الوحدة الطلابية تنظم ندوة حول المصالحة في جامعة القدس المفتوحة
نشر بتاريخ: 04/12/2011 ( آخر تحديث: 04/12/2011 الساعة: 18:31 )
رام الله- معا- نظمت كتلة الوحدة الطلابية "قائمة الشهيد عمر القاسم"، وهي الذراع الطلابية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ندوة سياسية حول الواقع الفلسطيني الراهن واتفاق المصالحة.
تم ذلك في قاعة النشاطات في مركز رام اللة والبيرة التعليمي، بمشاركة القيادي الفتحاوي قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني، ونهاد أبوغوش عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ومحمد طه القيادي في الجبهة الشعبية، وبحضور الاستاذ ياسين ريان عميد شؤون الطلبة، وحسين حمايل من إدارة الجامعة وعبد الله الماكن مسؤول فرع رام الله للجبهة الديمقراطية، وسمر صلاح الدين مسؤولة الكتلة بالإضافة لعدد من اساتذة الجامعة وموظفيها وعشرات الطلبة.
وبدأت الندوة بترحيب من الطالبة رهان عرار التي طرحت في مداخلتها عددا من الأسئلة التي تشغل القطاع الطلابي والشبابي، في ضوء المخاطر التي تواجه الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية واستمرار حالة الانقسام السياسي والمؤسسي.
وبدأ فارس كلمته بتوجيه التحية لذكرى القائد الشهيد عمر القاسم مشيدا بسيرته الكفاحية ودوره في مسيرة الحركة الوطنية والحركة الأسيرة التي كان واحدا من أبرز رموزها وأعمدتها، وقال أن من بديهيات العمل الوطني أن الوحدة الوطنية هي احدى تعبيرات القوة لدى الشعب الفلسطيني ورافعة لنضاله من أجل حقوقه الوطنية، ولفت فارس إلى أن المجتمع الإسرائيلي شهد ردة عن الموقف الذي تبلور في العام 1992 عند بدء مسيرة السلام، وعاد لتبني الرؤية التاريخية والأسطورية التوراتية لنفي الشعب الفلسطيني وإقصائه وإلغاء وجوده.
واضاف أن الجميع يتحملون المسؤولية إزاء حالة الانقسام ونتائجها، مشيرا إلى بعض مظاهر التراجع والضعف في الحالة الفلسطينية وبخاصة تجاه ما يجري من اعتداءات واستفزازات مستمرة من قبل المستوطنين، ودعا جماهير الشباب والطلبة إلى الاضطلاع بدورهم، والمساهمة في إحداث التغيير لإنجاز المصالحة ونبذ الانقسام، على غرار ما يفعله الشباب العربي، لا سيما وأن الشباب الفلسطيني كانوا السباقين دائما في الانتفاضات الجماهيرية والثورات الشعبية.
بدوره قال نهاد أبوغوش أنه وعلى الرغم من وجود مصالح فئوية ضيقة تستفيد من الانقسام، وعوامل وضغوط خارجية تشجع على استمراره، إلا أن الانقسام بثماره المرّة يمثل خسارة صافية للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، وكسبا خالص للاحتلال ومشاريعه التوسعية والاستيطانية.
وأضاف أن سنوات الانقسام العجاف مست بمجموعة من الثوابت والقيم الوطنية أبرزها الطعن بالصفة التمثيلية لمنظمة التحرير مما يعني التشكيك بوحدة الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، فضلا عن انتهاك المحرمات كالاقتتال الداخلي، ومسلسل التجاوزات والانتهاكات للحريات العامة ونشوء بيئة خصبة للفساد الذي هو ثمرة للقمع ولعقلية الاستئثار وغياب المحاسبة والرقابة.
واضاف أبوغوش أن الأهم ليس طي صفحة الخلاف والمصالحة على طريقة "الصلحة"، وإنما بناء نظام سياسي عصري ديمقراطي قائم على التعددية، والعودة إلى الشعب للبت في الخلافات عبر انتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني والهيئات المحلية والاتحادات الشعبية وفق مبدأ التمثيل النسبي، بما يؤسس لنظام سياسي يمنع عودة الانقسام ويجتث اسبابها.
كما حذر من أن عقلية التقاسم والمحاصصة يمكن أن تقود إلى إعادة انتاج الانقسام ما يستدعي العودة لإطار اللقاء الوطني الشاملن والشروع في تنفيذ ما اتفق عليه في الحوارات، وإحالة القضايا الخلافية للهيئات التي سيتم انتخابها.
وقال طه في مداخلته أن الوحدة الوطنية هي قانون ملزم للنضال في مرحلة التحرر الوطني، واستعادة الوحدة مع وجود عمق عربي وإسلامي هي شروط للانتصار والتحرير، كما أن التمسك بالثوابت الوطنية هو البوصلة، والمعيار يتمثل في المصالح العليا للشعب الفلسطيني.
وعزا سبب الانقسام إلى الرهان على حلول وهمية وهو ما يحمل استخفافا بعقول الشعب الفلسطيني في حين أن المحصلة التي يقر بها الجميع الآن هي لا شيء من الانجازات.
ودعا طه إلى وضع الضوابط والفواصل التي تكفل التزام العمل السياسي بثوابت الشعب الفلسطيني، وتعزيز خيار المقاومة والصمود، مؤكدا أن الفصائل والأحزاب والتنظيمات هي ادوات لتحقيق أهداف الشعب، وهي ليست اهم من الشعب ولا ينبغي ان تعلو مصالحها وحساباتها على المصالح العليا للشعب وقضيته الوطنية. وقال أن الكثيرين لا يعرفون حتى الآن ما الذي جرى في حوار القاهرة، مشددا على أهمية تفعيل منظمة التحرير ومؤسساتها، وتشكيل اللجنة العليا وإجراء الانتخابات والتمسك بخيار الوحدة في كل الظروف.
واختتمت الندوة بمداخلات لعدد من الطلبة طرحوا فيها أسئلتهم وملاحظاتهم حيث جرى نقاش مفتوح مع المتحدثين الرئيسيين.