السبت: 12/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مأساة المخيمات... وسام وملَك يغرقان في بركة مجاري

نشر بتاريخ: 07/12/2011 ( آخر تحديث: 07/12/2011 الساعة: 18:47 )
غزة - خاص معا - وسام وملك طفلان بريئان، لوالدين حرما لسنوات من الأبناء، شقيّان قليلاً ولكنهما صغيران... دفعتهما رغبتهما اللعب في مكان أخضر فسيح، لتزفهم العصافير وتلاعبهم رشات ورذاذ ماء لا ينقطع، حتى بدءا بالغرق شيئا فشيئا في هذا المكان الذي لم يكن سوى بركة مجاري في مخيم حانيونس!

عفواً إنها كلمة مؤلمة ولكن ليس بقدر الألم الذي كابده الصغيران وهما يحاولان التعلّق بقشة تنقذهما من الاختناق... تطفو بهما إلى مكان مرتفع ليس به كذا وكذا... إنهما يا للويل يغرقان، يموتان...

الوالد يبحث عنهما من بيت لبيت هما لا يستطيعان الصراخ، لا يمكنهما رفع اليد التي أصبحت ثقيلة بمياه عادمة في مخيم معدوم، في مكان ليس بعيداً عن مرأى المسؤولين والسامعين والمتجولين فأين هم وأين أموال الدعم من أوروبا وأمريكا والعالم؟ وأين جهودنا لطمر مكان مخيف ابتلع قبل عام طفل من ذات العائلة ومن أعوام ضحايا آخرين.

نعم نامت غزة على حزن وألم، تألمت لألم والدهما أحمد أبو سحويل الذي رزق بإبنه وسام " 5" اعوام بعد سبع اعوام من العلاج، ثم اكتملت فرحته بطفلته ملك 3 سنوات فشكر الله وحمده، وقال:" والله فضل من الله ونعمة" وبدأت الحياة تحلو وتحلو لا يعكر صفوها إلا رائحة المجاري وضعف الخدمات المقدمة للمخيم الذي يتشكل من عدة احياء كبيرة تضم آلاف البشر، ولكنهم على مدى ستة عقود محرومون من شبكات المجاري وحديثاً ينعمون بالمياه التي قطعت عليهم لأن " البلدية اشترت البئر الوحيد الذي كان مباعاً لوكالة الغوث" وحتى تلملم البلدية اوراقها فإن آل سحلول وغيرهم من سكان حي القطاطوة سيعطشون ويغرق أطفالهم بالمجاري ويفقدون أعزاءهم وفلذات أكبادهم فهل من هزة ضمير.

البلدية ترمي حملهم على الأونروا بصفتها المسؤولة عن اللاجئين والمخيمات، والأونروا تؤكد أن مشاريعها توقفت بسبب الحصار وترجو العالم الحر أن يضغط على الاحتلال لتباشر مشاريعها وإلى أن يحدث ذلك، فإن العالم قد يسمع عن أطفال آخرين غرقى ولن يهتز لهذا العالم الجميل جفن.

|156867|

بعد أن اتجه أبناء الحي غاضبين مختنقين إلى بلدية المحافظة غداة مقتل الطفلين فوجئوا بإغلاق الأبواب وعدم قدرتهم على لقاء أي مسؤول، ولكنهم كما قال المواطن أحمد أبو زرقة:" لن نكل ولن نمل حتى ينظروا لنا ويبدؤوا بحل مشاكل المناطق المنسية".

أبو زرقة قال أيضاً أن الجميع مسؤول وليس جهة محددة، مشيراً إلى ان البلدية تقوم بهدم مبان وشق طرقات ولكنها تتخلى عن المخيم حين يطالب قاطنوه ببعض الخدمات التي هي من حق البشر.