العاهل الاردني: استمرار الاستيطان يقوض فرص تحقيق السلام
نشر بتاريخ: 09/12/2011 ( آخر تحديث: 09/12/2011 الساعة: 23:27 )
بيت لحم- معا- أكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس خلال مباحثات أجرياها أمس الخميس في عمان، استمرار التنسيق والتشاور حيال مختلف التطورات الراهنة في المنطقة والقضايا التي تهم الجانبين، خصوصا ما يتصل منها بجهود تحقيق السلام.
وأعاد جلالته التأكيد خلال اللقاء على دعم الأردن ومساندته للسلطة الوطنية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة في التحرر وإقامة الدولة المستقلة على الأرض الفلسطينية ضمن خطوط العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأطلع الملك الرئيس عباس على الاتصالات التي يجريها مع مختلف الأطراف الدولية ومن ضمنها لقاء جلالته أخيرا في برلين مع المستشارة الألمانية بهدف دعم جهود السلطة الفلسطينية لتحقيق تقدم في عملية السلام يؤدي في النهاية الى إقامة الدولة الفلسطينية.
وشدد جلالته على أن القضية الفلسطينية، بالرغم مما يجري في المنطقة من أحداث، ما تزال تشكل القضية المركزية والمحورية وأن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجب أن يعالج جميع قضايا الوضع النهائي وفي مقدمتها قضيتا اللاجئين والقدس، وصولا إلى السلام العادل والشامل.
كما أكد موقف الأردن الداعم لوحدة الشعب الفلسطيني ولجهود تحقيق المصالحة التي تؤسس لوحدة الصف الفلسطيني.
وبين العاهل الاردني أن استمرار الاستيطان الاسرائيلي يقوض فرص تحقيق السلام المنشود الذي ينهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
وأعرب الرئيس عباس بدوره عن شكر وتقدير الشعب الفلسطيني لجلالة الملك وما يقدمه من دعم ومساندة موصولة له في سعيه لتحقيق تطلعاته المشروعة في التخلص من ظروف الاحتلال، ولجهود جلالته التي أثمرت أخيرا في إفراج اسرائيل عن الأموال العائدة للسلطة الفلسطينية مما يساعد في بناء وتقوية المؤسسات الفلسطينية ويمكن السلطة الفلسطينية من القيام بمسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني.
وجرى خلال اللقاء، الذي تخللته مأدبة غداء أقامها جلالته للرئيس عباس والوفد المرافق، استعراض آخر المستجدات على الساحة العربية والتطورات السياسية فيها.
وحضر اللقاء رئيس الوزراء عون الخصاونة، ووزير الخارجية ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، ومستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام والاتصال أمجد العضايلة، وكبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات والسفير الفلسطيني في عمان عطاالله خيري.
وقال الرئيس عباس في تصريحات إلى الصحفيين بعد اجتماعه مع جلالة الملك "هذه الزيارة جاءت تكملة لما تحدثنا به وبدأنا به من حوار معمق في رام الله خلال الزيارة الناجحة والعظيمة التي شرفنا بها جلالته، وطبعا أهم القضايا هي عملية السلام وكيف يمكن أن تستأنف، وكيفية التحرك لمحاولة إعادة العملية السلمية الى الأمام".
وأضاف أنه جرى البحث في الزيارة التي سيقوم بها جلالة الملك الى أميركا وما هي الأمور التي ستبحث هناك، مشيرا الى الدور الرئيسي للأردن في دعم جهود السلام.
وأوضح عباس أنه جرى البحث في عدد من القضايا الثنائية التي تتعلق بمشاريع اقتصادية مشتركة، لافتا الى تطلعه لتنفيذ مشروع لم يفعل منذ فترة طويلة وهو "كوريدور السلام" على نهر الأردن، قائلاً "وجدنا لدى جلالته حماسة شديدة لهذا المشروع ونحن يهمنا تنفيذ مشاريع مشتركة في الأراضي الفلسطينية مع أشقائنا في الأردن".
ونفى ردا على سؤال وجود أية مبادرة اوروبية لدفع عملية السلام، وقال "إن هناك جهدا أردنيا فقط يبذل الآن حيال هذا الموضوع".
وفي رد على سؤال حول عملية الاستيطان، قال الرئيس عباس إنه "جرى بحث موضوع الاستيطان والقدس، وأيضا تحدثنا عن باب المغاربة وعن القضايا الحساسة التي يتابعها الأردن كذلك".
وأشار الى أنه عندما منعت اسرائيل "أموالنا تدخل جلالته مع جهات اوروبية واميركية حتى أمكن الإفراج عن هذه الأموال". وحول العلاقة مع حركة حماس، بين أنه "خلال حوارنا مع حماس الذي جرى في الفترة الماضية تحدثنا عن مجموعة قضايا أساسية أولها أن تشمل التهدئة الضفة الغربية وغزة، وكذلك اتفقنا فيما يخص المسيرات والمقاومة السلمية والشعبية، كما تحدثنا عن (إقامة) الدولة في حدود العام 1967 واتفقنا على تثبيت موعد الانتخابات وإن شاء الله لا تكون هناك عقبات".
ونقلت صحيفة الغد الاردنية عن السفير الفلسطيني لدى عمان عطاالله خيري،قوله أن العاهل الاردني بحث مع الرئيس عباس، جهود جلالته خلال زيارته المرتقبة لواشنطن لتنفيذ الالتزام الإسرائيلي بالإفراج عن أسرى فلسطينيين، وفق تعهدات رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت لعباس.
وقال خيري إن الجانب الفلسطيني تقدم خلال اللقاء من جلالته بالشكر على جهوده للضغط على سلطات الاحتلال، لإلغاء قرار تجميد العائدات الضريبية المستحقة للسلطة الفلسطينية، للشهرين الأخيرين.
وأضاف أن اللقاء أكد ضرورة التنسيق والتشاور في الخطوات المقبلة، متناولا العلاقات الثنائية بين الجانبين، وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، وجهود استئناف المفاوضات، إضافة إلى الأحداث الجارية في المنطقة، وذلك قبيل توجه عباس إلى قطر أمس.
وبين أن المباحثات تناولت ممارسات سلطات الاحتلال العدوانية ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، من حيث اجتياحها الأخير لقطاع غزة، وتهديداتها المتكررة لشن عدوان جديد عليه.
وتطرق اللقاء، بحسب خيري، إلى انتهاكات سلطات الاحتلال الأخيرة للمسجد الأقصى المبارك، لاسيما تهديدها بهدم باب المغاربة، لولا الجهود الأردنية التي منعت ذلك، لافتاً إلى سياسة التوسع الاستيطاني المتسارعة لفرض الحقائق على الأرض.
وأكد خيري الموقف الفلسطيني الثابت من ضرورة وقف الاستيطان وتحديد المرجعية بحدود العام 1967، من أجل العودة إلى المفاوضات، باعتبارها التزامات يجب على سلطات الاحتلال تنفيذها وليست شروطا.
وأشار إلى أن الرئيس عباس سيلتقي اليوم أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لإجراء مباحثات مع المسؤولين القطريين حول آخر المستجدات في المنطقة.
(بترا)