الزهار: المصالحة لا تزال متعثرة والإخوان ليسوا بحاجة لفرع في فلسطين
نشر بتاريخ: 13/12/2011 ( آخر تحديث: 13/12/2011 الساعة: 16:17 )
غزة- معا- أكد القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور محمود الزهار انه "لم يحدث حتى الآن أي اختراق في ملف المصالحة الفلسطينية أو تطبيق لأي بند من بنودها"، مضيفا انه "حتى ملف إطلاق سراح المعتقلين لم يتم ترجمته على ارض الواقع".
واستبعد الزهار في مقابلة مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في غزة إجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية في موعدها المقرر وهو أيار- مايو القادم، مشيرا إلى أن هناك إجراءات لابد وأن تتم قبيل هذه الانتخابات وهو مالم يتحقق.
وأوضح الزهار انه من المفروض أن يتم قبل الانتخابات لضمان الشفافية والنزاهة تشكيل حكومة ووجود لجنة عليا للانتخابات بخلاف محكمة خاصة للانتخابات ولجنة خاصة بالأمن لكن كل ذلك غير موجود، متسائلا على اي أساس إذا يتم إجراء انتخابات؟.
وتابع: حركة حماس مع المصالحة وتأمل في تحقيقها سريعا لمصلحة الشعب الفلسطيني لكن مماطلة فتح التى حدثت بعد التوقيع في مايو الماضي هى التي أدت إلى هذا التأخير. وهذه النتيجة، موضحا أننا كنا قد اتفقنا مع فتح على إجراء الانتخابات بعد التوقيع وكان من المفروض أن تتم في اليوم التالي لكن الرئيس أبو مازن طلب التأجيل إلى نوفمبر ثم إلى ديسمبر وصولا إلى الموعد الجديد في مايو المقبل.
وعن جدوى اللقاء المرتقب للفصائل الفلسطينية بالقاهرة في 22 من الشهر الجاري فى ظل هذا التعثر، قال الزهار انه سيطرح خلاله كل هذه القضايا للإجابة عليها لان الوقت المتبقي على الانتخابات لا يلبي طموحات تحقيها.
وعن توقعاته لنتائج حماس في حال إجراء الانتخابات التشريعية ،رهن الزهار أولا بأن تجرى الانتخابات بشفافية مطلقة وان يقبل بها كل الأطراف والاسندخل في نفس الإشكاليات الحالية ،وتوقع أن تكتسح حماس فى الضفة الغربية وان تحصد النسبة الأكبر في غزة.
وقال قيادي حماس وعضو مكتبها السياسي لا يوجد ما تلام عليه الحركة بغزة لأنها كسرت الحصار بوسائلها فقد وفرت المرتبات ووفرت الوظائف وحكومتها ليست مديونة بقرش واحد ، لكن حماس خسرت فقط من كان له مصلحة مع فتح وهم أصحاب العائلات الباطشة والأجهزة الأمنية التي بها "فرق الموت" والتعاون الأمني مع إسرائيل.
وعن استبدال حماس لشعار "التغيير والإصلاح" في الانتخابات المقبلة بعد ما حققته، قال الزهار "التغيير والإصلاح" لم يكن شعارا رفعته حماس في الانتخابات الماضية 2006 وحصدت 60 % من الأصوات لكنها كتلة حملت الاسم ودخلت الانتخابات وهى الذراع السياسي لحركة حماس والتي ستدخل الانتخابات المقبلة أيضا.
وعما تردد عن مناقشات تجري لتسمية فرع لجماعة الإخوان المسلمين بفلسطين وضم حماس له لضمان حرية التنقل لقادتها، قال قيادي حماس إن جماعة الإخوان المسلمين ليست بحاجة إلى أن تفتح فرعا لها في فلسطين لأنها لم تفتح اى فرع في اي دولة عربية، معتبرا أن الموجود من الإخوان في بعض الدول العربية مثل سوريا والأردن مجرد تنظيمات محلية تعمل وفقا لفكر وثقافة وأسلوب الإخوان لكن القضية منهج اسلامى قبل أن يكون تنظيم.
وأضاف الزهار إن الإخوان المسلمين الموجودين في فلسطين حاليا مستقلون لا يتبعون احد ،منبها إلى أن جماعة الإخوان المسلمين بمصر واجهت ضغوطات كبيرة من النظام السابق وهم الآن انفتحوا على العالم لكن لا يجب أن نصورهم أن يحكموا كل إخوان العالم فيجب أن يكون هناك تنسيق وترتيب وتخطيط مشترك ومساعدة لكن دون تدخل سافر فى الشأن الداخلي لان لكل منطقة خصوصياتها.
