هل انشغال الرسميين بتشكيل حكومة الوحدة أم غياب معاني المناسبة أم الشتاء كان وراء غياب فعاليات ذكرى الاستقلال؟!
نشر بتاريخ: 16/11/2006 ( آخر تحديث: 16/11/2006 الساعة: 10:29 )
غزة- معا- تقرير- ربما يكون الشتاء قد حال دون إقامة مهرجانات احتفالية بالذكرى الثامنة عشرة للاستقلال وإعلان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وربما يكون الاختفاء لمعاني هذا اليوم ومظاهره مرتبطة بأحداث ساخنة على الأرض رغم برودة الطقس.
"فالرؤوس الكبرى" وعناوين العمل السياسي الفلسطيني إما هي غير متواجدة في الساحة الفلسطينية أومسافرة لوضع العالم في صورة التطورات حول حوارات الداخل لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، او شديدة الانشغال حالياً بإعادة ترتيب البيت الداخلي لحركة فتح بعد النتائج المتواضعة التي حققتها الأخيرة في الانتخابات التشريعية لعام 2005.
غياب معلن الاستقلال قد يكون له الأثر الأكبر على عدم الاحتفاء بهذه الذكرى الفلسطينية الخالصة، كل من تحدثه عن الاستقلال يعيد ربطه وببساطة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مستذكراً كلماته الرنانة أمام المجلس الوطني في العاصمة الجزائرية، أما دون ذلك فهذا اليوم الذي يصادف الخامس عشر من تشرين ثاني لكل عام لا يجد آذاناً صاغية لدى الشارع الفلسطيني العام سوى بعض البيانات المحتفلة بالذكرى والتي تصدر عن بعض الفصائل التي تجد فيه مناسبة وطنية تستحضرها من الأجندة الفلسطينية الحافلة بمثلها لا سيما ان بعضها قد سقط، حيث لم يتذكر احداً سواء من الفصائل او وسائل الإعلام أو المواطن العادي ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا التي مرت قبل مدة زمنية بسيطة ولم يصدر بحقها أي بيان رسمي، وعاد المستذكرون إلى ذكرى مذبحة كفر قاسم حيث تلاحقت بيانات الفصائل المتشابهة والمكررة.
يوم لم يتردد فيه النشيد الوطني بالمدارس لا سيما انه اعتبر في سياق الإجازات الوطنية الرسمية، وتغيبت فيه الحركة بالكامل من الشارع الفلسطيني، وتفرغ المواطنون لمشاهدة التلفاز محاولين التغلب على بعض مشاهد الموت والدمار التي استعذبت أبصارهم في الايام الأخيرة.
ولدى سؤال المواطنين عن معنى هذا اليوم من وجهة نظرهم لا سيما انه يوم ماطر قالت إحدى سكرتيرات المؤسسات الخاصة في غزة:" هذا يوم يبشر بالخير ولا استطيع تذكر السبب الذي دعى لاتخاذه إجازة رسمية".
اما إحدى الصحافيات العاملات في مدينة غزة فقالت:" اتمنى ان يعود هذا اليوم العام القادم وقد توقفت المجازر الإسرائيلية ونال الشعب الفلسطيني استقلاله بالفعل وفتحت امامه المعابر وأبواب التطور والبناء وإعادة تعمير ما دمره الاحتلال".
الصحافية ماجدة البلبيسي من صحيفة "القدس" اعتبرت ان سقوط الامطار كان عائقاً ربانياً أمام إحياء الذكرى خاصة بعد اكتفاء المواطنين بإحياء ذكرى رحيل الرئيس ياسر عرفات على مدار أسبوع كامل, قائلة:" ان الاحتفال بالاستقلال احتفظ به المواطنون داخلهم وغدا احتفالاً معنوياً دون الحاجة إلى مظاهر".
المواطن هاني عوكل الحاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من إحدى الجامعات المصرية اعتبر ان هذا اليوم يشكل محطة مهمة في تاريخ وحياة الشعب الفلسطيني، وفيه قامت الدولة الفلسطينية المستقلة قبل حوالي 18 عاماً، في وقت سعت فيه المؤامرات الدولية ومعها الدولة العبرية لفرض أجندات على الشعب الفلسطيني، عبر تشريده وسلخه عن هويته وأرضه.
ولكنه استدرك قائلاً:" إن تحقيق الحلم الفلسطيني بالاستقلال لن يأتي سوى بالتضحيات ومراكمتها، وليس بالتصريحات الساذجة التي أطلقها ويطلقها الرئيس الأمريكي جورج بوش، حول قيام دولة فلسطينية تعيش بجانب دولة إسرائيل".
وحول تصريحات الإدارة الأمريكية حول قيام دولة فلسطينية مستقلة قال:" لا يمكن التعويل على التصريحات الأمريكية، فالولايات المتحدة لا يهمها الملف الفلسطيني برمته، وتصريحات بوش التي جاءت حول الدولة الفلسطينية في حزيران 2002، إنما تؤكد الاستخفاف الأمريكي بالفلسطينيين، وإلا لسعت الإدارة الأمريكية لتأكيد قيام الدولة الفلسطينية، بعد مرور أكثر من 4 أعوام على تصريحات بوش الابن. فضلاً عن ذلك ترسم المخططات الإسرائيلية العنصرية نفسها ضمن لوحة ترفض كل ما هو فلسطيني، في حين تعمل على إنهاء وضرب المشروع الوطني الفلسطيني، عبر قتل الفلسطينيين وإقصائهم".
وانتقد عوكل غياب الاهتمام الرسمي بالمناسبة الوطنية مشيراً إلى أن القيادة الفلسطينية منشغلة الآن بمسألة الحكومة القادمة.
وقال ان على مؤسستي الرئاسة والحكومة أن تحيي هذا اليوم التاريخي، وأن تؤكد على أن الدولة الفلسطينية قادمة لا محالة، وأنها ستقوم مع زوال الاحتلال وأن تتوحد في صف وخندق واحد، نحو التصدي للاحتلال كخطوة متقدمة على طريق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.