سفير اسرائيل بواشنطن ومندوبها الدائم في الامم المتحدة يحذران حكومتهما من ملامح أزمة مع الادارة الامريكية
نشر بتاريخ: 19/11/2006 ( آخر تحديث: 19/11/2006 الساعة: 08:41 )
بيت لحم -معا- حذر السفير الاسرائيلي في واشنطن داني أيلون، والمندوب الدائم في الأمم المتحدة داني غليرمان، في برقيتين سريتين وعاجلتين الى الحكومة الاسرائيلية، من تدهور قريب في العلاقات مع الادارة الأميركية الحالية لدرجة الوصل الى أزمة.
وأكدا ان الحديث الخافت عن خلافات اسرائيلية ـ اميركية منذ الفشل الاسرائيلي في تحقيق الأهداف الأمريكية من الحرب على لبنان، سينفجر الى العلن مع التغيرات السريعة الجارية حاليا في الإدارة الأمريكية اثر نتائج الانتخابات الأخيرة، والتي تصب في غير صالح اسرائيل.
وتتحدث الرسالتان عن تغيير متوقع في السياسة العامة، وفي الشخصيات القيادية أيضا، بحيث سيبعد عدد من أصدقاء اسرائيل عن مركز القرار في البيت الأبيض لصالح شخصيات معروفة بتبرمها وفي بعض الأحيان اشمئزازها من اسرائيل.
ويتحدث غيلرمان في برقيته السرية الى مكتبي رئيس الحكومة ايهود أولمرت، ونائبته وزيرة الخارجية تسيبي لفنه، عن الاشارات الأولى للأزمة، كما تجلت في قصة الفيتو (حق النقض) الذي استخدمته الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي في الأسبوع الماضي، ومنع بموجبه من ادانة اسرائيل على مذبحة بيت حانون.
ويكشف ان المندوب الاميركي أبقى موقف بلاده سرا حتى اللحظة الأخيرة، وأبدى ترددا كبيرا في التصويت ضد مشروع القرار العربي الذي عرضته قطر. وفقط قبل البحث بدقائق أبلغ الاميركيون اسرائيل بأنهم قرروا التصويت ضد المشروع.
ويقول غيلرمان في البرقية: "لقد كان ذلك التصرف بمثابة اشارة واضحة على ان الادارة الاميركية بدأت تفقد صبرها ازاء الحكومة الاسرائيلية عموما، ورئيسها ايهود أولمرت بشكل خاص. لديها خيبة أمل عميقة من تصرفات اسرائيل واداء أولمرت وطريقة عمل الجيش الاسرائيلي".
وأكدت مصادر سياسية هذا الموقف بالقول إن رياحا جديدة تهب في واشنطن فقد تلقى جورج بوش ضربة شديدة في الانتخابات الأخيرة، وبدأ يحدث تغييرات في طواقم العاملين معه، وحتى اليوت أبرامز، الابن المدلل لديه والمعروف بحرارة علاقاته مع اسرائيل، سيضطر الى الابتعاد عن الأضواء ليحتل مكانه ومكانته فيليب زليكو المعروف بمواقفه الليبرالية واختياره مواقف حذرة تجاه اسرائيل.
وبدأت كوندوليزا رايس (وزيرة الخارجية) تقربه نحوها. وذكرت هذه المصادر أن الوزيرة رايس عقدت جلسة مطولة مع أولمرت قبل أن يلتقي الرئيس بوش، في الأسبوع الماضي، وكانت تلك جلسة قاسية بل قاسية جدا. فقد بدت رايس سلبية. وجهت انتقادات شديدة وعديدة، ولم تكثر من الابتسام.
وعبرت بوضوح عن مشاعر الاميركيين بأنهم انخدعوا، حتى من طرف اسرائيل. فقد أعطوها بطاقة مفتوحة خضراء لتفعل ما تريد ولم يحصدوا سوى الهواء. وسورية تواصل الاحتفال بالإخفاقات الاميركية ومساندة عمليات التفجير في العراق. وحزب الله يسقط لهم حكومة فؤاد السنيورة، بعد أن فشلت اسرائيل في ضربه مع انها طولبت بذلك. وأولمرت الذي ألهب حماس الاميركين من خطة التجميع يقف أمامهم اليوم من دون أي انجاز، سوى القتل الجماعي في بيت حانون.
وذكرت مصادر مطلعة ان برقية غيلرمان هذه أثارت أمواجا من ردود الفعل في اسرائيل. ويخشى الاسرائيليون ان يكون التأثير على اسرائيل أسوا من أية جهة أخرى، خصوصا بعد أن انخفضت حرارة التعامل مع أولمرت. ويضيفون الى ذلك أن أولمرت فقد مصداقيته، هذا الأسبوع، أيضا لدى العديد من اليهود الأميركيين عندما راح يمتدح خطوة الرئيس جورج بوش باجتياح العراق.