الخميس: 14/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز القدس: سلطات الاحتلال تواصل انتهاكاتها لحقوق المقدسيين

نشر بتاريخ: 10/12/2011 ( آخر تحديث: 10/12/2011 الساعة: 17:53 )
القدس -معا- اتهم تقرير أصدره مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية سلطات الاحتلال الإسرائيلية بارتكاب العديد من الانتهاكات بحق المقدسيين خلال شهر تشرين ثاني الماضي، ومن أبرزها: مصادرة أراضي المقدسيين وتكثيف عمليات الاستيطان في تلك الأراضي، واستمرار حملات الاعتقال، وأعمال التنكيل التي يقترفها رجال أمن ومدنيين إسرائيليين بحق المقدسيين، وهدم منازل المقدسيين، والتهديد بالاستيلاء على عقالرات في البلدة القديمة وسلوان، إضافة إلى انتهاكات حرية العبادة والمس بالمقدسات الإسلامية.

أولا: الاستيطان والاستيلاء على العقارات:

ووفقا للتقرير، فقد شهد شهر تشرين ثاني المنصرم، تصعيدا إسرائيليا كبيرا في مجال الاستيطان، حيث اتخذت الحكومة الإسرائيلية سلسلة من القرارات، وصادقت على عديد من المخططات.

ففي الأول من الشهر المنصرم أعلنت الحكومة الإسرائيلية خططا لبناء 2000 وحدة استيطانية من بينها 1650 وحدة ستقام في القدس، والباقي في مستوطنات "غوش عتصيون". ويشكل هذا العدد من الوحدات الاستيطانية جزءا من 60 ألف وحدة استيطانية قالت الحكومة الإسرائيلية أنها ستبنيها في القدس خلال السنوات العشرين الماضية. وبحسب وثيقة إسرائيلية، فإن أغلبية الأراضي المعدة للبناء موجودة في القدس الشرقية المحتلة مثل: بسغات زئيف ونيفي يعقوب، وغيلو، مع انعدام الأراضي للبناء في القدس الغربية، كما أن 24 ألف وحدة تم إقرارها في لجان التنظيم والبناء، في حين أن هناك خططا لبناء نحو 10 آلاف وحدة في سلوان وفي أحياء البلدة القديمة.

وفي الخامس عشر من ذات الشهر كشف عن خطط لبناء 814 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنتي جبل أبو غنيم ( هار حوما) جنوب القدس، و"بسغات زئيف" شمال المدينة، إضافة إلى مخطط لإقامة حديقة توراتية على الجهة الشرقية من جبل المشارف والطور والعيسوية، يحمل رقم 11092/أ، يتم بموجبه مصادرة الأراضي الواقعة في منحدرات جبل المشارف في السفوح الشرقية لمدينة القدس، وتشمل الأراضي أسفل ومحيط الجامعة العبرية من الشمال، وتحويلها إلى حدائق ومحميات طبيعية ومواقع قومية، ومواقع تخليد لما يسمى: "الذاكرة اليهودية" في القدس الشرقية.

وحسب الإعلان الرسمي، تقرر تغيير تصنيف هذه الأراضي من مناطق بناء، ومناطق بناء عامة إلى حدائق وطنية وتوراتية ويحدد فيها لبناء بشروط مشددة وضمن قيود صارمة، ووضع المخطط للاعتراض عليه لمدة 60 يوما لدى اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء، في حين سيربط هذا المشروع الحدائق المقترحة بالمنطقة المسماة "الحوض المقدس"، والالتقاء مع سلسلة مشاريع مشابهة بعد تعديل الخطة 2020 لتصبح 2030.

وتزامنا مع هذا الإعلان، كشف النقاب في الثامن عشر من الشهر الماضي عن مخطط مواصلات لربط مستوطنتي بسغات زئيف ونيفي يعقوب وبلدات فلسطينية مثل: بيت حنينا، وعناتا وشعفاط ب"شارع بيغن" .

وكانت شركة " يورو إسرائيل" شرعت في الخامس والعشرين من الشهر الماضي ببناء 78 وحدة استيطانية في مستوطنة "نيفي يعقوب" شمال القدس.
إلى ذلك أنهت السلطات الإسرائيلية في السادس عشر من الشهر الماضي بناء مقاطع إسمنتية في محيط حاجز عسكري مخيم شعفاط العسكري – شمال القدس- توطئة لافتتاح معبر جديد بدل الحاجز العسكري الحالي، ما سيؤدي إلى عزل أكثر من 50 ألف مواطن مقدسي.

