التميز والريادة والإبداع.

وأضاف الطنيجي 'أن ما ميز دولة الإمارات هو احتضانها ورعايتها للإنسان الإماراتي وتوفير الدعم المادي والمعنوي له بما يدفعه للعمل والتطوير لصالح رفعة الدولة وتعزيز مكانتها الريادية'.

وأشار رئيس مكتب التمثيل الإماراتي، إلى أن السياسة الخارجية للإمارات تتميز بالحكمة والاعتدال بميثاق الأمم المتحدة ومواثيق القوانين الدولية، وإقامة العلاقات مع كل دول العالم على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وحل النزاعات بالحوار والطرق السلمية، والوقوف إلى جانب قضايا الحق والعدل .

وأكد الطنيجي أن الدبلوماسية الإماراتية حققت انفتاحا واسعا على العالم الخارجي، ما أثمر شراكات إستراتيجية سياسية واقتصادية واجتماعية ناجحة مع المجتمع الدولي.

وفي الوضع الداخلي الإماراتي قال الطنيجي، إن الإمارات حققت مراكز متقدمة على المستوى الدولي وعلى كافة الصعد، وذلك بفضل السياسة الحكيمة والخطط الإستراتيجية التي وضعتها الحكومة الإماراتية لتطوير البلاد وتعزيز رياديتها على المستوى الدولي، إضافة إلى المساعدات القيمة التي تقدمها الإمارات للدول الشقيقة والصديقة.