نموذج جنوب لبنان - محللون اسرائيليون يتحدثون لاول مرة عن احتمال الموافقة على قوات تدخل دولي في غزة

بيت لحم - تقرير معا- لم يستبعد محللون سياسيون اسرائيليون موافقة حكومتهم على فكرة ارسال قوات تدخل متعددة الجنسيات للفصل بين قطاع غزة وبين اسرائيل على طريقة جنوب لبنان بعد حرب الصيف الماضي .

وقد بثّ التلفزيون الاسرائيلي - القناة الثانية تقريرا مطولا يظهر فشل كل الحلول العسكرية في أمر اطلاق فلسطينيين صواريخ من شمال قطاع غزة الى سديروت وغيرها من المستوطنات في النقب الغربي .

كما استضافت القناة الثانية الكاتب المعروف في صحيفة هارتس عكيفا ايلدار والذي لم يستبعد واقعية هذا المقترح .

من جانبه المحلل السياسي ايهود يعاري اعترف بأن سياسيين في اسرائيل يعكفون على دراسة امر هذا المقترح لا سيما بعد الازمة التي أثارتها المبادرة الاسبانية التي حظيت بموافقة حماس وغضب وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيفي ليفني .

كما قال يعاري ان سياسيين اسرائيليين يعكفون على دراسة جدوى الاسراع في عرض مبادرة اسرائيلية ( اعتراضية ) تقطع الطريق على المبادرات العربية والدولية ، ولكنه لم يلغ اهمية المبادرة السعودية التي طرحت في العام 2002 والتي رفضها شارون حينها واستعاض عنها باعادة احتلال الضفة الغربية .

اما المحلل السياسي اودي سيجل فقال ان هناك أزمة سياسية في اسرائيل مما يحدث وخصوصا ان الجيش الاسرائيلي لم يعد يملك خططا اخرى كما ان الولايات المتحدة تتعرض لتغيير سدة الحكم .

كما قال اهرون برنيع وهو صحافي تلفزيوني كان تنبأ بهزيمة جيش الاحتلال في جنوب لبنان : ان اسرائيل تمرّ الان بأسوأ لحظاتها السياسية وتخشى من ان يفرض العالم عليها حلا اجباريا .

وبالتزامن مع الاعتراف بفشل الحلول العسكرية التي جلبت الويلات على السكان المدنيين وفظاظتها وقسوتها وان العسكرين لم يقدموا سوى اسوأ ما لديهم فلم يحققوا اية انتصارات ، يجب الاعتراف بفشل الحلول السلمية ايضا ففي كل مرة يلتقي فيها الليبراليون من كلا الطرفين لصنع السلام يفشلون فشلا ذريعا, فكانوا يظهرون امام الجمهور بسطحية وسذاجة يريدون معالجة القشور لا أكثر.

قضية واحدة ينساها المحللون الاسرائيليون وهي ان هذه الافكار التي عادوا لبحثها بعد 6 سنوات قتل ودمار ، كان الزعيم الراحل ياسر عرفات عرضها في كلمته امام اجتماع الجامعة العربية الطارئ في بيروت بداية 2002 حيث قال حينها : لا يوجد حل - الحل الوحيد هو ان تأتي قوات دولية وتفصل بيننا وبين الاسرائيليين .