امريكا تطلب من الفلسطينيين التوقف عن تسريب مفاوضات الرباعية

بيت لحم- رام الله- معا- توجهت الادارة الامريكية الى مسؤولين فلسطينيين وطلبت منهم التوقف عن تسريب معلومات عن المفاوضات التي تجريها الرباعية الدولية، حيث اكد مسؤول كبير في الادارة الامريكية بأنهم يشعرون بالقلق الشديد لتناول وسائل الاعلام لما يجري من مفاوضات تقوم بها الرباعية الدولية.

وبحسب ما نشر موقع صحيفة "هآرتس" اليوم الاحد فأن الادارة الامريكية عبرت عن غضبها من الموقف الفلسطيني الرافض لعقد اجتماع مباشر مع الجانب الاسرائيلي، وبنفس الوقت تسريب المعلومات لوسائل الاعلام المختلفة تحاول من خلاله القيادة الفلسطينية تغيير قواعد المفاوضات، وهذا مايثير القلق الشديد لدى الادارة الامريكية، وفقا لما صرح به المسؤول الامريكي الكبير للصحيفة.

واضاف هذا المصدر ان الجانب الفسطيني قدم للرباعية الدولية وثيقتين تتعلقان بحدود الدولة الفلسطينية والترتيبات الامنية، ولكن ممثلو الرباعية اكدوا لصائب عريقات بأن هذه الاقتراحات غير نهائية لانها لم تأت من خلال مفاوضات مباشرة مع الجانب الاسرائيلي.

واشار هذا المصدر أن الرباعية الدولية دعت بشكل صريح الى مفاوضات مباشرة بين الجانب الاسرائيلي والفلسطيني، وتحاول الرباعية من خلال المفاوضات التي تجريها مع الجانبين كل على حدا تقريب وجهات النظر للبدء في هذه المفاوضات، حيث سيصل ممثلو الرباعية مرة اخرى للمنطقة يومي 14 و 15 من هذا الشهر لاجراء مزيد من المشاورات مع الطرفين، من خلال لقاء منفصل مع صائب عريقات وآخر مع اسحق مالخو.

يشار الى ان هذا الطلب من الادارة الامريكية بوقف تسريب ما يجري من مفاوضات مع الرباعية الدولية جاء في اعقاب ما نشرته صحيفة "هأرتس" الخميس الماضي، عن الاقتراح الذي قدمه الجانب الفلسطيني وتفاصيل ما ورد في الوثيقتين المتعلقتين بالحدود والترتيبات الامنية مع اسرائيل.

رد د.صائب عريقات
من جهته أكد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات إن إسرائيل تمارس سلوكاً تفاوضياً خارج إطار المفاوضات، من خلال تسريب بعض الأخبار عبر وسائل الاعلام، ولإظهار أن الجانب الفلسطيني يتهرب من خوض المفاوضات الثنائية.

ورد عريقات على الاتهام الأمريكي للسلطة الوطنية بتسريب مفاوضات اللجنة الرباعية بأنه عار عن الصحة، مضيفا ان يوم الخميس الماضي نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أخباراً تتحدث عن أن القيادة الفلسطينية سلمت أوراقاً للجنة الرباعية، ونسبت هذه المعلومات لمسؤولين إسرائيلي وأوروبي.

وأضاف د. عريقات لمراسل "معا" في رام الله: تحاول الآن إسرائيل إخراجنا عن المضمون بأن إسرائيل هي التي رفضت تقديم أوراقها حول الحدود والأمن للجنة الرباعية، في حين تحاول أن تقول أننا نسرب نتائج المفاوضات، وهذا أمر لم يحصل من جانبنا، لأن إسرائيل تهدف إلى تحويل الأنظار عن القضية الرئيسية بأن إسرائيل رفضت التعامل مع اللجنة الرباعية، ورفضت تقديم أوراقها".

وأكد أن السلطة الوطنية الفلسطينية تنظر بخطورة بالغة إلى التطورات الحاصلة على الأرض، ومحاولة إسرائيل رمي الكرة في الملعب الفلسطيني، وتشتيت العالم في قضايا ثانوية.

وأضاف د. عريقات: "يقال أن تقديم الأوراق وتبادلها يجب أن يتم في محادثات مباشرة، وهذا مخالف تماماً لقرارات اللجنة الرباعية الدولية، وهو التفاف على قرارات الرباعية، فنحن قدمنا أوراقنا، في حين إسرائيل تلتف على هذه القرارات، واتهامنا بأننا نسرب نتائج المفاوضات، والتهرب من المفاوضات المباشرة، وهذا مجافي للحقيقة".

وأكد أن موقف القيادة الفلسطينية لا يزال واضحاً بأنها تريد العودة إلى طاولة المفاوضات على أساس مرجعية حدود الرابع من حزيران لعام 1967، ووقف الاستيطان.