"يشار هنا إلى أن ميثاق تأسيس حركة حماس نص في مادته الثانية على إنها جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين".
وحول إمكانية إن تدفع التطورات الجارية بالمنطقة وتشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة حركة حماس إلى حوار بشكل غير مباشر مع الإدارة الأمريكية، قال الزهار إن حركة حماس منفتحة للحوار ومن يريد أن يسمع منا نسمعه لكنها ليست نسخة من فتح ولن نكرر تجربتها في التنازل عن جزء من الثوابت الفلسطينية مقابل الحوار مع واشنطن، فيما أعرب عن اعتقاده بالا تلجا أمريكا إلى الحوار مع حماس لأنها تضع حماس على قائمة الإرهاب ومن اجل التخلص من ذلك لابد من موافقة الكونجرس الأمريكي.
وعن نتائج ثورات الربيع العربي والمد الاسلامى على حركتي فتح وحماس، قال الزهار المد الاسلامي الحاصل الآن ليس بجديد لكنه كان موجودا في السجون، وتوقع أن تكون نتائجه سلبية على حركة فتح التي كانت تعتمد على الدعم الدبلوماسي العربي للحكومات السابقة أما الحكومات القادمة فلن تستطيع أن تدعم فتح لان هذه الحكومات الجديدة تريد أن تتخلص من أعباء المرحلة الماضية خاصة مصر لذلك ستفقد فتح هذا الدعم.
وعما أعلنته فتح عن تسليم حماس قائمة ب 147 معتقلا فى سجون غزة، نفى الزهار هذا الرقم وقال إن عددهم 77 فقط ولكل واحد قضية واضحة ومؤكدة مشيرا إلى أن من يريد العودة من كوادر فتح لقطاع غزة عليه أن يواجه القضية المتهم فيها لافتا إلى عودة بعضهم.
وعن تقييمه لتجربة حماس التي تحتفل غدا الأربعاء بذكرى انطلاقتها ال 24 قال الزهار إن حماس بدأت بمجموعة أفراد لاتزيد عن خمسة وفي الانتفاضة الأولى كان عددها عن لا يزيد عن ألف وبعد 24 عاما تحولت حماس من رقم إلى نسبة لذلك أعطاها الشعب الفلسطيني صوته في انتخابات 2006.
وحول تجربتها في حكم غزة ومدى الرضا عنها ،قال الزهار وزير الخارجية السابق فى حكومة حماس عندما دخلت حماس المعترك السياسي أصبحت رقم واحد الآن في المعادلة الفلسطينية وعندما دخلت المعترك العسكري طردت الاحتلال من غزة وسببت له الآلام في الأرض المحتلة عبر العمليات الاستشهادية ولو كتب لها الحرية في الضفة لوجدنا تغيرات حقيقية في الجغرافيا السياسية بالضفة ،أما على المستوى الدولي فقد أصبحت حماس معروفة للعالم وأكد أن حماس مشروعها نجح بكل المعايير وهي التي خاضت حربين بمفردها ضد الاحتلال ولم تهزم.
وحول مدى تأثر برنامجها الدعوي بالسياسي قال عملها بالسياسة وفر لها بيئة مناسبة للعمل الدعوى فعندما تسلمت الحكومة تسلمت الأوقاف والمساجد والمؤسسات التربوية واستغلتها في العملية الدعوية وبعد أن كان عملها سري اصح الآن بشكل علني رغم أن حماس قدمت تجربتها في أسوأ مكان يمكن محاصرته لان غزة محاصرة من جميع الجهات ورغم ذلك استطاعت أن توفر رواتب ووظائف وامن وعدالة.
وعن سلبيات حكم حماس، قال السلبيات مرتبطة ببعض الأشخاص لكنها ليست مرتبطة بالبرنامج فمثلا سوء معاملة فرد من أفراد الشرطة لبعض السائقين أو سوء معاملة سجين على خلفية جنائية اثناء التحقيق هذا لايعنى فساد المشروع، وأكد الزهار أن حماس لو اعطيت فرصة في ظروف طبيعية لكانت التجربة أفضل من ذلك لكن قيمة نجاح حماس في نجاح تجربتها بهذا القدر في هذه الظروف الصعبة.
وعن التضارب ما بين الحركة والحكومة، قال الزهار لا يوجد أي تضارب وهناك تنسيق وتخصص لان حكومة حماس تقوم بعملها فى قطاعات مثل الزراعة أو الصناعة أما حركة حماس فلها مهام أخرى مثل التربية والدعوة.