الاسير المحرر توفيق إبراهيم يتحدث عن "التجربة الإعتقالية"
نشر بتاريخ: 07/12/2011 ( آخر تحديث: 07/12/2011 الساعة: 12:53 )
سلفيت- معا- نظمت هيئة التوجيه السياسي والوطني في حرم جامعة القدس المفتوحة- سلفيت، بالتعاون مع إدارة الجامعة وحركة الشبيبة الطلابية لقاءً مفتوحاً مع الأسير المحرر توفيق إبراهيم الذي أمضى ستة وعشرون عاماً في سجون الاحتلال.
وإفتتح اللقاء الدكتور خالد الكرواني مرحباً بالأسير المحرر توفيق إبراهيم وبوفد هيئة التوجيه السياسي وبالحضور قائلاً: بأنه ليومٌ عظيم بأن نلتقي بأحد اخوتنا المحررين الأبطال ليقدم تجربته الاعتقالية لطلبتنا مطالباً كل أبناء شعبنا الاستفادة من خبرة وصمود هؤلاء الأبطال متمنياً الحرية لكل الأسرى والمعتقلين.
وألقى رئيس حركة الشبيبة بالجامعة علي شحادة كلمة قصيرة مرحباً بالأسير المحرر أبو إبراهيم وبالحضور مؤكداً على الوقوف إلى جانب هؤلاء الأسرى والمحررين والعمل على إطلاق سراح كافة الأسرى.
وألقى مدير هيئة التوجيه السياسي والوطني في المحافظة مقدم/ صالح ثابت كلمة ناقلاً تحيات المفوض السياسي العام لكل الأسرى والمحررين من سجون الاحتلال وطالب ثابت في كلمته بالعمل على إنصاف هؤلاء المحررين وإعطائهم حقوقهم كاملة والوقوف إلى جانبهم ودمجهم وإنخراطهم في مؤسسات السلطة واصفاً إياهم بالدعامة الأساسية لتحقيق الوحدة الوطنية والمصالحة بين أبناء شعبنا الفلسطيني.
ووجه ثابت كلمة قصيرة للأسرى المحررين وللذين ما زالوا خلف القضبان قائلاً: "أيها التقاة الأباه بإسم الله وبإسم الوطن وبإسم الشعب وبإسم الفتح نحييكم يا من على درب الشوك سرتم فما لان لكم جانب وما إرتدت لكم إرادة فأبلغتم بالوصول إلى قلب الماضي وذروة الحاضر وقمة الغد، وسيبقى أملنا أن للدرب نهاية وللثوار غاية وفلسطين ستبقى غايتنا ونهايتنا".
وتحدث الأسير المحرر توفيق إبراهيم عن التجربة الإعتقالية منذ اللحظة الأولى عند الاعتقال ومداهمة البيوت من قبل قوات الاحتلال حتى دخول السجن أو فترة الاعتقال وما بعد الاعتقال.
وتطرق إلى أساليب التحقيق التي تستخدم مع المعتقلين الفلسطينيين قائلاً بأن هناك أساليب عديدة تمارس في أقبية التحقيق بدءاً من الأساليب الجسدية والنفسية سواءً كان ذلك باستخدام الضرب العنيف أو الهز، أو الرش بالماء البارد، والشبح، والوقوف لفترات طويلة، والحرمان من الأكل والنوم، والعزل والضرب على الجروح، أو اعتقال الأقارب. وأن هناك تلازماً ما بين الاعتقال والتعذيب، وأن غالبية من مرّوا بتجربة الاعتقال قد تعرضوا لأحد أشكال التعذيب سواءً الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي.
ويستخدم الاحتلال هذه الأساليب لتحطيم سلامة وشخصية المعتقلين وهدم الذات الفلسطينية والوطنية، وتدمير الإنسان الفلسطيني جسداً وإرادة وروحاً للعمل على تغيير سلوكه ونمط تفكيره ليصبح عالة على أسرته ومجتمعه.
وأكد أبو إبراهيم بأن التعذيب داخل السجون والمعتقلات يمارس على نطاق واسع وبشكل ممنهج ومدروس قائلاً بأن الكلمات تعجز أحياناً عن وصف الألم والمعاناة التي يتحملها الاسرى داخل السجون والمعتقلات.
وتطرق إلى الأساليب التي ينتهجها المحققين لانتزاع الاعترافات أو المعلومات من المعتقل والتي من ضمنها ما يسمى بغرف العصافير "غرف العار". وتحدث عن التنقلات المتكررة بين السجون التي تنتهجها إدارة السجون لخلق حالة اللااستقرار في السجون وإبعاد القيادات وذوي التجارب عن بقية الأسرى.
أما عن حياة الأسرى والمعتقلين داخل السجون فأجاب أبو إبراهيم رداً على أسئلة الحضور قائلاً: فبالرغم من الألم والمعاناة وقسوة السجن والسجّان فإن الأسرى بوعيهم وصمودهم وثباتهم ووحدتهم استطاعوا تحويلها لحياة فريدة ونادرة من نوعها، وخاصة بالوقوف في وجه إدارة السجن وبالرغم من الاختلافات السياسية والتنظيمية والفكرية استطاع الأسرى أن ينسجوا فيما بينهم شبكة من العلاقات الإنسانية وأن يجسدوا صور التلاحم والوحدة الوطنية من خلال تماسكم وتكافلهم وتعاضدهم ووحدة مواقفهم أمام إدارة السجون.