من ناحية أخرى شهد شهر تشرين ثاني الماضي استئنافا لمحاولات جماعات استيطانية يهودية الاستيلاء على عقارات لمواطنين مقدسيين في البلدة القديمة من القدس وسلوان. ففي الرابع عشر من الشهر الماضي داهمت قوة من الشرطة الإسرائيلية منزل المواطن أحمد سمرين في حي واد حلوة بسلوان وسلمت والدته قرارا بالحجز على مركبته وراتبه لصالح الجمعية الاستيطانية"العاد". ويتكون المنزل من شقتين مساحتهما حوالي 120 مترا مربعا، يقطنهما 12 نفرا من الأطفال وكبار السن.

وكانت دائرة الإجراء الإسرائيلية أخطرت في الثاني والعشرين من الشهر الماضي عائلة المواطن حسين حجو من حي واد حلوة في سلوان بإخلاء العقار الذي يقيم فيه والمملوك لعائلة أبو دياب، والمؤلف من منزل ومخازن وبئر ماء.

وسبق ذلك تلقي عائلة المواطن المقدسي غازي زهدي زلوم من منزله الواقع في طريق القرمي في حي عقبة الخالدية بالقدس القديمة، إثر دعوى أقيمت ضد العائلة من قبل ما يسمى ب"وقف تسيبورا"، والحاخام مئير مايزل الذي يدعي ملكية العقار.

ثانيا: هدم المنازل:

هدمت بلدية الاحتلال في القدس خلال شهر تشرين ثاني المنصرم عددا من المنازل والمنشآت وجرفت المزيد من أراضي المواطنين في مناطق متفرقة من مدينة القدس، شملت هدم منزل في حي الطور المطل على القدس القديمة يشتمل على غرفتين وبركس، كما اقتلعت أشجارا مثمرة وتجريف مساحات واسعة من الأراضي. وقال المواطن عزيز عبد الرحمن زبلح في إفادته لمركز القدس أن عملية الهدم تمت دون سابق إنذار، وهي المرة الثالثة التي تهدم فيها السلطات منشآت في قطعة أرض له.

كما هدمت مسكنا من البركس والخيام وحظائر أغنام تعود لعائلات بدوية من عرب الجهالين في منطقة الشيخ عنبر من أراضي حي الزعيم شرق القدس، يقطنها نحو 40 نفرا، وتؤوي مئات من رؤوس الماشية، تعود لكل من: الأشقاء: محمد عودة الصعيدي الجهالين_12 نفرا)، وشقيقه خضر(5 أنفار)، وخليل (10 أنفار)، ونايف (5 أنفار).

وفي إفادته لمركز القدس قال المواطن موسى جهالين، أن "الإدارة المدنية" التابعة للجيش الإسرائيلي كانت أصدرت قبل ثلاثة أشهر قرارا يقضي بهدم البركسات بحجة البناء دون ترخيص، في حين فشلت جهود تلك العائلات في استصدار ترخيص من قبل "الإدارة المدنية".

ثالثا: الاعتداء على المقدسات وانتهاك حقوق الأفراد:

كما رصد التقرير ارتكاب السلطات الإسرائيلية المزيد من الانتهاكات بحق المقدسات، وانتهالك حقوق الأفراد من قبل مستوطنين وعناصر أمن إسرائيليين.
فقد استأنفت السلطات الإسرائيلية نبش مئات القبور في مقبرة مأمن الله في القدس الغربية، تمهيدا لإقامة ما يسمى مركز التسامح بين الأديان.
وسبق ذلك قيام مستوطنين متطرفين بتدنيس القبور في تلك المقبرة، وكتابة شعارات عنصرية، من أبرزها "دفع الثمن" وهو شعار يستخدمه المستوطنون بعد كل اعتداء يقترفونه ضد المساجد والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

من ناحية أخرى أوقفت الشرطة الإسرائيلية في السابع عشر من الشهر الماضي بث راديو"صوت السلام" في القدس، بعد أن استدعت مديره المالي موشيه راز وحققت معه لساعات طالبة منه وقف البث فورا تحت طائلة الاقتحام ومصادرة المعدات، واعتقال العاملين فيه.

