الإدارة المالية وتطوير المؤسسة/ بقلم: د. محمد سويدان
نشر بتاريخ: 03/12/2011 ( آخر تحديث: 03/12/2011 الساعة: 15:25 )
في البداية لا بد من التنويه بأن الإدارة المالية تلعب دورا مهما في تطوير المؤسسة وهي فن حديث عمره لأي يتجاوز الحولين والمقصود بالإدارة المالية بصورة عامة عملية إعداد البيانات الحسابية وتحليلها وإجراء المقارنات اللازمة لمعدلات أداء المؤسسة وإعداد دراسات الجدوى الاقتصادية والحد من التكاليف للوصول إلى الأداء الأمثل، وتحويل احتياجات المؤسسة من المعدات والأدوات، سواء بزيادة رأس المال أو عن طريق القروض أو التسهيلات الائتمانية وملاحظة التدفق النقدي ومقارنة فوائد الاستئجار أو الشراء للمعدات الثقيلة والمساهمة في إعداد الجوانب المالية في الخطة الإستراتيجية للمؤسسة.
وظلت المؤسسة بصورة تقليدية تكتفي بأداء دائرة المحاسبة وأحيانا في تكليف تلك الدائرة بإعطاء التحليلات التي تريدها الإدارة ويجب علينا تبيان الاختلاف الكبير بين إدارة الأموال واستخدامها الاستخدام الأمثل، وتقوم الثانية بعملية التسجيل التاريخي لمعاملات المحاسبة من اجل إعداد البيانات المحاسبية. كذلك فإدارة الأموال تتدخل لوقف الإنفاق غير المدرج في الموازنة، أو الذي لا يعتقد بلزومه، في الوقت الذي لا تملك فيه دائرة الحسابات أي حق لإبداء الرأي لأنها بحكم عملها، تعتبر وسيلة للتدوين فقط.
ومن المفيد أن نذكر أن المؤسسات الغريبة العملاقة كانت تلجأ إلى المدراء الحاليين لإدارتها وتيسير أمورها عند تعرفها لازمات عاصفة انطلاقا من أن الإداري المالي خير من يعلم بخفايا وأساليب التحويل والسيولة النقدية. وخير من يقرأ ويفهم اتجاه أداء المؤسسة بدراية وعمق من خلال مطابقة البيانات الحسابية، علاوة على أنهم يتمتعون بحس قوي في تفهم المضاعفات المالية للقرارات الخاطئة والى تحليلهم بالصبر البعد عن العواطف عند التعرض للازمات الحاذقة أو عند فرضهم للقيود المتشددة لإجراء رقابة مالية صارمة لتخفيف النفقات وزيادة الإيرادات.
لكن الإدارة الحالية لا تعني بالضرورة العامل الوحيد التي تسعى إليه المؤسسة فهناك على سبيل الإيجاز، التنظيم الهيكلي المناسب لواقع عمليات المؤسسة كذلك تعيين الإداريين الذين يتمتعون بالكفاءة والخبرة المؤهلات الضرورية.
كذلك التركيز على الخطط الإستراتيجية للمؤسسة حتى تعلم الإدارة بوضوح الأهداف التي يتوقع مجلس الإدارة منها تحقيقها، وإلا ظلت المؤسسة تدار بصورة عشوائية تعتمد على الظروف والهدف لا على التخطيط السليم للمستقبل.
كلمة أخيرة، قد يبدو قد غالينا في تقويم دور الإدارة المالية، وربما وإذا كنا غايتنا فعلا فانطلاقا من قناعاتنا بأن الإدارة المالية هي علم وفن وبأنها لا تقل أهمية وخطورة عن الإدارة العليا للمؤسسة. وتثبت بما لا يقبل الشك بان الإدارة المالية بملاحظاتها وتعليقها على الجدوى الاقتصادية أو دراسة التكاليف الأفضل للمشاريع المعروضة سواء من اجل التوسع أو من اجل تسيير عمليات المؤسسة العادية. لذلك على المؤسسات العامة والخاصة استحداث أقسام أو دوائر للإدارة المالية وذلك لتتمكن تلك الدوائر من التفرغ بصورة مهنية وعالمية للمساهمة في تحسين أداء المؤسسة والوصول بها إلى مستويات دولية وتمكن (صناع القرار) من اتخاذه بصورة سليمة ومنطقية من خلال البيانات الصحيحة والمعلومات التحليلية والتعليقات الموضوعية وبالتالي مواصلة تعزيز التنمية الاقتصادية.
محاضر في كلية الهندسة والتكنولوجيا
مركز نقل التكنولوجيا - جامعة فلسطين التقنية - خضوري