الأحد: 13/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل يشارك السلفيون في انتخابات البرلمان الفلسطيني ؟

نشر بتاريخ: 03/12/2011 ( آخر تحديث: 04/12/2011 الساعة: 09:42 )
بيت لحم - حصريا معا - اكد مقربون ثقات من جماعة السلفيين في فلسطين ان الجماعة درست وتباحثت في تجربة خوض السلفيين المصريين انتخابات البرلمان المصري، وهل يمكن ان يشارك السلفيون في فلسطين بالانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة؟ وهل يمكن ان يشاركوا في الانتخابات البرلمانية وان لا يشاركوا في الانتخابات الرئاسية ؟

وأكد المصدر لوكالة "معا" ان الجماعة لم تأخذ قرارا في المشاركة بالانتخابات، في حين دعا مسؤول اخر الى ان الانتخابات واجب لا بد ان يشارك به كل من يستطيع.

ولا يعرف بعد اذا كان الامر قد حسم ايجابا او سلبا حول المشاركة في الانتخابات، لكن الامر سيؤدي الى تغيير شامل في معادلة الاحزاب الانتخابية الفلسطينية من جديد، لا سيما ان الحديث عن حزب التحرير والجهاد الاسلامي والسلفيين وهي ثلاث مجموعات لها حضور على ارض الواقع لكنها لا تشارك في الانتخابات، علما ان حركة حماس (الاخوان المسلمون سابقا) كانوا مثل هذه الجماعات يرفضون المشاركة في انتخابات السلطة الفلسطينية لكنهم حين قرروا خوضها حصدوا فوزا كاسحا عام 2006.

من جانبه قال الداعية الاسلامي ياسين الاسطل من قطاع غزة لوكالة "معا": انا لست سلفيا لكنني على نهج السلف الصالح وارى ان الانتخابات ضرورة وان على كل من يستطيع الانتخابات ان لا يتأخر، لا سيما اذا رشّحه الاخرون من اهل الحق والمعرفة والفهم للترشح قبل ان يرشح هو نفسه.

يبدو ان التيار السلفي الفلسطيني تجاوز حدود الدعوة النظرية الى الحضور السياسي اقوى اشكاله، واصبح حقيقة موجودة في كل مجالات الحياة باستثناء الاعلام، ولعل نتائج الانتخابات المصرية الاولية وفوز السلفيين بنحو ربع المقاعد فتح عيون الصحافيين على هذا التيار.

وقد ظهرت السلفية كوجود على أيدي طلبة ومدرسين تلقوا تعليمهم في السعودية ودول الخليج الأخرى، وعندما عادوا إلى غزة والضفة الغربية، اختاروا مواصلة الدعوة التي حملوها من علماء كبار آمنوا بالنهج السلفي طريقا لإعادة الناس إلى ما يصفونه بـ"طريق الإسلام القويم".

ويعرف الناس عن وجود حماس كتيار اسلامي في غزة لان نشاط السلفيين في فلسطين شبه محدود. إلا أنه ازداد توسّعا في السنوات الاخيرة. رغم ان السلطة الفلسطينية عام 1994 منحت التراخيص لبعض الجمعيات التي أقامها السلفيون، بل دعمت (السلطة) أحزابا إسلامية صغيرة، في محاولة لإضعاف حركة المقاومة الإسلامية حماس التي بلغت أوج قوتها في السنوات الأخيرة آنذاك. ومع زيادة إقبال الناس في غزة على التدين، اتسع نشاط السلفيين، لتنبثق منهم مؤسسات مختلفة، سيأتي الحديث عنها لاحقا، إلى جانب رموز يلتف حولها مريدون وأتباع، وينشطون في المساجد والجمعيات ومراكز تحفيظ القرآن.

ومن قبل كانت أنشطة السلفيين اقتصرت على حلقات العلم، وطباعة الكتب والمطويات، والدروس المسجدية. وابتعد "السلفيون" عن النقاش السياسي والجدل الحزبي الدائر على أشده في الأراضي الفلسطينية؛ لاعتقادهم بأن الأمة ما زالت في مرحلة العودة إلى الدين، وأن الخلافات الحزبية القائمة، بين إسلامييها ووطنييها، لن يثمر إلا مزيدا من التراجع والفرقة، وتأخر الأمة عن تحقيق ريادتها للعالم، وهذا بالمناسبة ما ظهر من موقفهم من الأزمة الدامية الأخيرة بين حركتي فتح وحماس.

ويمكن القول ان علاقة السلفيين بحركة فتح علاقة حذرة تخلو من الثقة وتحافظ على المسافة وتبتعد عن المدح او الذم. الا ان علاقة التيار السلفي الفلسطيني بسواه من التيارات الإسلامية الأخرى على الساحة متوترة بفعل التشابه، وعلاقتهم بالحركات مثل الإخوان المسلمين سابقا، وحماس لاحقا، والجهاد الإسلامي، وحزب التحرير، اتسمت بالإيجابية والتعاون فيما يتعلق بالمد الإسلامي عموما، لكنها منذ فترة تأخذ طابعا تنافسيا ايجابيا في غالب الاحيان . لكنه توتر في سنوات الاقتتال وانتقد السلفيون حماس ورأينا من خلال ندوات تلفزيونية استضافتها قناة معا سابقا ان من يحملون الفكر السلفي ينتقدون الكثير من الدعاة المقربين من الاخرين ، أمثال د.يوسف القرضاوي، والشيخ محمد الغزالي، والمرحوم سيد قطب، وغيرهم، بل ويعتبر السلفيون السلطة الفلسطينية، حكومة ورئيسًا، ولي الأمر الذي تجب طاعته.

ومن ابرز رموز السلفيين الشيخ سليم شراب، الذي توفي في غزة عام 1985، ويعتبر الشيخ سمير المبحوح، والشيخ فؤاد أبو سعيد، والشيخ خالد الدعالسة، أهم رموز الدعوة السلفية في قطاع غزة، اما في الضفة الغربية فهناك عدة رموز منهم الشيخ شاكر بن خضر العالم محرر في مجلة السلفية.