وكانت قوة من الشرطة الإسرائيلية اعتدت في الثاني من ذات الشهر على المواطن محمود مسودة وهو صاحب كشك لبيع ساندويشات الفلافل في منطقة باب العمود بالقدس، قبل أن تعتقل نجليه عاصم وسامر، وتحطم محتويات الكشك.

فيما تسبب اقتحام عناصر من الشرطة لمنزل المواطنة المقدسية نجاح مصباح جابر (62 عاما) من حي رأس العمود بحروق للمواطن المذكورة جراء إطلاق قنبلة صوت عليها . كما اعتدت عناصر الشرطة على نجلها حامد غازي جابر (30 عاما) قبل أن تقوم باعتقاله.

ولم يسلم من هذه الاعتداءات عائلة المعتقل المقدسي شادي زاهدة داخل قاعة محكمة الصلح الإسرائيلية خلال النظر في تمديد اعتقال شادي يوم الحادي والعشرين من الشهر المنصرم. فقد أصيب كل من رجائي وفادي زاهدة بكسور في الأنف وانتفاخ في العين اليمنى ورضوض في الوجه والساقين ، واعتقلتهما لساعات قبل أن تفرج عنهم بكفالة مالية مقدارها خمسة آلاف شيكل.

وكان متطرفون يهود اعتدوا في الرابع من الشهر ذاته على عامل نظافة فلسطيني في حي "شموئيل هنفي" في القدس الغربية، خلال عمله في شارع عتس هادار".

ووقع اعتداء مماثل من قبل مستوطنين وحراس أمن القطار الخفيف في الثالث والعشرين من تشرين ثاني المنصرم على الشابين إبراهيم المظفر ونزيه العويوي من حي الصوانه شرق البلدة القديمة.

على صعيد آخر، اقتحمت عناصر من الشرطة ومستخدمي البلدية في العاشر من الشهر ذاته مركزا تجاريا في شارع ابن سينا في القدس وحررت غرامة مالية بحق صاحبه، بدعوى رفع وإلصاق صور لرئيس الوزراء التركي طيب أردوغان على واجهة محله، حيث قاموا بإزالتها وتمزيقها.

وكان موظفون من ضريبة الدخل الإسرائيلية اقتحموا مطعم (على بالي) في شارع الرشيد بالقدس يعود للمواطن شحادة مصطفى ادكيدك وصادروا كافة محتوياته، بعد أن طالبوه بدفع ديون عليه بقيمة 40 ألف شيكل.

رابعا: الاعتقالات:

صعدت السلطات الإسرائيلية خلال شهر تشرين ثاني 2011 من حملات الاعتقال في صفوف المقدسيين خاصة الأطفال منهم لتشمل العشرات من هؤلاء، من بينهم الصحفية المقدسي إسراء سلهب مراسلة قناة القدس الفضائية.

ففي الثاني والعشرين من الشهر المذكور اعتقلت الشرطة الطفلين: عمر عامر أبو ماضي(11عاما)، وعلاء صلاح أبو ماضي (11 عاما)، بعد مداهمة منزليهما في الحارة الوسطى من سلوان.

وسبق ذلك اعتقال الشرطة 8 فتية من سلوان، خلال توجههم إلى مدرستهم في البلدة واحتجزتهم لساعات بعد أن حققت معهم بتهم رشق الحجارة باتجاه جنود ومستوطنين.

وكانت محكمة الصلح الإسرائيلية مددت في الرابع عشر من شهر تشرين ثاني الماضي توقيف أربعة مواطنين مقدسيين لمدة أسبوع. في حين مددت في الحادي والعشرين من الشهر المنصرم اعتقال الصحفية إسراء سلهب لمدة أسبوع هي الأخرى.

من ناحية أخرى فرضت السلطات الإسرائيلية في الرابع والعشرين من ذات الشهر الإقامة الجبرية المنزلية على الأسير المقدسي المحرر طارق العيساوي. في حين فرضت قيودا مشددة على حركة تنقل أسيرة محررة أخرى هي سناء شحادة من مخيم قلنديا شمال القدس.