يا ناجي / المتوكل طه
نشر بتاريخ: 04/12/2011 ( آخر تحديث: 04/04/2012 الساعة: 09:24 )
هذي غزلانُ النار البريةِ
ترعى في قلبكَ،
فافتحْ قمصانَ التوتِ،
ولا تغلقْ أبوابَ النسيان،
وَدَعْها في الجمرِ،
لتأخذ فخارة صدركَ،
وتَصُبَّ على الوهجِ الزيتَ الفضيَّ
عسى أن تتأجّجَ في الثلج المتكلّسِ
ألْسِنةُ النيران،
وتمحوَ ما اٌنحفَرَ على الكاحلِ
من قيدِ السجّانِ،
هي اللهبُ ووديانُ الويلِ
وغيظُ تميّزهِا الفوّارُ،
وغلظتُها المسعورةُ والحَرْقُ
وَجَذْوَتُها البركانِ،
هي الطاهرةُ الندّاهةُ
مَنْ يَعْدِلُ في الدنيا الميزان،
ومَنْ يُعلي الحقَّ
ويقضي بالَعْدل على الغيلانِ،
ومَنْ يُرجِعُ أرضَ الشِّعرِ
إلى حُلمِ النرجسِ،
ويزوّجُ أعراسَ النّهر إلى بيسان،
هي النارُ / الثوراتُ
ربيعُ شعوبِ الأرضِ المقهورةِ،
والشهواتُ المذبوحةُ في الكّرز الريّان،
هي النارُ ضمير النوّار
المنعوف على الحيطان،
وما كانت تعرفُ غيَر سجونِ الذلَّ،
من القهرِ، إلى السلطانِ،
وآنَ لها الوقتُ
لينقلبَ السحرُ على الساحرِ،
أو يُأكلَ ما يرمي الفرعونُ
إلى الثعبانِ.
ويا مُهْرَ الَبْرقِِ المغدورِ
ثلاثاً من إخوتِكَ،
تنزّلتِ الأياتُ على شاهدِكَ،
ولم يتبقَ سوى أنْ نعترفَ
بألواحِ الوحي النازل، ثانيةً،
ونقولُ: لنا الآيةُ والعُنوانُ .
ويبدأُ عصرُ مساواةِ الناسِ،
فلا عَبْدٌ في سوقِ نخاستهِ
كي يرعى نُوقَ أبي سفيانَ،
ولا ساداتٌ في الخيماتِ لتفعلَ،
ما شاءَ أنو شروان .
هنا، بالضبطِ هنا، والآنَ،
الثورةُ خمساً في الآذان.