28 مليون دولار قيمة المنح المقدمة والمدارة لمشاريع تنموية فلسطينية

عمان-معا- أكد الدكتور نبيل هاني القدومي رئيس مجلس أمناء مؤسسة التعاون خلال انعقاد اجتماع مجلس أمناء المؤسسة الثاني والستين أول أمس الموافق السبت 10 كانون الأول 2011 في العاصمة الأردنية عمان والذي جاء ختاما لاجتماعاتها المؤسسية للعام 2011، "أن المؤسسة تمضي بثبات في التركيز على تطوير برامج ومشاريع ريادية تتجاوب مع أولويات واحتياجات الشعب الفلسطيني مع استمرار العمل على استقطاب الدعم المؤسسي والفردي وتحفيزه."

وشارك في الاجتماعات مجموعة كبيرة من أعضاء المؤسسة من الفعاليات الاقتصادية والفكرية، الذين راجعوا أداء المؤسسة منذ بداية العام، واطلعوا على مجمل أنشطة لجانها وفرق عملها، وخططها للعام المقبل.

|157392|

وبينت الدكتورة تفيدة جرباوي مدير عام مؤسسة التعاون، أن المؤسسة قدمت دعما وأدارت منحا منذ بداية العام بقيمة قاربت 28 مليون دولار من الميزانية المخصصة لمشروعاتها الموزعة على أربعة قطاعات عمل رئيسية، حيث نال قطاع التنمية المجتمعية النسبة الأعلى من الصرف، تلاه قطاع التعليم، ثم الثقافة وأخيرا قطاع الطوارئ والمساعدات الإنسانية. وأشارت أن إيرادات المؤسسة خلال هذه الفترة بلغ حجمها حوالي 30 مليون دولار، فيما بلغت قيمة عقود المنح الموقعة خلال عام 2011 حوالي 97 مليون دولار تصدرت فيها المعونات المقدمة من الصناديق العربية.

وقد استفاد مما وفرته المؤسسة من تمويلها الذاتي ومن جهات مانحة ما يقارب 270 مؤسسة أهلية فلسطينية، فيما بلغ عدد الفلسطينيين الذين استفادوا من هذه المشروعات ما يزيد عن ربع مليون فلسطيني موزعين في الضفة الغربية وقطاع غزة ومناطق 48 والتجمعات الفلسطينية في لبنان. وقد تم خلال الاجتماع إقرار ميزانية للبرامج بحوالي 45 مليون دولار للعام 2012.

ويذكر أن المؤسسة أقامت على هامش اجتماعاتها مأدبة عشاء، استعرض الدكتور القدومي خلاله مجموعة من البرامج التي توليها مؤسسة التعاون عناية فائقة من أبرزها برنامج تشغيل الشباب الذي أطلقته المؤسسة مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي وتبلغ ميزانيته حتى الآن 14 مليون دولار، ووفر ما لا يقل عن 500 فرصة عمل في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما أشار إلى أن المؤسسة تسجل إنجازات طيبة في برنامج "مستقبلي" الذي أطلقته عام 2009 بدعم رئيسي من شركة أبراج كابيتال التي خصصت صندوقا بقيمة 10 ملايين دولار لرعاية أيتام الحرب على غزة ويستفيد منه 1804 يتيما في مجالات التعليم والصحة والتوظيف ويستمر على مدى 22 سنة.

كما بين أن المؤسسة قد حققت تقدما ملموسا فيما يتعلق بمشروع المتحف الفلسطيني الذي يعد أهم مشروع ثقافي من مشروعات المؤسسة ويتطلع إلى إنهاء مرحلته الأولى المتعلقة بتصميم المبنى وتشييده خلال السنتين القادمتين. وأكد الدكتور القدومي أن المؤسسة تعتمد البرامج والمشاريع التي تتوافق مع خطتها البرامجية، مع التحقق من ممارسة أطر وهيئات المؤسسة لعملها وفق حاكمية سليمة وشفافية وفعالية وكفاءة عالية، وبمنهجية حديثة ومتطورة.

واستضافت المؤسسة خلال عشائها المؤرخ الفلسطيني البارز وعضو مجلس أمنائها البروفيسور رشيد الخالدي الذي يشغل منصب أستاذ كرسي البروفيسور الراحل إدوارد سعيد للدراسات العربية الحديثة في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية. وتناول البروفيسور الخالدي في كلمته الدور الأمريكي في القضية الفلسطينية، داعيا إلى ضرورة توحيد الصف الفلسطيني واعتماد إستراتيجية تتمتع بإجماع فلسطيني يكون أحد أهم أطرها الديمقراطية في مواجهة التحديات القائمة والمقبلة.

وأشار إلى أهمية دور الإعلام والحاجة الماسة إلى إعلام قوي ومؤثر يسهم عالميا في دعم الموقف الفلسطيني واستقطاب المؤيدين له. وأكد الخالدي أنه متفائل بجيل الشباب الفلسطينيين في الولايات المتحدة، قائلا أنه "جيل ممتاز ويفتخر بأصله الفلسطيني العربي، ويسهم بنشاط في دعم قضية فلسطين، مما يمنحنا الكثير من أسباب التفاؤل."

الجدير بالذكر أن مؤسسة التعاون هي مؤسسة غير ربحية مستقلة أسسها عام 1983 مجموعة من الشخصيات الاقتصادية والفكرية الفلسطينية والعربية، بهدف توفير المساعدة الإنسانية والتنموية للفلسطينيين. وتلامس المؤسسة حياة أكثر من مليون فلسطيني سنوياً عبر ما تقدمه من دعم لتنفيذ آلاف المشروعات والبرامج في الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة، ومناطق 1948، والتجمعات الفلسطينية في لبنان، ويستفيد منها جميع فئات المجتمع الفلسطيني وبخاصة الأطفال والشباب والفقراء والطلبة وذوي الاحتياجات الخاصة.